كشفت دراسة جديدة أن أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص الذين لم يتعرضوا لفيروس كورونا المستجد قد تكون لديها بعض المعرفة فيما يخص مسبب المرض، ما قد يساعد في تقليص شدة كوفيد-19 إذا ما أصيب به الفرد بالفعل.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر، الأربعاء، فإن العلماء رصدوا الخلايا التائية (خلايا T) التي ينتجها الجسم استجابة للفيروس، في دم 84 في المئة من المصابين بكوفيد-19 وكذلك لدى 35 في المئة من المتبرعين الأصحاء.
وعملت الدراسة على تحليل عينات دم من أشخاص يقيمون في ألمانيا، بينهم 18 يعانون من كوفيد-19 وتتراوح أعمارهم بين 21 و81 عاما، و68 تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما ويتمتعون بصحة جيدة ولم يسبق لهم التعرض لكورونا المستجد.
وكتب باحثون من مؤسسات بريطانية وألمانية متعددة في الدراسة، وفق ملخص أوردته شبكة CNN، أن وجود الخلايا التائية لدى أشخاص لم يصابوا بالفيروس الجديد، قد يعود على الأرجح إلى اكتسابها على أثر إصابتهم بفيروسات تاجية أخرى في الماضي.
والاعتماد على هذه الخلايا التائية الذاكرة (memory T cells)، التي أنتجها الجسم لمحاربة عدوى مشابهة في استجابته لعدوى جديدة، يسمى التفاعل المتقاطع.
وفي دراسة أجريت على فيروس سارس 1 الذي ظهر في عام 2002، نشرت في مجلة فاكسين، وجد الباحثون أن خلايا T تستمر مدة تصل إلى 11 عاما بعد الإصابة.
وبينما وجد الباحثون أن خلايا تائية تفاعلية متقاطعة في المتبرعين الأصحاء، كتبوا في الدراسة أن الأثر الذي قد يكون لتلك الخلايا بالنسبة لكوفيد-19 لا يزال غير معروف.
وأشارت CNN إلى أن الدراسة الجديدة ليست الأولى التي تقترح وجود درجة من المناعة المسبقة ضد فيروس كورونا المستجد لدى بعض الأشخاص.
ومنذ ظهور كورونا المستجد، جرى التركيز على الأجسام المضادة لكوفيد-19 والدور الذي تلعبه في بناء مناعة ضد المرض.
ويستخدم جهاز المناعة وسيلتين للعثور على مسببات الأمراض ومهاجمتها وهي الأجسام المضادة والخلايا التائية، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس عن الباحث في جامعة أوكسفورد، آندرو بولارد.