أصبح الهاتف الذكي قادراً على فِعل ما لم نتخيّله يوماً لأنه لا حدود لإمكانياته، بحيث أصبح في فترة انتشار كورونا وسيلة من الوسائل الإعلامية.
ساعد وجود شبكات التواصل الإجتماعي وتطبيقات بث الفيديو المباشر في انتشار استعمال الهاتف الذكي كوسيلة للبث وإجراء المقابلات، الأمر الذي أحدثَ ثورة في عالم الصحافة والإعلام المرئي.
صحافة الموبايل
مع تطور الهواتف، بات بالإمكان إنتاج أعمال متكاملة من العمل الصحافي، حيث يمكن من خلاله تصوير حوار كامل وإجراء أعمال المونتاج والصوت، والبَث المباشر، وأصبح جزءاً لا يتجزّأ من أدوات المحطات التلفزيونية.
وزاد استخدام الهاتف لإجراء المقابلات خلال فترة انتشار فيروس كورونا، وكان ذلك واضحاً عبر كثير من المقابلات المباشرة وغير المباشرة التي كانت تجري من خلال الهواتف الذكية من منازل الضيوف، وهذه الظاهرة أطلق عليها البعض تسمية “صحافة الموبايل”.
في السياق عينه، يقوم أغلب المستخدمين على اعتماد الهاتف الذكي للبث المباشر عبر مواقع التواصل، وهذه الظاهرة تعدّ من الأنماط الصحفية الأكثر تفاعلاً من قبل الجمهور، كونها تصل إلى الجميع بسهولة ومن دون أي عناء ويمكن مشاركتها مع الآخرين.
كذلك، بدأنا نشهد في الآونة الأخيرة إستوديوهات قائمة على الهواتف الذكية، يتم من خلالها إنتاج مقابلات وأفلام، مصمّمة بأغلبها خصّيصاً لجمهور مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية. وتعدّ صحافة الفيديو هذه نقلة نوعية في الصحافة الإلكترونية، وباتت تتمتّع بالمصداقية والجاذبية، وتحظى على نسبة مشاهدة عالية، على رغم أنها لا تكلّف الكثير من المال. وتشير أحدث الدراسات إلى أنّ 90% من مستخدمي الإنترنت يشاهدون الفيديوهات باستمرار، وهو ما يعزّز من قيمة “صحافة الموبايل” أو برامج الفيديو المصنوعة على الهواتف الذكية.
قوانين تنظيمية
تدرس كثير من دول العالم تنظيم عمل «صحافة الموبايل»، من خلال سنّ قوانين خاصة ووضع قيود على المادة التي يتم نشرها، وعلى رغم صعوبة ذلك، لأنّ أي مستخدم يمكنه أن يتحوّل إلى صحافي إلكتروني وينشر ما يريد، إلّا أنّ الإستعانة بالذكاء الإصطناعي جعلَ طريقة مراقبة المحتوى أسهل وأسرع، فجميع مواقع التواصل أصبحت تعتمد على الذكاء الإصطناعي لمحاربة الأخبار المزيفة والمحتوى المُسيء، ووضعت في الوقت نفسه سياسات جديدة للاستخدام يمكنها من خلالها مقاضاة المستخدم وحذف حسابه أو إغلاقه مؤقتاً في حال مخالفة سياسة المنصات وشروط الاستخدام.