مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
أضحى مبارك أعاده على اللبنانيين جميعا بالخير وبالخروج من الأزمة.
التضحية، عنوان من عمق القيم الوجدانية والإنسانية السامية، يتجلى بامتياز وأكثر من أي وقت مضى في لبنان اليوم، بتزامن عيد الأضحى المبارك الممتد عبر التاريخ، مع عيد الجيش المعمد بالتضحية على مستوى المؤسسة والدولة منذ خمسة وسبعين عاما، والمؤكد في الوطن والمجتمع منذ قرون أقله منذ عهد الأمير فخر الدين.
لكن الشعور المضني ضمن مسار التضحية في وجدان الإنسان في لبنان، هذه الأيام العصيبة، فهو يتخذ أبعادا من القلق والعناء، إذا لم نقل الشقاء، خصوصا أن الأزمة الاقتصادية- المالية- الحياتية ترخي بتداعياتها على معيشته، في أحوال لم يشهد اللبنانيون مثيلا لها منذ مئة عام، منذ قيام دولة لبنان الكبير.
وإذا كان اللبنانيون بذلوا الأضاحي متخطين حرب السنتين 1975- 1976، ومروا بتداعيات ميدانية وسياسية قاسية في الثمانينيات، وصولا الى وقف الحرب العسكرية بال1990، إلا أنهم وجدوا أنفسهم بعد ثلاثة عقود من إرساء دستور جمهوريتهم الجديدة، يتساءلون من جديد عن معنى التضحيات التي بذلوها، فيما كل الجهود التي يخوض بها المسؤولون في الدولة والحكم منذ أشهر، حتى الآن، لم توفر ما هو مطلوب، لكن هذه المساعي والجهود تستمر في اتجاه تحقيق المعالجات، وضمنها الإصلاحات من أجل الحصول على مساعدات من المجتمع الدولي كجزء من المعالجة الآنية.
في الغضون، ومن خلال التطورات والمواقف السياسية على ضفاف الأزمة، بقي موضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي في الخامس من تموز محور اهتمام وتجاذب، وفي كل مناسبة، وآخرها اليوم في خطبة عيد الأضحى للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي كرر وزاد من توضيحه لما يراه أسبابا موجبة لوصف حياد لبنان في المنطقة بشبه المستحيل، ومد في الوقت نفسه يد الحوار والأخوة والتلاقي الى بكركي.
وبعد مرور أربع ساعات على رسالة قبلان، نقل وفد قواتي زار البطريرك الراعي في الديمان، أن مفهوم الحياد يرتكز بكل بساطة الى: الحياد بذاته، والى عدم دخول لبنان في صراعات مع المحيط، والى أن يكون أرضا للحوار والتلاقي.
في أي حال، وبينما تزيد جائحة كورونا من الضغوط السلبية على الوضع في لبنان، وفيما تم إلغاء احتفال عيد الجيش لتحاشي أي إصابات بكوفيد 19، سيوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العاشرة من قبل ظهر غد السبت وبمناسبة اليوبيل الماسي للجيش، رسالة يخاطب فيها اللبنانيين والضباط المتخرجين، بعدما كان مقررا أن يقام الاحتفال السنوي في الكلية الحربية غدا، ثم ارتأت قيادة الجيش إلغاء احتفال تسليم السيوف بفعل ظروف الحجر الصحي التي فرضها تفشي وباء كورونا.
وفي معلومات لتلفزيون لبنان، أن الرئيس العماد عون سيركز في كلمته المنقولة غدا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، على ثوابته الوطنية والدولية، وفي مقدمها التأكيد على المضي بمسار مكافحة الفساد الى الآخر، ويؤكد على الجهود للمعالجة، وسيتناول المسار الذي أسفر عن التردي الاقتصادي والتراجع القياسي بقيمة الليرة. وحكما سيوجه التحية والدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية ولحشد عناصر القوة والتعاضد الداخلي، وسيشدد على سيادة القانون وأهمية القضاء وتحقيق العدالة وعدم إطالة أمد المحاكمات في شكل عام.
