كشفت دراسة جديدة أنه يمكن اعتماد “فطر سحري” لمعالجة الاكتئاب بدلا من الأدوية الدارجة حاليا.
وقال الدكتور روبن كارهارت هاريس، رئيس مركز بحوث التخدير في إمبيريال كوليدج لندن، إنه سيتم استبدال علاجات الاكتئاب الحالية بـ”الفطر السحري” في غضون 5 سنوات.
ويزعم الباحثون أن فطر سيلوسيبين الذي جرت دراسته على مدى سنوات عدة، يمكنه أن يخفف أعراض الاكتئاب دون “إضعاف” المشاعر مثل ما تقوم به مضادات الاكتئاب.
وتحتوي مضادات الاكتئاب على قائمة من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها التي قد تتسبب في الإدمان أو خطر التعرض لجرعة زائدة، لذلك حاول الباحثون إيجاد عقار أكثر أمانا للاستخدام منذ فترة طويلة.
وتعد هذه الدراسة واحدة من أولى التجارب البريطانية التي تقارن فطر سيلوسيبين بمضادات الاكتئاب.
وفي التجربة الحالية، يتلقى حوالي 60 مشاركا ممن يعانون من الاكتئاب المتوسط إلى الشديد، علاج فطر سيلوسيبين إلى جانب الخضوع لجلسة علاج مع أخصائي علم نفس سريري.
وسيتم أيضا اختيار المشاركين عشوائيا لتلقي الدواء البديل أو دواء escitalopram لعلاج الاكتئاب والقلق، مع عدم معرفة الباحثين أو المرضى من الذي تعاطى أيا من العقارين في كل مجموعة.
ويعرف Escitalopram بأنه نوع من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهي الأدوية التي تمثل أكبر جزء من سوق مضادات الاكتئاب.
وقال الدكتور هاريس”: إذا سألت الناس الذين يتناولون مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، فغالبا ما يقولون: نشعر بالتلبد والانكسار”، وهذا يعني أن العواطف السلبية والإيجابية يتم قمعها.
وأضاف: “مع العلاج بالسيلوسيبين، فإنه يحدث عكس ذلك، حيث يتحدث المرضى عن الإفراج العاطفي وإعادة الاتصال، وهذا يعني أن المركز العاطفي الرئيسي أكثر استجابة”.
وعلى الرغم من أن التجربة تبدو واعدة، إلا أن العلاج لا يناسب الجميع، مثل المصابين بالذهان.
وتشير الدلائل التي توصل إليها فريق البحث، إلى ضرورة الجمع بين العلاج و”التجارب المخدرة” لإعطاء المرضى أفضل بديل عن مضادات الاكتئاب.
وأضاف الدكتور هاريس أنه إذا تغلب فطر سيلوسيبين على مضادات الالتهاب المزمن (SSRI) في فعاليتها وشعبيتها ، فقد يكون لها تاثير كبير على قوة الأدوية”.