كتبت صحيفة “البناء” تقول: مع وصول رئيس الوزراء الياباني اليوم إلى طهران يكتمل عقد الوساطات الدولية، التي بدأها السويسريّون وتابعها الألمان وينتظر أن يختتمها اليابانيون، قبل أن تتبلور المخارج التي يمكن أن تناقش على هامش قمة العشرين التي ستنعقد في اليابان وسيحضرها الرئيسان الأميركي والروسي وقادة دول معنية بالنزاع الأميركي الإيراني ومخاطر تصاعده، كالصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان وتركيا والسعودية، وجاء إفراج إيران عن اللبناني الأميركي نزار زكا الذي اصطحبه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من طهران إلى بيروت فالقصر الجمهوري في بعبدا، نافياً وجود أي صفقة أو علمية تبادل يشكل إطلاق زكا جزءاً منها، ليطرح أسئلة خارج سياق فرضية الصفقة والتبادل، حول تبادل رسائل نسق توقيتها الوسطاء، ونضجت خطواتها بصورة منفصلة، كالقرار الإيراني بالإفراج عن زكا تلبية لطلب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، وكانت تنتظر التوقيت المناسب.
رحّبت واشنطن بالإفراج عن زكا وتمنّت أن تُفرج طهران عن أميركيين آخرين محتجزين لديها، وكانت سويسرا قد أعلنت عن مساعيها للإفراج عن المعتقلين الأميركيين في إيران والإيرانيين في أميركا لخلق مناخات تهدئة في العلاقات بين واشنطن وطهران، أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركية إلى سويسرا قبل أسبوعين، الذي أبدى تفاؤلاً بنتائج إيجابية.
لبنان الذي انشغل بعودة زكا واستقباله في القصر الجمهوري، لم تغب عنه السجالات التي بلغت مداها بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بغياب رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي افتتح عودته باجتماع لكتلته أعقبه مؤتمر صحافي تناول فيه قضايا السجال. فردّ بالجملة على ما قاله وزير الخارجية جبران باسيل بالمفرق، مؤكداً تمسكه بالتسوية الرئاسية وزيارته لقصر بعبدا واصفاً رئيس الجمهورية بالضمانة، ما وصفته مصادر متابعة لخطاب الحريري ومفرداته وما سبقه من كلام لباسيل ومفرداته، بجولة من جولات الحرب الطائفية الكلامية، التي أراد الحريري أن يختتمها معلناً وقف النار بعدما أفرغ ذخيرته، التي كانت كما الذخائر التي استعملها باسيل شحناً للعصبيات الطائفية. وقالت المصادر إن الخطاب القائم على توصيف الطوائف بتراتبية في درجة وطنيتها أو الحديث عن حقوق ومصالح منفصلة لها، تفتيت لوحدة اللبنانيين ومخاطرة بمشروع الدولة واستخفاف بالدستور وما يفترض أن يحكم تصرفات ومواقف من يتولّون المسؤوليات الدستورية في الدولة.
رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي زار رئيس مجلس النواب مؤيداً مسعاه ومسعى كتلة التنمية والتحرير لفتح النقاش المبكر حول قانون الانتخابات النيابية، مؤكداً أن الكتلة القومية ستضع ملاحظاتها على المشروع الذي تسلّمته من كتلة التنمية والتحرير، قال إن اللبنانيين تعبوا من الخطاب الطائفي في الحرب ولا يريدون أن يتعبهم هذا الخطاب في السلم، داعياً إلى خطاب مسؤول يحمي الوحدة الوطنية ويعزز السلم الأهلي. وعن الموازنة قال حردان إن الكتلة القومية ستصوت ضد رسم الـ 2 الذي أقر على المستوردات دون تمييز وهي تؤيد رسوماً معينة على الكماليات، وليس على كل المستوردات التي تطال ما يستهلكه كل اللبنانيين.
وبانتظار اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا، لكونه سيمهّد لجلسة مجلس الوزراء المنتظرة مبدئياً الخميس المقبل، بالتوازي مع احتمال أن يزور الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري. أطلّ الرئيس الحريري أمس، من السراي الحكومية في مؤتمر صحافي بعد أن اجتمع بكتلته في بيت الوسط، مؤكداً التسوية والعلاقة الجيدة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال، فبديل التسوية أن يذهب البلد إلى المجهول. ورسم الحريري صورة المرحلة المقبلة على قاعدة أن ما بعد هذا المؤتمر ليس كما قبله. فتوجّه للوزير جبران باسيل بالمباشر وغير المباشر، وأكد أنه “لا يمكننا أن نستمرّ بالسكوت على الكلام الذي يمسّ بالكرامات والدستور والأعراف ولا يجوز أن يدار البلد بـ “البهورة” وزلات اللسان وسقطات ندفع ثمنها”. وقال الحريري: “انزعجت من الكلام الذي نقل عن الوزير باسيل في البقاع وأفضل ما قام به باسيل هو نفيه لهذا الكلام لأن ارتدادات هذا الكلام كانت سيئة ولن أقبل أن يتطاول أحد على المؤسسات الامنية والعسكرية أو القول إن هناك “مؤسسات بسمنة ومؤسسات بزيت”.
