تقدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مستهل كلمته المتلفزة التي يلقيها بمناسبة العاشر من المحرّم، بالعزاء الى صاحب العزاء الحقيقي ومن بكى الحسين(ع) عند ولادته وقبل شهادته الى سيدنا رسول الله (ص) وأمير المؤمنين علي (ع) والسيد فاطمة الزهراء(ع) والامام الحسن(ع) الشهيد وأئمتنا وبقية الله في الارضين، وقال “نسأل الله تعالى أن يرفع هذا الوباء عن جميع شعوب العالم وعنا وعنكم لتعود لنا هذه الذكرى في العام المقبل كما في كل السنين”.
وإعتبر أنّه “عندما يسود الباطل ويصبح هو الحاكم والمتحكم ويضيع الحق ويصبح الحق غريبًا بل يصبح مدانًا.. حينها المطلوب من كل المؤمنين والشرفاء والاحرار موقف للاحتجاج قد يصل الى مستوى الشهادة، و عندما يضعك الأدعياء والمتسلطين وناهبي العالم والغزاة والمحتلين بين خياري القبول بالحلول الذليلة وتحمل الحرب التي يفرضونها عليك فسيكون الخيار في مدرسة كربلاء هيهات منا الذلة”.
كما أمل الأمين العام نصرالله “أن تتمكن الكتل النيابية يوم غد من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة دستوريا ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة”، لافتا إلى انه “نحتاج الى حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والحياتي وإعادة الإعمار وإنجاز الإصلاحات ونحن نؤيد الذهاب بها الى أبعد مدى ممكن. وسواء في تسمية رئيس للحكومة أو تشكيل سنساهم في إخراج البلد من الفراغ”. وقال “هناك دعوات دولية وإقليمية ومحلية عنوانها الإستجابة لمطالب الشعب اللبناني والشارع اللبناني وحكومة تعبر عن إرادته. هذه دعوات ممتازة ومحقة بلا نقاش، لكن هي كلام حق. رغبتنا نحن في لبنان دائما أن تعبر الحكومة والدولة بكل مؤسساتها عن رغبات شعبنا وتترجمها عمليا وواقعيا. هنا يجب أن نكون واضحين لأنه توجد مغالطة أساسية”.
وذكر انه “قد يأتي أحد من الخارج أو الداخل ويفترض مجموعة مطالب، يفترض شكل من أشكال التمثيل ويقول أنه يمثل الشعب”، ودعا الى معالجة هذه المسألة بمعنى أننا متفقون على أن أي دولة أو حكومة أو مجلس نيابي أو أي مؤسسة يجب أن تحقق أماني الشعب. وهنا نسأل مطالب الشعب اللبناني كيف يمكن معرفتها؟ هل نعتمد أسلوب المظاهرات كما يفعل البعض؟ إذا نزل عدة آلاف وطرحوا مطالب هل هي التي تمثل الشعب؟ واذا نزل بوجههم عشرات الآلاف هل هم يعبرون؟ اذا تم الإتفاق على هذه الآلية فلنستخدمها للتعبير على مطالب الشعب التي يجب على الدولة والمجتمع الدولي أن يتعرف بها”. وسأل “هل نعتمد مثلا آلية الإستفتاء الشعبي؟ استطلاع رأي؟”. وأكد ان “أي شيء تريدونه نحن حاضرون للمناقشة ولكن هذا الموضوع يجب معالجته حتى نفهم على بعضنا ونقطع الطريق على كل من يفرض مطالب وأماني ويقول عنها مطالب شعبية”. وأضاف “نحن لا ندعي أننا نعبر عن إرادة كامل الشعب. نحن نعبر عن إرادة من نمثلهم. لذلك هذا الموضوع بحاجة الى علاج”. وسأل “من قال أن الشعب يريد حكومة حيادية ومستقليين أو حكومة تكنوقراط أو حكومة سياسية أو تكنوسياسية؟”.
ولفت السيد نصرالله إلى انه “سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى عقد سياسي جديد، وسمعنا انتقادات فرنسية حادة للنظام الطائفي في لبنان. وهنا أود أن أقول أننا منفتحون على أي نقاش هادئ في مجال الوصول الى عقد سياسي ولكن شرط أن يكون هذا الحوار بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية”، معتبرا انه “من الجيد بعد مئة عام على قيام دولة لبنان الكبير أن يناقش اللبنانيون هذا الأمر. لو افترضنا أن مرجعية دينية أو سياسية أو حزب ودعا اللبنانيين الى عقد سياسي جديد لكانوا اعتبروه عميل ويأخذ لها أبعاد طائفية ومذهبية”. وأوضح انه “قبل سنوات لم أتحدث عن عقد سياسي جديد بل مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف وهو عقد سياسي موجود وقائم ونتذكر ردود الأفعال وقمت بسحب الطرح”.
وقال نصرالله “أمام هذا الصراع وبين الحق الذي يمثله محور المقاومة وبين الباطل الأميركي الذي يهيمن ويسيطر ويسلب وينهب وتترك شعوبنا في البطالة والجهل والأمية والجوع والمرض والخوف والحروب الداخلية، لا يسعنا في يوم الكربلا إلا أن نقول انه لا نستطيع الا الوقوف إلى جانب موقع الحق والمقاتلين والمدافعين عن الحق في مواجهة الباطل الأميركي”. وأضاف “في هذه المعركة، نحن كما انتصرنا خلال كل السنوات وفي لبنان وفلسطين وانتصر الصامدون في اليمن وإنتصرت سوريا والعراق على داعش، وانتصرت إيران في حربها وصمودها وثباتها، مستقبل هذا الصراع في فلسطين والمنطقة هو الإنتصار الآتي. أحد مؤشرات القوة لهذا المحور أنه واجه حربا كونية وخرج منها منتصرا وهذا الذي سيحصل في المستقبل”.
هذا ودان كل محاولات الإعتراف بإسرائيل من أي دوبة أو مجموعة أو شخصية أو حزب، وجدد إدانة موقف المسؤولين في الإمارات والذين ذهبوا الى هذا الخيار وإنتقلوا اليه من السر الى العلن. مشيرا إلى أنه “حتى ماء الوجه الإسرائيلي لم يحفظ لبعض المسؤولين في الإمارات وكذبهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤكدا أن الضم لا يزال على جدول أعمال حكومته”.