شكر رئيس الجمهورية ميشال عون في “مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني” جميع رؤساء وقادة الدول المشاركين معنا اليوم والذين تجمعهم محبة لبنان والرغبة الصادقة بدعم هذا البلد، وقال “أتوجه بالشكر الى الرئيس الصديق ماكرون على المبادرة بعقد هذا المؤتمر الافتراضي لدعم لبنان بعد الكارثة التي ضربت عاصمتنا وهو الذي سارع الى زيارتها وشهدَ حجم المأساة بأم العين، والشكر أيضاً لسعادة الأمين العام للأمم المتحدة”.
ولفت غلى أنه “لن أطيل عليكم وأشرح ما سببته الكارثة في بيروت على جميع المستويات الانسانية الاجتماعية الصحية التربوية والاقتصادية وتركت جروحاً في كل بيت، الزلزال ضربنا ونحن في خضم أزمات اقتصادية ومالية ونزوح بالإضافة الى انعكاسات الكورونا مما يجعل مجابهة تداعياته تتخطى قدرة هذا الوطن”.
وأردف قائلاً “لا يسعني الاّ أن أثمّن عالياً باسمي وباسم الشعب اللبناني التضامن الدولي الذي تجلى بمسارعة قادة الدول والمسؤولين الى الحضور أو الاتصال والإعراب عن التعاطف والمؤازرة في لملمة الجراح، كما مبادرة الدول الشقيقة والصديقة الى ارسال المساعدات الانسانية والطبية الطارئة”.
مشيراً إلى إن “العديد من المسؤولين وفرق الإغاثة الدولية الذين سارعوا بالمجيء الى لبنان عاينوا حسيّاً حجم المأساة التي طالت كل القطاعات لا سيّما تلك التي تشملها الأولويات الأربعة الواردة في كتاب الدعوة لمؤتمركم الكريم، الصحة، التربية، إعادة الإعمار، وتأمين الغذاء”.
وأوضح عون “ان اعادة بناء ما دُمّر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير؛ فالاحتياجات كبيرة جداً وعلينا الاسراع في تلبيتها خصوصاً قبل حلول الشتاء حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى. وبما يتعلق بصندوق التبرعات المنوي إنشاؤه فأشدد على أن تكون إدارته منبثقة عن المؤتمر”.
وشدد عون على أنه “لقد التزمت أمام شعبي بتحقيق العدالة، اذ وحدها، العدالة، يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضاً بأن لا أحد فوق سقف القانون، وان كل من يثبت التحقيق تورطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية”.
وتابع الرئيس عون “تعهّدت أيضاً بمحاربة الفساد وبالإصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسّسة واحدة بل سيشمل كل المؤسّسات”.
كما قال الرئيس عون “أيها الأصدقاء، هي ليست المرّة الأولى التي تدمّر فيها بيروت ولكنها في كل مرّة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلي ايمان، بأن بيروتنا، ستنهض كما كل مرّة.. نعم ستنهض، بمساعدتكم، وبعزيمة أهلها وكل اللبنانيين”.