أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب، خلال كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة يوم العاشر من المحرم، إلى أنه “يشكل هذا اليوم مسار جديد لهذا التاريخ، وقد إستطاع الأمويون الإنقلاب على هذه الأمة لكن الإمام الحسين ع صدَّ هذا الإنقلاب مقدما نفسه وأهل في سبيل الدين”.
ولفت الى أن “المعركة كانت بين القيم الإنسانية والدينية والجاهلية. إنتصر الجيش الأموي بباطله مؤقتا وظاهرا. لكن النصر الحقيقي كتب للقيم التي ضحى الإمام الحسين من أجلها لتكون درسا للحياة”، مؤكدا أن “قضية الإمام الحسين هي قضية الحق والإنسان والكرامة الإنسانية. وبهذه الشهادة الفريدة أصبح الإمام الحسين رمزا لكل قضية عادلة ولكل شعب ثائر يريد أن يتحرر من الظلم”.
من جهةٍ أخرى، تساءل الخطيب “ما هي القضية العادلة التي تحمل بعض الجماعات السلاح من أجلها؟ الذي ظهر أن هذا السلاح هو من أجل التخريب وجر البلاد الى الفتنة وتهديد السلم الأهلي. بعض الذين يدعون أنهم يريدون حصر السلاح بيد الدولة والجيش كيف يخرجون ويطلقون الرصاص بوجه عناصره تحت شعارات مذهبية وينتهكون حرمات المنازل ويحرقون المحال والبيوت؟ هذا غير مقبول على الإطلاق ومن الذي يعوض عليهم؟”. موضحا أن “الصرخة يجب أن توجه نحو السلاح المتفلت بأيدي قطاع الطرق لا سلاح المقاومة. هذه المقاومة التي تحمل السلاح من أجل قضية محقة لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية وردع العدو الصهويني من التعدي على سيادة لبنان وهو لم يتخلى عن أطماعه بالأراضي والمياه اللبنانية”.
وإعتبر أن “البعض يريد تصوير سلاح المقاومة أنه المشكلة. هذه المحاولات مستمرة منذ أن وجد الإحتلال لفلسطين ووجدت مقاومة له وكل مقاومة للعدو يطلق عليها بأنها إرهاب”. مشيرا إلى أنه تم إتهام الفلسطينين بالإرهابيين لدفاعهم عن أرضهم، ونفس الأسلوب يستخدم ضد المقاومة، فيحاولون طوريتها بمشاكل في الداخل لأن إنتصار المقاومة يلغي أحلام البعض بالعودة إلى المتصرفية والقائممقامية، وإلا فليعطوننا المبررات لمواجه سلاح المقاومة الذي دائما يواجه بحقد غير مبرر. بالرغم من إتباعها خطاب المحبة والخطاب الجامع على حد سواء”.
وإستذكر دعوة الإمام موسى الصدر الى التاَلف والتعاون وعدم التفريط بالعيش المشترك والسلام الداخلي، وقال أنها “افضل وجوه الحرب مع العدو إسرائيلي”.
وأوضح الخطيب أن ” المطلوب تحقيق صفقة القرن التي رسمت منذ تقسيم المنطقة والعمل كان دائما لإيجاد المحيط الآمن لما يسمى بإسرائيل لتشكيل دوليات طائفية تؤمن الحماية لهذا الكيان وتحتمي هي به. هذا المشروع القديم الجديد وكل الحروب الداخلية أسبابه هذا النظام لإعطاء مبرر للتدخل الخارجي وتصوير لبنان شعوبا لا يمكن أن تتعايش معا”. مؤكدا أن “التقسيم الداخلي الذي يسعون إليه لا يمكن القبول به أبدا، لذلك نحن نسعى للتوافق الدائم لطمأنة اللبنانبين وقطع الطريق أمام أي أزمات تهدد الداخل”.