* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
أمس، أطلق أهل الدين رسائل في عيد الأضحى المبارك، تنوعت فيها المواضيع السياسية والمعيشية والمالية وحتى الميثاقية والحياد، وإنما توحدت فيها المواقف في انتقاد حاد لمسارات إدارة البلاد وسلطاتها وعقم معالجات الأزمة.
واليوم في المقابل، أطلق أهل الدنيا وتحديدا رئيس الجمهورية العماد عون، رسائل في عيد الجيش اللبناني، وكأنها “الهجوم- الدفاعي المضاد، الواضح والمركز، واضعا فيها النقاط على حروف الواقع، ومنتقدا في شدة الذين يراهم “واقفين جانبا، يطلقون النار على كل محاولات الإنقاذ ويسعون الى تسجيل انتصارات صوتية، وضمنهم الذين تهربوا من المسؤولية في خضم الأزمة”، من دون أن يسميهم.
في “هذه الحرب” كما سماها مؤكدا التصميم على “جبهها والانتصار فيها”، حدد الرئيس عون خمسة أعداء للبنان الآن:
– الفساد المستشري والشرس، لكن الخطوات نحو استئصاله سارية وإن ببطء.
– كل من يتلاعب بلقمة العيش.
– كل من ساهم ويساهم بضرب العملة الوطنية لتكديس الأموال.
– مطلقو الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضا من يجول في العالم محرضا ضد وطنه وأهله.
– أما العدو الخامس فهو الفيروس الذي يهاجم البشرية جمعاء، وقد نال لبنان قسطه من الفيروس الذي فاقم أزمتنا الاقتصادية.
وهنا أطلق الرئيس العماد عون موقفا حاسما بأن الخطوات الإصلاحية وملاحقة الفاسدين، لن تتوقف عند مؤسسة واحدة بل ستنطلق منها الى كل المؤسسات.
رئيس الجمهورية، إذ توجه بالتقدير العالي للمؤسسة العسكرية التي تعلم منها ان الاستسلام ممنوع، قال: الأكيد أن الاستسلام لا مكان له في مسيرتي.
التزام القرار 1701 أخذ حيزا من الكلمة التي تضمنت الخروق الاسرائيلية المستمرة للقرار والسيادة. الرئيس عون أكد عدم التهاون في مسار الدفاع عن أرضنا وحقوقنا.
في أي حال، إذا كان الأسبوع الأول من آب، بدأ بعيدي الأضحى والجيش والمواقف السياسية في المناسبتين، فإنه سينتهي على مسألة الحكم الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما يلي.
البداية من الحريق الذي اندلع في حرش بقنايا جل الديب قرب مستشفى دير الصليب.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
من محاسن الصدف أن عيد الأضحى يتزامن مع عيد الجيش ويلتقيان على معاني العطاء والتضحية. لكن كلا العيدين يحلان مثقلين بأحمال كبيرة من الأعباء الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية في الوطن الصغير.
في الأول من آب، لا احتفال في الكلية الحربية لتسليم الضباط الجدد سيوفهم، وإنما اكتفاء بتخريجهم من دون مراسم، بسبب تفشي وباء كورونا.
وللمناسبة رسالة رئاسية أدرجت الجيش في منزلة قلب الوطن ووصفته بأنه الأمل للبنانيين وحصن الأمان كيفما تقلبت الأحوال.
وفي الرسالة الرئاسية رسائل سياسية من عيار أن لبنان يخوض حربا مع أكثر من عدو، وأن انتصاره هو على همتنا جميعا دولة ومواطنين، وأن تسجيل الانتصارات الصوتية وخصوصا ممن تهربوا من المسؤولية لا يسمن ولا يغني من جوع.
أما قيادة الجيش فشددت بلسان العماد جوزاف عون على تحمل المهمات الشاقة بكل شرف وفخر، مؤكدة أن الجيش لم ينل من عزيمته اتهامات ولا من معنوياته أي مس بأبسط حقوقه المعيشية.
