أكّد المواكبون للتحضيرات للمؤتمر العام لـ”تيار المستقبل” في 25 تموز الحالي، في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط”، أنّ “رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الّذي سيُعاد انتخابه رئيسًا لـ”التيار الأزرق” بات على قناعة بأنّ من مهامه الأولى إعادة ترتيب بيته الداخلي، بدءًا بالالتفات لردم الهوّة بين القيادة والقاعدة الحزبيّة والجماهيريّة الّتي تشكو من انقطاع التواصل واستحضارها عندما تدعو الحاجة”.
ولفتوا إلى أنّ “الحريري بدأ منذ فترة طويلة يستشعر الخطر الناجم عن القطيعة بين قاعدته الحزبيّة والجماهيريّة وقيادة “المستقبل” الّتي لم تحسن التواصل معها لتبديد القلق الّذي يساورها، والّذي انعكس في الآونة الأخيرة إلى حالة من الضياع السياسي”، مشيرين إلى أنّه “قرّر أخيرًا التدخّل بخطوات ملموسة في الشأن الحزبي، تمهيدًا لإعادة ترتيب الوضع الداخلي للتيار، في ظلّ تراجع حضوره السياسي من جهة، وتلبّد مكتبه السياسي الّذي كاد يغيب كليًّا عن الساحة”.
ورأى المواكبون أنّ “قرار الحريري بالتدخّل المباشَر، هو اعتراف منه بأنّه يتحمّل مسؤوليّة الخلل الّذي أَصاب قاعدته، وأنّ المكتب السياسي والأمانة العامة والمنسقيّات ما هم إلّا شركاء في التقصير الّذي كان وراء عدم التفاتهم إلى السواد الأعظم، الّذي يشكّل القوّة الضاربة لـ”التيار الأزرق”، ويتعامل هؤلاء مع تدخّل الحريري للتصالح مع جمهوره بأنّه دليل على رغبته في التواصل مع قاعدته، وهذا ما لم يحصل من قبل، ربّما لانشغاله لوجوده على رأس الحكومة، وعدم وجود من ينوب عنه للتعويض عن التقصير في التواصل معهم”.
وكشفوا أنّ “المؤتمر يجب أن يدفع باتجاه إعادة الاعتبار لحضور “تيار المستقبل”، وهذا ما يسعى له الحريري الّذي باشر منذ فترة طويلة اتخاذ مجموعة من الخطوات، أبرزها تفعيل عمل “كتلة المستقبل”، والإفادة من خبرات قدامى الحريريّين، وبعضهم من كانوا في عداد معارضي التسوية الّتي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية”.
وركّزوا على أنّ “مؤتمر “المستقبل” الّذي يُشرف عليه النائب السابق أحمد فتفت بمعاونة آخرين، سيمنح الحريري صلاحيّات استثنائيّة تتيح له التصرّف كليًّا في إعادة ترتيب البيت الداخلي، على قاعدة الإجازة له بتعيين أعضاء هيئة الرئاسة الّذين هم بمثابة نواب للرئيس، واستحداث مجلس مركزي أشبه ببرلمان يضمّ 200 شخص، على أن يحقّ له تعيين 50 منهم”، مبيّنين أنّ “إقرار الهيكليّة التنظيميّة يشكّل الإطار العام للخوض في تجربة التعيين، شرط ألّا تكون معلّبة”.
كما عَلمت صحيفة “الشرق الأوسط”، أنّ “الخطاب الّذي سيلقيه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فور إعادة انتخابه رئيسًا لـ”تيار المستقبل”، في المؤتمر العام للتيار في 25 تموز الحالي، سيكون بمثابة وثيقة سياسيّة واقتصاديّة، تتضمّن الرغبة في إعداد قانون انتخابي جديد، على أن تَصدر عن المؤتمر وتشكَّل خريطة طريق لـ”التيار الأزرق” الّذي سيجدّد تحالفه مع “الحزب التقدمي الإشتراكي”، وانفتاحه على التعاون مع “حزب القوات اللبنانية” على أساس القطعة في الملفات الداخليّة، والتحالف الاستراتيجي على مستوى الثوابت المحليّة”.
وأكّد مواكبون للتحضيرات لانعقاد المؤتمر، أنّ “النداءات المتكرّرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ستكون حاضرة بامتياز في الوثيقة السياسيّة، لجهة تبنّيه بالكامل لكلّ ما ورد فيها”. ولفتوا إلى أنّ “تفاهم الحريري مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ثابت لا تراجع عنه، لما يشكّله من صمّام أمان للحفاظ على التوازنات الداخليّة، وهذا ينسحب أيضًا على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، مع الإبقاء على التواصل مع “حزب الكتائب اللبنانية” والشخصيّات الاستقلاليّة، والانفتاح على معظم مطالب “الحراك الشعبي” وتأكيد تحالفه مع رؤساء الحكومات السابقين، في مقابل الإبقاء على ربط النزاع مع “حزب الله” واستمرار القطيعة مع كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، وهذا يدحض مقولة تواصل الحريري معهما من تحت الطاولة للعودة إلى رئاسة الحكومة”.
وأوضحوا أنّ “بالنسبة إلى الحكومة، فإنّ “المستقبل” يتعامل معها على أنّها حكومة لتصريف الأعمال، وأنّ رئيسها حسان دياب يتحمّل مسؤوليّة استمرار التدهور المالي والاقتصادي، ولم يتمكّن من إثبات حضوره داخليًّا وخارجيًّا”.