أعرب المجلس العسكري الانتقالي بالسودان عن أسفه للعصيان المدني الذي تبنته قوى الاحتجاج المناهضة للمجلس، داعيا للتراجع عنه رغم عدم تأثيره على مناحي الحياة في البلاد، ومعربا عن استعداد المجلس النظر في أية اشتراطات لعودة التفاوض بين الجانبين.
وقال الناطق باسم المجلس، شمس الدين كباشي، قوله في مداخلة مع القناة، ” نأسف لهذا التصعيد مع إعلان العصيان المدني في ظل الظروف الدقيقة التي تعيشها بلادنا”، مؤكدا أنه ” لم تتأثر الحياة كثيرا” بالدعوة لذلك العصيان، و “الأمور تسير بشكل جيد في الخرطوم والولايات”، ومضيفا، “نرجو من إخوتنا في قوى الحرية والتغيير إلى التراجع لأنه يؤثر بشكل أو بآخر على معاش الناس وهو ما لا يرضينا ولا يرضيهم”.
وعن الشروط التي تضعها قوى الحرية والتغيير، المتزعمة للاحتجاجات المطالبة بنقل السلطة للمدنيين، لاستئناف الحوار المتوقف مع المجلس العسكري، قال كباشي، “لم يصلنا ما يفيد من قوى الحرية والتغيير بشروط مسبقة للعودة للتفاوض، وإن كنا سمعنا عنها من الإعلام، إذا كانت لديهم شروط، ونأمل ألا تكون هناك شروط، سننظر فيها”، مؤكدا، “لا نمانع في أي طرح يقود لتقريب وجهات النظر بيننا وبين إخوتنا في الطرف الآخر”.
وعن مطلب تسليم السلطة للمدنيين، قال كباشي: “أستغرب مطلب تسليم السلطة للمدنيين، فنحن قبل وقف التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير كنا قد اتفقنا معهم على هيكل السلطة الانتقالية، والمتمثل في المجلس السيادي، والجهاز التنفيذي، والجهاز التشريعي، وتوافقنا معهم على المهام والسلطات، وعلى أن رئيس الوزراء ومجلس الوزراء بالكامل من المدنيين وهم يختارونه، وتوافقنا على أن المجلس التشريعي وهو مدني بالكامل، وتوصلنا معهم إلى أن نشاركهم فقط في المجلس السيادي، فعن أي مدنية يتحدثون؟”.
ويشهد السودان أزمة سياسية منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 نيسان/أبريل الماضي إثر احتجاجات شعبية، لتستمر الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الذي تسلم السلطة للمطالبة بنقلها للمدنيين.
ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود، في ظل خلافات عميقة بشأن من ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، ومدتها ثلاث سنوات.
واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم، يوم الاثنين الماضي، وقامت بفضه بالقوة، ما أدلا، حتى اليوم، إلى مقتل 118 شخصا بحسب قوى الاحتجاج.
ودعت قوى المعارضة للدخول في عصيان مدني شامل اعتبارا من اليوم الأحد.
في السياق ذاته، خلى أحد أكبر الأسواق وسط مدينة الخرطوم من البائعين والمشترين، استجابة لدعوة قوى المعارضة للعصيان المدني، كما استجاب موظفو شركة “سوداتل (الشركة السودانية للاتصالات) الحكومية” لدعوات العصيان.