قبل الدخول في سياق النشرة نشير الى خبر عن صدامات حصلت بعيد الظهر بين أهالي بلدة المجدل في وادي خالد شمال عكار وعناصر الجيش اللبناني بعد مصادرة الجيش شاحنة من الأغنام المهربة، الأمر أسفر عن قتيل وأربعة جرحى.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
لن نقول بأي حال عدت، لأن حياة اللبناني عادت بالفعل لا بالشعر سنوات الى الوراء. عيد أضحى فيه المواطن تحت رحمة سلة من الأعباء. جنى عمره بات أرقاما على أوراق غير قابلة للتقريش. ودائعه موضع تجاذب بين من يريد حمايتها ومن يسعى لقطع رأسها. الليرة خسرت أضعاف سعر صرفها أمام الدولار وأصبحت قيمتها بأسعار كثيرة وتحت رحمة سوق سوداء. الكهرباء مقطوعة والعتمة تلف الأرجاء بفعل قصة إبريق الفيول التي يبدو أنها تتمدد.
أما فاتورة الإشتراك فعداداتها حسابة لا تتوقف عن الحساب مضروبة بشطر ثابت وآخر متحرك، وإدفع يا مواطن. المياه شحيحة والسترن كمراجيح العيد المفقودة رايح جاي، وإدفع يا مواطن. الدواء ينفد والصيدليات هدف لكل مريض طفران. لكل والد طفل يريد الحليب. الغذاء بات سلعة في سوق سوداء إذا سلمت من غلاء واحتكار لا تسلم من فساد وجشع لا تنتهي صلاحيته.
الاستشفاء بات لمن استطاع إليه سبيلا ومداخل المستشفيات تسرد قصة فاتورة تكوي الجيوب قبل الأوجاع. البطالة تفتك كطاعون بمصير عائلات ومستقبل الأبناء.
وللكورونا حديث آخر يوازي همه كل ما تقدم من هموم. عدد الإصابات لا يتوقف صعودا. الإغلاق لا بد منه وخسائره الاقتصادية لا بد من تجرعها على مضض.
أيها العيد، ماذا بقي من الفرح، من البركة، ألم تحن ساعة وحدة الموقف وإصلاح السلوك والأداء الوطنيين؟ صناعة الوطن تنسجه خيوط تبدأ بتغيير ما في النفوس قبل النصوص ويدعمه الابتعاد عن الكيدية والانتقام. بذلك نصنع للوطن والمواطن أعياده. وحينها تكون أيام اللبنانيين وأعوامهم كلها بخير، فقط حينها.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
بأزمات مركبة، يقابلها حث على التضحية، حل عيد الأضحى المبارك على اللبنانيين. تجربة هذا العام ليست معهودة في مثل هذه الأيام، لكن الأمل يبقى كبيرا بأن تزول المحنة الملبدة في أجواء لبنان، ليسيطر الرجاء، وتصفى النفوس، ويفوز حب الوطن، وتنتهي أزمة كورونا، وينخفض سعر الدولار، ويفك أسر الودائع، ويفيض المازوت والبنزين من خراطيم المحطات، وتزداد ساعات التغذية بالكهرباء، ويفك الحصار الجائر، وتسود العدالة، وغير ذلك كثير، قبل ان نختم بالدعاء كي لا تطول معاناة المواطن وخوفه.
نعم، ما أصعب أن يصنف ما أوردناه في خانة الأحلام، وما أقسى أن لا يأتي اليوم الذي يرى فيه اللبناني فاسدا ومحتكرا ومستغلا وراء القضبان. فالى متى سيذهب صبر الناس سدا؟ والى متى سيبقون شهودا على اغتيال آمالهم ومطالبهم أمام أعينهم؟
في الأضحى، خطباء العيد أكثروا الدعوة لحل المعضلات الاقتصادية، والتي تفرضها الإدارة الأميركية بالحصار وفق المفتي قبلان الذي اعتبر ايضا ان قصة الحياد قصة مستحيلة وغير ممكنة على الإطلاق.
صحيا، امتزجت إجراءات كورونا مع عطلة العيد، فكان الالتزام بالإقفال العام فارضا نفسه في مختلف المناطق، وذلك بعدما كادت تخيب بالأمس كل الآمال جراء نظرة البعض الى مواجهة الفيروس وكأنها دلع، بيد انها وسيلة لإطفاء الوجع، ولتطويق الجزع، الذي يجتاح المناطق منذرا بالأسوأ.
في فلسطين تكبيرات العيد ارتفعت عاليا من الأقصى الأسير، وغزة المحاصرة، مدوية في آذان الاحتلال الذي يلاحقه الخراب من داخله. أما في اليمن، فالسؤال عن الفرحة المنغصة بالأحزان منذ بداية العدوان السعودي الأميركي، وكذا في العراق وسوريا حيث المحاولات الصادقة لصون الانتصار.