كما أكد رئيس الحكومة أن هناك مَن يرغب في خربطة التسوية بأي ثمن ممكن وبديل التسوية هو الذهاب الى المجهول والخلاف مع رئيس الجمهورية سيدفع ثمنه البلد.
ولفت الى أن الغضب الذي حكي عنه في الوسط السنيّ حقيقي وناتج عن مواقف سياسية من شركاء سياسيين وعلاقات لبنان مع الدول العربية ليست خاضعة لمزاج بعض القوى والقيادات.
ورأى الحريري أن السُنّة هم عصب البلد ومن دون عصب لا بلد وصلاحيات رئاسة الحكومة بخير ولا يمكن لأحد أن يمدّ يده عليها، مشيراً الى أن “انعدام الثقة بين اللبنانيين أكبر خطر على الجمهورية ورئيس الجمهورية ضمانة لنا جميعاً وضمانة للعيش المشترك ولا مشكلة ليس لها حل”.
وشدّد على أننا “نريد عودة النازحين السوريين وتطبيق القانون اللبناني عليهم. وعلينا جميعاً أن نبحث هذا الملف بكل شفافية، لكن الكلام العنصري في هذا الإطار سيتسبب بمزيد من الاحتقان.
شدّدت مصادر مطلعة مقربة من الرئاسة الاولى لـ”البناء” على ان التسوية صامدة كونها ارتكزت على تفاهمات استراتيجية لن تهزّها خلافات او تباينات ظرفية، مشيرة الى ان موقف الرئيس الحريري بالأمس كان إيجابياً وجيداً خاصة عندما اكد ان رئيس الجمهورية ضمانة للجميع وللعيش المشترك، معتبرة أن مَن يعمل على ضرب التسوية يريد خراب البلد لافتة إلى أهمية ما ورد في كلمة الحريري لجهة تصويبه على المزايدين في الدفاع عن صلاحيات رئاسة الحكومة، خاصة أن رئيس الجمهورية يحترم صلاحيات كل المؤسسات دون استثناء. واشارت المصادر في هذا السياق الى ضرورة التعاون بين الجميع للدفاع عن حقوق لبنان البرية والبحرية والعمل على إقرار الموازنة في اسرع وقت للاستفادة من مقررات سيدر بما يخدم لبنان.
وأكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أن الناس تعبت من الخطاب الطائفي الممجوج في الحرب، ونأمل أن لا يتكرر في السلم هذا الخطاب الذي يفتت المجتمع ولا يوحّده حول الوطن والدستور.
ورحّب حردان بمبادرة كتلة التنمية والتحرير المتعلقة بقانون الانتخابات وبتوقيتها الممتاز، حيث لا ننتظر أن نكون على ابواب الانتخابات ونبحث في قانون الانتخابات تحت ضغوط وتعديلات وابتزاز وغيرها. ومن واجب المؤسسات الرسمية والمجتمع والقوى السياسية أن تدرس هذا القانون قبل الانتخابات بفترة طويلة. وهذا ما حصل وقد اجتمعنا مع اللجنة المكلفة من الكتلة، وسنرفع وجهة نظرنا خطياً في هذا الموضوع للتوصل من خلال الحوار إلى صيغة مشتركة بين القوى السياسية لصالح قانون انتخابي يقيم التوازن والعدل والإنصاف في لبنان.
أضاف: وفي موضوع الموازنة عبرنا عن معارضتنا في كتلتنا لزيادة الرسوم 2 على كل الاستيراد وسنصوّت ضد ذلك لأننا نعتبرها ضريبة غير مباشرة على المواطنين، ونحن مع هذه الرسوم، لكن على سلع محددة تتعلق بالكماليات.
إلى ذلك وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى بيروت لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، ضمن جولة له في المنطقة، حيث يلتقي الرئيس سعد الحريري اليوم بعدما كان مقرراً أن يجتمع به مساء أمس. والتقى ساترفيلد أمس مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري بناء على تكليف من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الموجود في الخارج، وأطلعه على آخر التطورات في شأن ملف ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
وليس بعيداً عن هذا الملف، زار منسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى البحث في التعاون القائم بين لبنان والأمم المتحدة، وملف النازحين السوريين في لبنان وتطورات مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية في ضوء المبادرة التي يتولاها ساترفيلد.