في ثاني أيام عطلة الأضحى، لم يغب شبح وحش كورونا، لا بل زادت المخاوف الناجمة عنه بالنظر إلى التقرير اليومي الأخير لضحايا الفيروس والذي بلغت حصيلته مئتين وأربعا وعشرين إصابة وهو رقم قياسي مرعب.
أحد الأسباب الكامنة وراء هذه القفزة المخيفة، هو التفلت المجتمعي الذي ضبطت ال”NBN” أمس عينة مقززة من تفلته على كورنيش الروشة. هناك كان المشهد مخيبا للآمال إن لم نقل أكثر.
في اليوميات الداخلية، برز اليوم تأكيد وزارة المالية في معرض ردها على رئيس جمعية المصارف أن رواتب الموظفين في القطاع العام مؤمنة حصرا من حساب خزينة الدولة في مصرف لبنان، والتي يتم تحويلها إلى حسابات الموظفين والمتقاعدين عبر المصارف ولا علاقة لها بودائع اللبنانيين.
أما ودائع الدجاج الفاسد في المستودعات التي جرى دهمها في الأيام الأخيرة، فصدرت تحذيرات من محاولات لفلفة قضيتها من خلال الترويج أن المنتجات كانت معدة للتلف وهو أمر مناف للحقيقة بحسب متابعين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
قيل إن الرجل بلا أعداء هو رجل بلا قيمة، ولقيمة بلدنا كثر أعداؤه الخارجيون، الا أن الرئيس العماد ميشال عون حذر في عيد الجيش من أعداء لا يتسللون من ثقوب أسوارنا، ولا يأتوننا بالبوارج أو الطائرات.
فالعدو الاول- يقول رئيس الجمهورية- هو الفساد المستشري في المؤسسات والنفوس ومن يتلاعب بلقمة عيش المواطن، ويساهم بضرب العملة الوطنية، ويطلق الشائعات لبث اليأس في النفوس، ومن يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله.
وبناء عليه، المهمة الأصعب هي في تشخيص أعداء الداخل، فلبنان بثلاثيته الماسية من جيش وشعب ومقاومة هزم العدو التكفيري، ودحر العدو الصهيوني في عام ألفين وتموز ألفين وستة يخبر عن ملاحم رجال الله، وتموز اليوم يحدث عن كيان يتوسل “حزب الله” حتى لا يطلق النار نحوه- تقول صحيفة معاريف الصهيونية-، وتضيف ان الأمين العام ل”حزب الله” انتصر في حرب الأعصاب، وأجبر الدولة الأقوى في الشرق الأوسط على أن تبقى متوترة ومتأهبة بانتظار الرد.
على اننا في لبنان بحاجة أيضا الى تأهب على أعلى المستويات لمواجهة فيروس كورونا، العدو الخفي الجلي في آن واحد، الذي يفعل فعلته ويتسلل الى كل مكان في العالم. ومع هذا الاستهتار وعدم مراعاة قواعد مواجهة الوباء الفتاك، يصح القول هنا: لقد بحثنا عن العدو ووجدناه، إنه نحن. أرقام متزايدة من الإصابات والوفيات نخسر معها ما كسبناه في الجولة الأولى، يوم كدنا أن نصل الى صفر إصابة في مواجهة المرض الذي يتوقع أن تمتد آثاره لعقود وفق منظمة الصحة العالمية. فيروس يتخوف مراقبون صهاينة ان يتسبب بحرب أهلية في كيان الاحتلال ويهدد الانتخابات في الولايات المتحدة الاميركية التي تجاوز عدد الوفيات فيها المئة وخمسين ألفا حتى الساعة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في اليوبيل الماسي للجيش اللبناني، وقبل شهر من مئوية لبنان الكبير، العبرة واحدة: لا مكان للاستسلام، خصوصا في مسيرة من تعلم من المدرسة العسكرية أن يحفر الصخر ليفتح طريقا، وأن يسير بين الألغام لينقذ جريحا، والجريح اليوم هو الوطن.
