عقد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى مؤتمرا صحافيا في قصر الاونيسكو، في حضور المدير العام للاثار المهندس سركيس الخوري، نقيب المهندسين جاد تابت وأعضاء اللجنة الوطنية لإعادة وتأهيل الأبنية التراثية في بيروت.
وقال الوزير مرتضى إن الحدث الأليم الذي حصل في بيروت ترك تداعيات كبيرة على لبنان، ومنذ اليوم الأول كنا نعمل بصمت ولا نشكو، لكن كل ما نقوم به حاليا لا يساوي نقطة دم شهيد او وجع طفل جراء هذا الحادث الأليم، ان الذي حصل كبير جدا لكن علينا ان نلملم الجراح ونعود الى الاعمار”.
وأضاف أن “المنطقة التي حصل فيها الانفجار هي واجهة بيروت التاريخية وواجهة بيروت الثقافية، واجهة بيروت التي هي فعلا تعبر عن الحضارة والثقافة والتاريخ وكل ما يمت بصلة الى ارث بيروت الحقيقي. وايمانا منا بالحفاظ على هذه المدينة التي حملتنا بكل توجهاتنا وبكل سياساتنا وبكل ما صدر منا عبر التاريخ ولم تتوجع بيروت، الان بيروت بحاجة لنا يجب أن تتضافر جهودنا جميعا ونشبك الايدي كلنا في لبنان حتى نشكل لجنة لاعادة اعمار الأبنية التراثية واعادتها الى ما كانت عليه”.
ولفت مرتضى إلى ان “الأبنية التراثية ملفاتها جاهزة في وزارة الثقافة – المديرية العامة للاثار، وهناك متابعة للموضوع وحرص منذ عشرات السنين من قبل كل وزراء الثقافة والدولة اللبنانية والرؤساء للحفاظ على الأبنية التراثية، واليوم بعد هذه النكبة لا بد ان تتضافر الجهود حتى نكمل المسير لإعادة ترميم تلك المتضررة كثيرا ولإعادة اعمارها الجزئي حتى لا نفقد اي منزل في بيروت. من هنا الدعوة للحفاظ على النسيج الاجتماعي والنسيج العمراني والنسيج الثقافي لهذه المدينة”.
وقال: “من اجل كل ذلك نحن هنا اليوم، وبتوجيهات من دولة الرئيس نبيه بري ومنذ الأيام الأولى – ( لان البعض حاول ان يتربص بتراث بيروت وتاريخ بيروت وابنية بيروت )- كان يوجد توجيهات صارمة من دولة الرئيس نبيه بري بمنع المس بهذه الأبنية وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لكي لا يستغل أحد هذا الظرف لشراء هذه الأبنية من ناسها وأهلها واتخذت قرارات من قبل وزارة الثقافة ووزارة المالية لمنع نقل ملكيتها خلال فترة ترميمها لأننا علينا إعادة ترميم الأبنية وبنائها وذلك بهمة الشباب وجميع الحاضرين والمعنيين معنا اليوم”.
ووجه “التحية الكبيرة الى الكوادر البشرية العاملة والتي يبلغ تعدادها 250 عنصرا بشريا وفي مقدمهم الجنود المجهولون المهندسون من معهد الترميم في الجامعة اللبنانية”، كما حيا الجيش وكل الجمعيات ونقابة المهندسين.
وكشف الوزير مرتضى عن آلية العمل التي اعتمدتها وزارة الثقافة -المديرية العامة للأثار ضمن غرفة العمليات الطارئة التي تم استحداثها لغاية متابعة العمل الميداني والتي قسمت الى تسع مجموعات – خلايا ليتم لغاية اليوم مسح 576 مبنى تراثيا :331 مبنى في المنطقة المباشرة للانفجار و245 مبنى في المنطقة الخلفية، حيث تبين وجود 86 مبنى من اصل 331 مبنى في وضع حرج متضرر: 44 منها في خطر الانهيار الكلي بحاجة الى تدعيم كامل و41 في خطر انهيار جزئي (بحاجة الى تدعيم جزئي)، وأعلن أن هناك 13 مبنى قيد التدعيم، في حين ستتمحور المرحلة المقبلة حول التراث المعماري الحديث، التراث الديني والتراث الصناعي”.
وأكد أنه “منذ حصول الانفجار حرصنا على مسح هذه الاضرار بمواكبة ميدانية، وبدأنا بتدعيم بعض المنازل التراثية بمساعدة شركات متعهدة تبرعت بجهودها لمنع هذه الابنية من الانهيار وهي حورية، الجنوب للإعمار، EBCO BITAR ، ASHADA، شركة MAN وشركة متى”، مشيدا بتعاون العديد من المنظمات والجهات الدولية مثل الايكوموس، الابساد، الايكروم،Blue Shield، Arab center for architecture، ACA، DIA الالماني.
كما أعلن الوزير مرتضى عن لجنة لمواكبة تداعيات انفجار مرفأ بيروت على الأحياء والأبنية التراثية والتاريخية على النسيج العمراني والاجتماعي والثقافي لهذه الأحياء يترأسها وزير الثقافة.