وفي معلومات “البناء” أن الأمور ليست إيجابية، فمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى سوف يبلغ المسؤولين اللبنانيين بالجواب الإسرائيلي المتمثل بوضع سقف زمني للمباحثات حول ترسيم الحدود تحت إشراف الأمم المتحدة في حين أن لبنان على موقفه الرافض مهلة الستة أشهر للتفاوض وعلى تمسك لبنان بحدوده البرية والبحرية وسيادته كاملة.
وأشار وزير الخارجية جبران باسيل أمس، إلى أن “الأميركيين يعملون بجهد لإطلاق محادثات تحت رعاية الأمم المتحدة وبوجود مراقبين أميركيين للبحث في ترسيم الحدود البرية والبحرية بالتوازي، ولبنان مهتم بالحوار للوصول الى حل بناء على القوانين الدولية. وهذه إشارة بأن لبنان يريد الاستقرار فمن يعتدي على لبنان هو “إسرائيل” ولست قلقاً من التصعيد بين أميركا وإيران لأن لا أحد يستطيع تحمّل الثمن في حال وقوع مواجهة، والنتيجة حتماً ستكون مزيداً من التطرف والإرهاب”.
من ناحية أخرى علمت “البناء” أن لبنان لن يشارك على الإطلاق في مؤتمر البحرين لكون هذا المؤتمر ضد الفلسطينيين الذين لن يشاركوا فيه أصلاً، وشددت مصادر مطلعة لـ”البناء” على أن مؤتمر البحرين لا يعني سوى فتح باب التوطين سواء في لبنان أو الأردن، لافتة الى ضرورة العمل على مواجهة هذا الخطر والتصدي له.
وفي السياق، ذكّر الجانب اللبناني خلال الاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء Stefano Del Col، وبحضور منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن الطيّار أمين فرحات على رأس وفد من ضباط الجيش بموقف لبنان وجهوده الدبلوماسية المتواصلة الرامية إلى حفظ حقوقه البحرية كاملة دون أي نقصان. وجدّد التزامه بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر، كما أكَّد لبنانية هذه المناطق وشدَّد على ضرورة إعادتها إلى كنف الوطن.
وعلى خط نزار زكا فقد هنأ الرئيس ميشال عون زكا بعودته وشكر الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني على تجاوبه مع طلبه الإفراج عنه. وأعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ان “إيران أفرجت عن زكا بناء لرغبة الرئيس عون ونقطة على السطر.” وقال بعد انتهاء اللقاء الذي جمعه ونزار زكا برئيس الجمهورية لا أنا ولا الرئيس عون ندخل في صفقات. وأضاف “تلقينا دعماً كبيراً من رئيس الجمهورية في ملف نزار زكا وقد تمّ الإفراج عنه إثر رسالته الى نظيره الايراني حسن روحاني، ومنذ لحظة وصولي الى طهران كانت كل الأبواب مفتوحة تحت عنوان أنني مُرسل من قبله، وحزب الله كان له دور في هذه القضية”. ونفى اللواء إبراهيم ما نشرته وكالة فارس بالأمس، موضحا أن الوكالة نقلت عن مصدر وليست هي صاحبة الخبر.
واشار الى أنه “من واجبنا أن نستعيد أي مواطن لبناني في أي مكان في العالم حتى ولو خالف قوانين الدولة المتواجد فيها وحريصون على مواطنينا أينما كانوا.”
وأكد زكا، أن المبادرة للإفراج عنه ولدت في لبنان وتنتهي في لبنان وأنها صناعة وطنية مئة في المئة، وقال: “لا أخفي أن هذه المبادرة أدت لنتائج إيجابية”. وشكر زكا الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، والوزير جبران باسيل واللواء عباس إبراهيم لجهودهم في الإفراج عنه.
من ناحية أخرى، انتهت الجلسة المسائية للجنة المال والموازنة أمس، بالوصول الى المادة 42 مع تعليق عدد من المواد المتعلقة بتعديل ضريبة الدخل التي ستبدأ اللجنة اليوم عند العاشرة صباحاً بدراستها. وكانت أقرّت لجنة المال إعفاء المؤسسات التي يبلغ حجم أعمالها 50 مليون ليرة من ضريبة الـ tva وإبقائها على تلك التي تبلغ أعمالها 100 مليون”.