أما الجيش، فهو قلب الوطن، ولا جسد يبقى إذا ضرب قلبه. فلبنان اليوم يخوض حربا من نوع آخر، ولعلها أشرس من الحروب العسكرية، حيث الوضع الاقتصادي والمالي يضغط على الجميع ولم ينج منه أحد،…وأعداء لبنان في هذه الحرب كثر: الأول، هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، وهو يقاوم بشراسة، ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير وإن يكن ببطء، ولكن بثبات. أما العدو الثاني، فكل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح، فيما العدو الثالث هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدس الأموال، ليبقى العدو الرابع هو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضا من يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله وناسه، ومحاولا حجب أي مساعدة عنهم. أضف الى ذلك، العدو الخفي على شكل فيروس، الذي هاجم البشرية جمعاء ولما يزل، مخلفا الضحايا وضاربا اقتصاد العالم، حيث نال لبنان قسطه من هذه الهجمة، وسقط لنا ضحايا وزادت أزمتنا الاقتصادية تفاقما.
وإذا كان الانتصار في هذه الحرب هو على همتنا جميعا دولة ومواطنين، فالوقوف جانبا وإطلاق النار على كل محاولات الإنقاذ، وتسجيل الانتصارات الصوتية، خصوصا ممن تهربوا من المسؤولية في خضم الأزمة، فلا يسمن ولا يغني من جوع. ذلك أن الخطوات الإصلاحية التي بدأ تنفيذها لمعرفة واقع المال العام وفرملة الفساد ووضع اليد على الملفات المشبوهة تمهيدا للمعالجة المناسبة وملاحقة الفاسدين، لن تتوقف عند مؤسسة واحدة بل ستنطلق منها الى كل المؤسسات، وهي ستساهم باستعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم وأنفسهم تمهيدا لاستعادة الثقة بلبنان. ومع إقرار الخطة المبدئية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم التي أصبحت بمعظمها آمنة وقادرة على استيعابهم، تكون الدولة وضعت تصورا موحدا لحل هذه الأزمة، على أمل تجاوب الدول المعنية لتأمين العودة الآمنة والكريمة.
في اليوبيل الماسي للجيش اللبناني، وقبل شهر من مئوية لبنان الكبير، كلام الرئيس… رئيس الكلام، ومشروع وطن لن يموت، على مثال شهيد الجيش الذي قيل فيه: لا تبكه فاليوم بدء حياته إن الشهيد يعيش يوم مماته.
لكن، قبل الدخول في تفاصيل مواقف عيد الجيش، وسائر الملفات المطروحة، وقفة تحية، إلى روح الراحلة جوسلين خويري، التي عرفت كيف تقاوم في سبيل لبنان، لا من أجل أحزاب، وفئات.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
كل أول آب وجيش لبنان بخير، والدعاء أن تستكمل المؤسسة في عيدها السادس والسبعين، العام المقبل، استرجاع سيادة الدولة على أرضها ومياهها وأجوائها من دون شريك.
لكن إذا نظرنا الى واقع الحال اليوم، نستنتج أن الجيش سيظل يخيل وحيدا في هذا الاتجاه طالما أن جزءا من الدولة التي يحميها لا يتورع عن الجهر باتهام قيادته مداورة، وبعض أجهزته مباشرة، بالتآمر مع قوى أجنبية لإضعاف المناعة الوطنية، ولا تتحرك الأجهزة المعنية لكشف المتآمرين المفترضين وسوقهم أمام العدالة.
فحديث رئيس الحكومة عن مؤامرات وانقلابات مفترضة لم يبق يتيما، إذ تبعه النائب جبران باسيل بحديث مماثل مع بعض التمايز في التفاصيل، واليوم توجه الرئيس ميشال عون إلى الجيش بما مفاده أن من طرد الإرهابيين من السهول والجرود لن يسمح لهم بالعودة بأقنعة جديدة الى لبنان. وكأن رئيس الجمهورية يؤكد سيناريو المؤامرة الذي أطلقه رئيس “التيار الوطني الحر”.