الى الجمهورية الإسلامية في ايران التي حين ضحت فازت، وما زالت تقطف الثمار رغم شدة الحصار وكثرة الأعداء. واليوم، الإمام السيد علي الخامنئي ثبت المعادلة: التفاوض مع اميركا يعني مطالبتها بالمزيد من تخلي ايران عن قدراتها الدفاعية والإقليمية والوطنية. أما ما يلزم للمواجهة فهو الاتكاء على القدرات الوطنية وهي عظيمة، وعلى العلاقات مع الدول الصديقة، قال الإمام الخامنئي.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في عيد الأضحى الذي نتمنى أن يعيده الله على اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا في ظروف أفضل، تشديد على الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع اللبنانيين لتجاوز المحنة.
وفي هذا الإطار، لفت موقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي قال: لسنا ببعيدين عن إخواننا في بكركي، لأن مصلحتنا ومصلحة بلدنا تفرض علينا جميعا أن نكون في خندق واحد للدفاع عن لبنان وعن حقوق اللبنانيين، وأن نحدد ما هي مصلحة لبنان، وكيف نحققها، وكيف نحميها على رغم اعتباره أن لبنان في قلب العاصفة، وضمن محاورها، ولا يمكن أن يكون محايدا، بل عليه أن يكون شريكا فاعلا وأساسيا في الدفاع عن نفسه وعن مصالحه، وإلا أصبح فريسة سهلة المنال.
أما في اليوبيل الماسي للجيش اللبناني الذي يصادف غدا، فترقب للرسالة التي يخاطب عبرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين والضباط المتخرجين، والتي تنقل مباشرة على الهواء العاشرة قبل ظهر الغد عبر وسائل الإعلام، اثر الغاء الاحتفال السنوي بعيد الجيش في الكلية الحربية في الفياضية، والاكتفاء بتخريج الضباط من دون مراسم، بسبب ظروف الحجر الصحي.
وعشية عيد الجيش، تهديد إسرائيلي مباشر للبنان، حيث كشف مصدر إعلامي إسرائيلي أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمر الجيش بتدمير منشآت لبنانية حيوية في حال نفذ حزب الله أي هجوم انتقامي ضد جنود أو مواطنين إسرائيليين، ردا على قتل أحد ضباطه قرب دمشق بغارة إسرائيلية، وفق المصدر الإعلامي الإسرائيلي، الذي أوضح أن غانتس أصدر هذه التعليمات في جلسة عقدت الخميس بحضور رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، وعدد من كبار القادة في الجيش.
لكن، إذا كان التهديد الإسرائيلي غير الجديد من نوعه، لم يعد يفعل فعله في إخافة اللبنانيين، بفعل عوامل القوة المعروفة، فتهديد فيروس كورونا أكثر جدية من التهديد الإسرائيلي، خصوصا أن التفريط بعوامل القوة في مواجهته جار على قدم وساق، سواء من خلال الاستخفاف المستمر، ولو بنسب معينة، بتدابير الوقاية المعروفة من جهة، أو عبر بعض الممارسات اللاأخلاقية، قبل أن تكون غير قانونية، التي يرتكبها البعض، كمثل تزوير نتائج الفحوص.
وفي موازاة المواجهة المستدامة المطلوبة مع كورونا، مقاربة الملف الاقتصادي بمتفرعاته المالية والنقدية والمعيشية، وغطائه السياسي، أمر لم يعد يحتمل التأجيل. فنار المعاناة، وإن كانت راهنا تحت الرماد، لا يعني إطلاقا أنها انطفأت، ذلك أن إخمادها مستحيل إلا بحل جذري نهائي سريع يعيد لبنان إلى سكة الحياة.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
أضحى مبارك، أعاده الله على المسلمين واللبنانيين بأيام خالية من الحكام الفاسدين، وبسيادة مكتملة لا شريك فيها للدولة إلا شعبها وجيشها. الدعاء يعكس واقعنا البائس الذي أوحى لإحدى صفحات التواصل الاجتماعي بنكتة مضحكة مبكية، إذ صورت الناس في موقع خواريف الأضحى، فيما الخواريف تحتفل بالعيد من دون خوف من فاعل خير يزكي بها، ولا يد جزار تمتد الى أعناقها لسفك دمها، وذلك بسبب تردي الأحوال المالية والاقتصادية التي أوصلت اللبنانيين الى حد العوز والجوع والموت.
