بتول فواز- خاص ليبانون تايمز
حالة من الهلع تسود أروقة مُستشفيات بيروت المُتصدعة جراء إنفجار المرفأ، الذي أوقف نبض الشريان الأخير في قلب لبنان، فلم يتجسد في تداعياته أيٌ من الرحمة التي تخفف من وطأة الصدمة.
مئات الشهداء وحصيلتهم ليست نهائة نظراً لوجود مفقودين حتى الساعة، آلاف الجرحى، لم تسعهم مستشفيات بيروت الحكومية والخاصة، فعمدت الجهات المعنية على نقل المتضررين إلى خارج العاصمة لتضميد جراحهم.
الجدير ذكره، أن عداد كورونا يواصل إرتفاعه، فحالة الطوارىء تشمل الوبائين الصحي والإقتصادي، حيث سطعت أزمة المستشفيات في الفترة الراهنة، لا مُستحقات، لا معدات ونقص بالمستلزمات جرّاء فروقات سعر صرف الدولار.
كان للمستشفيات الميدانية الأفضلية، لتحمل العبء إلى جانب الحكومية والخاصة، فقد أعلنت وزارة الصحة عن تقديم الأولى المعاينة والعلاج والأدوية مجاناً، وعممت في بيان، لائحة بهذه المستشفيات وتفاصيل خدماتها، كالآتي:
- المستشفى الروسي في المدينة الرياضية: متخصص بإجراء العمليات الجراحية البسيطة في العظم والأعصاب، كما يعالج الأطفال والأمراض الناتجة عن الصدمات.
- المستشفى الإيراني في الجامعة اللبنانية – الحدث: يؤمن التشخيص والمعاينات والفحوصات، والأدوية بما فيها أدوية الأمراض المزمنة، وتعليق أمصال وإجراء عمليات متوسطة، إضافة إلى تقطيب الجروح ومعالجة الحروق وتخطيط القلب وأجهزة تنفس ومعالجة الكسور، كما يتضمن المُستشفى عددا من الأسرة في حال احتاج المرضى للمزيد من العناية.
- المستشفى المغربي في الكرنتينا: يتضمن مختبراً وصيدلية، وهو متخصص في علاج الأطفال والأمراض والجراحة النسائية وأمراض العيون والجراحة العامة وجراحة العظام.
- المستشفى الأردني في تل الزعتر: يضم صيدلية وعدد من جراحي العظم والتجميل والجراحة العامة والصحة العامة والتوليد، ويؤمن المستشفى فحوصات PCR للمرضى قبل البدء بعلاجهم.
- المستشفى القطري في موقف مستشفى الروم الأشرفية: يضم 500 سريراً لعلاج المرضى، من ضمنها ثلاثة أسرة عناية فائقة مع أجهزة تنفس إصطناعي، مع تخصيص سرير عناية للأطفال وسريرين للجراحات بسيطة، فضلاً عن صيدلية تؤمن أدوية للأمراض المزمنة والسكري ومسكنات ومعدات لمعالجة الكسور.
في هذا السياق، أكد نقيب المُستشفيات الخاصة سليمان هارون، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، إرتفاع حدة أزمة المستشفيات، خاصة وأن طلبات المواد الطبية المدعومة من المصرف المركزي لا تُلبى بالطرق المتوجبة، أما المواد غير المدعومة تعاني إرتفاعاً بالأسعار جراء عدم إستقرار سعر صرف الدولار.
وأضاف: الإنفجار كان بمثابة الضربة القاضية، المُستشفيات الخاصة عملت على مُداواة 6000 جريح، مما ساهم في إستهلاك مخزون المُستلزمات الطبية المتواجدة في المستشفيات، إضافة إلى نقص المعدات في السوق لدى المُستوردين، بإعتبار أنها كانت موجودة في مرفأ بيروت قبل الإنفجار.
وشدد هارون على تعويل المُستشفيات الخاصة والحكومية على المساعدات الخارجية، إذا ما تم توزيعها بأسرع وقت على القطاع الطبي.
وتابع: هناك ضرر كُلي لحق بـ 3 مستشفيات (الروم، الجعيتاوي، الوردية) مما أدى إلى إقفالها بالكامل ونقل مرضاها إلى مستشفيات أخرى لإستكمال علاجهم، وهناك مُستشفيات تضررت لكنها لم تتوقف عن أداء مهامها، مُستبعداً تلقيهم أي مساعدات من الدولة اللبنانية لمعاينة الأضرار التي خلّفها إنفجار المرفأ، في الوضع الإقتصادي الراهن.
وعن المستشفيات الميدانية، رأى هارون “ألا لزوم لها”، قائلاً: نشكر حسن النوايا، حبذا لو تم إستبدال المستشفيات الميدانية بمساعدات مالية لمُستشفياتنا، فالكارثة التي وقعت نحن من إستوعبها.
جدلٌ جديد إرتسم على خارطة الوضع الصحي، حاجة ماسة للمستشفيات الميدانية لمساعدة نظيراتها، يُقابلها صرخات من قبل المستشفيات الخاصة والحكومية للنهوض بذاتها، المُحاولات بالخروج بأقل خسائر ممكنة باتت لا تُجدي نفعاً، لطالما المشهد اللبناني يراوح مكانه في حلقة مُفرغة.