تفسير التناغم السياسي بين المجموعة الحاكمة في هذا المجال، وهي الأقرب من “حزب الله”، قرأ فيه المراقبون استكمالا لمحاولة الحرق المبكرة للمرشحين المحتملين إلى رئاسة الجمهورية ورشوى مجانية ل”حزب الله”. من دون أن ننسى طبعا انضمام رئيس الجمهورية إلى رئيس حكومته في اتهام مجهولين لبنانيين بالتجوال في عواصم العالم للضغط عليها لحجب المساعدات عنه. علما بأن هذه الهجمة، إن ثبتت صحتها، تؤشر الى أن المسؤولين يهتمون بأمور كثيرة غير مجدية فيما البلاد تحترق بنار الأزمات، وهذا يدعو الى القلق بقدر ما يدعو الى الاستهجان، إذ كيف يمكن أي مسؤول، والناس تجوع وتفقر، أن يشكك بالشركاء في الوطن، لا لشيء إلا لتصويرهم بأنهم متآمرون لقوى أجنبية، وبالمؤسسة العسكرية، وكأنها ليس فقط قاصرة عن الدفاع عن لبنان بل هي في موقع المشكوك بأدائه الوطني. وهل بهذه الطريقة يضرب مشروع الحياد الذي عماده جيش واحد قادر، وهل بهذه الأثمان الباهظة يمدد ل”حزب الله” تفويضه كممسك وحيد بقرار السلم والحرب؟
كل هذا والبلاد تحتاج أعلى درجات الاستقرار وقد بدأ العد العكسي لإعلان الحكم في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري في السابع من آب. وفيما الرعيان يتلهون على هذا المقلب من الوادي، المقلب الآخر منه تتآكله الأزمة الاقتصادية- المالية وتنهشه الكورونا، والعيون تتركز الآن على التقييم المفترض أن تقوم به الحكومة مطلع الأسبوع لنتائج الفترة الأولى من إقفالها البلاد: هل ستبقي على خطتها الحالية أم ان النتائج المقلقة المسجلة ستدفعها الى للجوء الى الإقفال التام مع التشدد في شروط التعبئة العامة؟ بمعنى آخر، هل ستتغلب أولوية إنقاذ حياة الناس على حماية الاقتصاد الذي لا يحتمل الإقفال والتعطيل؟ لننتظر.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
لأن واقع كورونا صعب، ولأن الفيروس اقتحم حياتنا، فقلب كل مقاييسها، اختار بعضنا ألا يواجه هذه الحقيقة مباشرة، فاستعاض عن العلم والأرقام بالخيال والنكران، لأنه لا يريد تقبل الواقع كما هو، بعيدا عن ما يتمناه أو يرغب به أن يكون.
لكن بين الخيال والنكران والواقع، هوة غير قابلة للردم، ففيروس كورونا موجود، وأعداده في لبنان تتزايد.
يقول مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور فراس أبيض لل”LBCI”: اذا استمرت الأرقام على وتيرتها الحالية، فإن الأسرة في المستشفيات العامة والخاصة لن تستوعب المرضى، وقدرتنا على تحمل مثل هذه الضربة غير عالية، لذلك القلق يتصاعد.
كلام الدكتور أبيض العلمي في واد، واستمرار الحياة على طبيعتها، تحت ألف حجة وحجة، في واد آخر.
فحتى الساعة، يبدو ان الإقفال الجزئي مجرد قرار، فرضه عيد الأضحى من جهة، وطبقه بعض المحال التجارية في بعض المناطق من جهة أخرى، فيما ولائم العيد وجمعاته، والحفلات والسهرات في المنازل فقائمة، أما الأعراس ففي دياركم عامرة.
فعلى الطريقة اللبنانية، الدبكة والجمعة والزلغوطة أقوى من المرض، خاصة، إذا حصل كل ذلك تحت حجة الاستثناءات الرسمية.
وهذا تعبير جديد اكتشف اليوم، استثناء لإقامة عرس، يبدو انه ايضا أقوى من كورونا.