إسقاط هذه الصورة على يومياتنا السياسية يظهر بالأسود القاتم صورة الحكومة وأهل الحكم ومن ورائهما صاحب الدويلة المتحكم الأوحد بأمر الدولة. هذه الحكومة الصورية، وبدلا من ان تحمي لبنان من خلال إعداد الخطط الاقتصادية والمالية الإنقاذية، وبدلا من تمتين علاقات لبنان بشبكة الدول الصديقة، العربية والأجنبية، نرى سيدها يضطلع بدور مأمور التفليسة. وقد نجح في الدور، محققا كل ما عجز عن تحقيقه ألد أعداء لبنان، إذ ضرب المنظومة المصرفية وسمعة لبنان، الذي ما أخل يوما بسداد دين، وافتعل الخلافات مع سفراء الدول الكبرى، ووصلت مواصيله الى وزير خارجية فرنسا، قبل ان يلزم على الاعتذار والتراجع، وتراجع رجال الدولة عن أخطائهم ليس فضيلة، بل هو أسوأ من تكرارها.
وسط الضياع الرسمي الذي صار محط استهجان صحف العالم وأكاديمياته ومكاتب دراساته ودبلوماسياته، ما عاد اللبنانيون يسألون عن اليوم الذي نتوقف فيه عن الغوص المتسارع الى أعماق الأزمات، فالإنقاذ لن يأتي على يد هذه السلطة وهذا بات محسوما. والتحدي صار كرة نار في صدور قوى الثورة، وقد بات واجبا عليها توحيد جهودها وبرامجها من أجل فرض التغيير. في الانتظار، لبنان الصحي يتراجع أمام توسع رقعة كورونا، ولبنان المالي يترنح أمام ارتفاع الدولار وانهيار العملة الوطنية، ولبنان الإنمائي الاقتصادي يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل خروج قطاع الطاقة، تيارا كهربائيا ومحروقات، عن السيطرة. والمشكلة الأكبر، ان أهل الحكم والموالاة، وبعدما ارتكبوه في حق لبنان بامتناعهم عن الإصلاح وبناء المؤسسات واسترجاع السيادة، وجنوحهم نحو الشرق، هم فوق كل هذا يرفضون مشروع الحياد الذي يطرحه البطريرك الماروني باسم أكثرية ساحقة من اللبنانيين، علما بأن الحياد يشكل رافعة أساسية للبنان، ليس من أزماته الأمنية ولهيب الإقليم فحسب، بل من أزماته المالية- الاقتصادية- الاستثمارية. فاعتماد الحياد يخفف من تشدد الدول العربية والأجنبية مع لبنان المقصر في تحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد، ويفتح الخطوط الائتمانية والودائع والسياحة والاستثمارات، بمجرد وعد صادق من دولتنا بتغيير وإصلاح حقيقيين جديين. فهل من يسمع، قبل زوال لبنان؟
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
زور شهادة، وادعى أنه يحمل شهادة ثانية، فكيف تم تعيينه؟ وكم من قاسم ياء في هذه الجمهورية؟
عشرات، لا بل مئات يتخرجون ولا يجدون عملا، أما من يجد عملا فبموجب شهادة مزورة وبموجب ادعاء أنه يحمل شهادة ثانية.
يا خريجي لبنان، مزقوا شهاداتكم الحقيقية، زوروا شهاداتكم، فلعلكم تجدون عملا. يا خريجي لبنان، لماذا العلم؟ تعلموا التزوير، والتصقوا بمتنفذ يستطيع توظيفكم، أليس هذا ما فعله قاسم ياء؟
كم من قاسم ياء في هذه الجمهورية؟ من يتذكر تزوير الشهادات للدخول إلى المدرسة الحربية؟ أين أصبح هذا الملف؟ أين أصبح ملف بعض الجامعات الخاصة التي تبيع شهادات؟ تفقيس جامعات، وهي بدورها تفقس شهادات، وهذه الشهادات هي بوابة عبور إلى الوظائف، ولولا الصدف لما كان تم كشف المزور والمزور. لو لم تقع أخطاء في مختبر مستشفى الياس الهراوي، لكان قاسم ياء مازال في موقعه، ينعم سعيدا. اليوم هو موقوف على ذمة التحقيق، ولكن من يدري، فبعد إطلاقه قد يعود إلى وظيفة ما في إدارة رسمية ما بشهادة مزورة جديدة، طالما أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من كومبيوتر وطابعة بالألوان، أما التدقيق، ف”على الله”.
في جمهورية الفساد، هناك رباعية جهنمية قائمة على: ما هو فاسد، ما هو مغشوش، ما هو مزور، ما هو منتهي الصلاحية. هذه الرباعية يعرفها الجميع ويطنش عليها الجميع. لماذا؟ لأنهم “قابرينو سوا!”.
