مازن نعيم – ليبانون تايمز
انه عصر جائحة كورونا التي أثرت في الكثير من مفاصل الحياة اليومية للانسان، حيث جعلت من العالم، ساحة للصراع مع هذا الفيروس من جهة، ومع ضرورة ان تستمر الحياة من جهة اخرى، بما في ذلك من ضرر على المستوى الإقتصادي والمعيشي والاجتماعي والصحي.
من الصناعات التي ضربها فيروس كورونا، كانت السينما ودور العرض وشركات الانتاج السينمائي، فقد أثرت هذه الجائحة الى حد مدمر بكل من يعمل في صناعة الأفلام حيث يواجه شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم خسارة بالمليارات، كما ترك التوقف عن التصوير الآلاف من العاملين في صناعة الأفلام بدون عمل.
وفي حين تأثرت تواريخ إصدار العديد من الأفلام، لكن بعض الاستوديوهات اتخذت مسارًا مختلفًا من خلال المنصات الرقمية التي حققت ما يقرب من 100 مليون دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى للفيروس، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
المدير التنفيذي لسينما ريو في لندن أوليفر ميك، اشار في لقاء مع قناة يورونيوز الى أن العمل جار بالفعل للتحضير لإعادة فتح دور العرض مع مراعاة التباعد الإجتماعي من خلال اعادة توزيع المقاعد.
من جهة ثانية لجأت العديد من دور السينما الى إنشاء مجمعات او باحات للسيارات، تعرض الأفلام في الخارج، بشكل يراعي مسألة التباعد والشروط الصحية المفروضة، كما مولت الحكومة المحلية في العاصة الإسبانية مدريد، سينما متنقلة تسمح للمواطنين بمشاهدة الأفلام من شرفاتهم. لكن من المرجح أن يؤثر التباعد الاجتماعي على عمليات الاستحواذ على شباك التذاكر.
وفي الوقت نفسه، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 200.000 شخص يعمل في صناعة الأفلام، قد فقدوا وظائفهم بسبب الوباء وهو تأثير يمكن أن يمتد أثناء إجراء تغييرات في الصناعة.
ولكن المشكلة الكبرى تكمن في ان التصوير متوقف حالياً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ومعظم قارة أوروبا، وهي ابرز الأماكن التي تُنتج سنوياً عدداً كبيراً من الأفلام التي تحقق اعلى نسبة مشاهدة، واعلى الإيرادات.
الجدل مستمر حول مستقبل عالم صناعة الأفلام، وحول كيفية خروج صناعة السينما من هذه الأزمة، وما هو مؤكد هو أن تقنيات الإنتاج الافتراضية التي كان ينظر إليها إلى حد كبير على أنها فرص ناشئة ومتخصصة إلى حد ما في المستقبل، أصبحت من الضرورات الإبداعية والاقتصادية الجديدة.
بطريقة ما، كل شيء يتعلق بالبقاء، هل ستستمر الصناعة؟ الجواب سيكون بالطبع نعم، لكنها لن تكون هي نفسها، فالوضع سيء إلى حد ما، وسنعرف فقط مدى سوء الوضع خلال عامين.
انه تأثير الدومينو، كل شيء مرتبط بالجائحة، ولا شك ان عالم الترفيه والسينما، هو متضرر كبير لانه يعتبر في العالم من الكماليات، والآن الكل مهتم فقط بكيفية تأمين الميزانيات للاشياء المهمة والتي تعتبر من الأولويات، فهل ستفقد السينما بريقها بعد انتهاء الجائحة؟ ام انها ستتكيف مع الوضع الحالي لتخرج بشكل مختلف؟ هذه الاسئلة لن تجيب عنها الا الايام والشهور والسنوات المقبلة، لنعرف كيف سيكون شكل العالم مع انتهاء الجائحة.