فهل هناك فعلا 3 استثناءات أعطيت لأعراس بين الأمس والغد، عرس في شكا وآخر في جونية وثالث في زغرتا؟ وهل التزم القيمون على الزفاف بالشروط المطلوبة؟ حتى الساعة، نعم، هناك على الأقل استثناء واحد أعطي، أما الالتزام بشروط الاستثناء فلم يأت على قدر المطلوب، ما كلف العرسان غرامة قيمتها، حسب ما علمت ال”LBCI”، 25 مليون ليرة.
بين الاستثناء والزفاف وكورونا، عود على بدء، من الأقوى الدولة أو اللبنانيين أو كورونا؟
الجواب بعد خمسة عشر يوما من الإقفال، حينها تظهر أرقام الإصابات، وهذه المرة، الأكيد مش الحق عالدولة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
هو الأول من آب، ومن كل عام، والأول في الصف العسكري، وإن كانت كورونا حرمته اليوم من الاحتفال بعيده، فإن الشاشات اللبنانية سوف ترفع سيوفه الليلة في أفواج فنية ومغاوير استعراضية وفرق موسيقية مجوقلة، تنطلق من أفياء صخور الجلاء في ضبيه.
احتفال للجيش، وكرمالك يا وطن، والذي كما بعلبك، سيقام من دون جمهور، ولكن بجمهور واسع على امتداد الوطن. وليل الصخور الدافئة تصفيقا للجيش جاء مسبوقا بنهار ساخن، امتدت نيرانه الى أحراج بياقوت وهددت نزلاء دير الصليب، وأعلن الدفاع المدني ان السبب في الحرائق هو إطلاق أسهم نارية في المكان، فيما أجريت إسعافات أولية لأشخاص أصيبوا بضيق تنفس.
ولم يعرف على وجه التحديد ما هو سبب الاحتفال وإطلاق الألعاب النارية، وبأي فرحة يحتفل سكان المنطقة والذين غامر بعضهم بأرواح الناس بخفة ومن دون اعتبار للأصحاء والمرضى على حد سواء، فمن أصيب اليوم بضيق في التنفس يكابد ضيقا في العيش وانتشارا للوباء الذي سجل في ساعاته الأخيرة حالتي وفاة ومئة وخمسا وسبعين إصابة جديدة.
وفي الإصابات السياسية، سجل رئيس الجمهورية خمسا منها ووضعها في خانة الأعداء التي يواجهها لبنان. وقال الرئيس ميشال عون إن “العدو الأول للبنان هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، وهو يقاوم بشراسة ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير وإن يكن ببطء، والعدو الثاني هو كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح، والثالث هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدس الأموال، واحتل المرتبة الرابعة كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام وأيضا من يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولا حجب أي مساعدة عنهم. وأمام الأعداء الاربعة يأتي كورونا في المنزلة الخامسة.
وفي التراتبية المالية جاءت بيانات وزارة المالية وجمعية المصارف لتفتح جدلا على خلفية رواتب موظفي الدولة ومصادرها. فبعد انتقادات لرئيس الجمعية سليم صفير تخص محفظة الموظفين وودائع الناس، ردت وزارة المالية بنفي مضمون ما أدلى به صفير، مؤكدة أن رواتب الموظفين في القطاع العام مؤمنة حصرا من حساب خزينة الدولة اللبنانية في مصرف لبنان، ولا علاقة لها بودائع اللبنانيين، لا من قريب ولا من بعيد.
وأسفت المالية لصدور بعض المواقف الملامسة للشعبوية المجانية في لحظة مصيرية تقتضي من الجميع الشعور بالمسؤولية الإنسانية والوطنية في تحمل تبعات ما ارتكب خلال عقود وضمان حصول كل مواطن على حقه، بدل حجز أمواله أو سلبها أو الاستيلاء عليها.
هذا الموقف رحب به صفير ببيان لأنه أجاب على رغبة المصارف والشعب اللبناني بأن تكون رواتب الموظفين مؤمنة، وأن تكون خزينة الدولة اللبنانية سليمة، ولا تكون الحكومة بحاجة للاستدانة وإنما تنفق وفقا لإيرادات الدولة. وشدد على أن القطاع المصرفي ليس طرفا سياسيا، وهو أبعد ما يكون عن الشعبوية وأقرب الى الواقعية.