وبعد، هل من يجرؤ على سؤال: لماذا لم تعد هناك دولة تثق بنا؟ لماذا يمتنعون عن مساعدتنا؟ وبالمناسبة، هل سيصل التدقيق الجنائي إلى القطاع التربوي للتدقيق في الشهادات الجامعية؟
ومن ثقافة التزوير إلى ثقافة الاداعاءات: شعب “أبو ربا” لا يصدق إلا ما يقرر هو أن يصدقه: هو الأعلم، وهو الأعرف، أما لسان حاله فهو: “بتشارط ما في كورونا؟”.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
وأعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا. الأضحى عبر التاريخ لم يفرق، وضجيج الحجيج كان يسمع من مكة الى كل العالم، لكن العيد هذا العام أطل على كون مريض من كل لون ودين. فأقعد الزينة حبيسة منازلها واعتقل الأولاد أسرى فرحهم ورسم الحدود بين الحجاج وفرض صلاة متباعدة في المساجد، وكورونا عين نفسه ضابطا عسكريا وانتزع العيد من الجيش معلقا وساما من أسوأ الأوبئة التي تشهدها العصور البشرية والتي ألقت القبض حتى اليوم على أرواح أكثر من سبعة عشر مليونا حول العالم.
وبغياب مراسم الأعياد العسكرية، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا في كلمة متلفزة الى الضباط والعسكريين. أما الانباء عن مغادرة الرئيس سعد الحريري لتمضية عطلة الأضحى في باريس مع العائلة، فقد نفتها مصادر “بيت الوسط” ل”الجديد”، وأكدت ان الحريري سوف يبقى في بيروت الى حين موعد النطق بالحكم النهائي في قضية والده، وسيتوجه مباشرة الى لاهاي لحضور الجلسة مع الوفد المرافق.
وبانتظار الحكم الذي لن يغير في واقع اللبنانيين شيئا، فإن أزماتهم كفيلة بأحكام ظالمة سواء تلك الخاطئة منها أو التي تحمل وقائع دامغة. وآخر المعارك دارت افتراضيا حول امرأة حامل قال ناشطون إنها قضت بفعل انقطاع الكهرباء، لكن أهلها أكدوا ل”الجديد” أن ميرنا غمراوي توفيت لأسباب طبية سوف نعرضها في سياق هذه النشرة.
وفي الأنباء التربوية، لفت إعلان مديرة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان من اننا لسنا جاهزين لبدء التدريس في أيلول، وهو ما سيوضحه وزير التربية طارق المجذوب مع “الجديد” خلال النشرة. وإذا كان لبنان يتجه الى تأجيل المدارس، فإن دونالد ترامب يطرح تأجيل الانتخابات الرئاسية التي تقيه شر السقوط بعد ان تقدم عليه منافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق نقاط كبيرة، وترامب الذي كان صاحب شعار الانفتاح وعدم اغلاق السوق وعودة المؤسسات التربوية رغم خطر كورونا، صار اليوم متهيبا للفيروس الوبائي ومشككا في التصويت عبر البريد الالكتروني الذي قد يحمل معه وباء التزوير واللعب في النتائج، لكن حقيقة الأمر ان لا هذا ولا ذاك يخيفان ترامب، وانه يتخذ من كورونا والتصويت الالكتروني أسبابا للتمديد او التأجيل، في الوقت الذي يقع فيه الاقتصاد الاميركي تحت انكماش غير مسبوق وصل الى الثلاثة والثلاثين بالمئة، وهو أكبر عجز منذ الحرب العالمية الثانية. أما دولاره، فقد أصبح بأدنى مستوى مقابل اليورو والين الياباني والجنية الاسترليني، ولم يعد ينقصه سوى ان يدنو الى الليرة اللبنانية.
وترامب الطامح الى التأجيل، يخفق في انه لم يستحصل على “مشورة” من مجلس النواب اللبناني ورئيسه نبيه بري لصياغة قانون “للتمديد المبكل” من ذوي الأرانب المعجلة المكررة. وفي الأرانب المالية، ما أعلنه رئيس جمعية المصارف سليم صفير واصفا لنداء الوطن الحديث عن تحويل الأموال الى الخارج بأنها “حرتقة مثل كل الحرتقات التي تحصل ولهذا الأمر فاتورة مستقبلية. لكن المعنى الأصلي للفاتورة المستقبلية هو ان تستعيد الدولة أموالا طائلة كسبتها البنوك ورؤساء مجالس إدارتها وبلغت نحو ثلاثة وثلاثين مليار دولار ومن حق الدولة اليوم مطالبتكم باستردادها.