زينة زغيب – خاص ليبانون تايمز
يشهد الوضع الحالي في لبنان على احتلال من نوع آخر… ابتزاز بما تبقى لدينا، هذا إن تبقّى شيء… انتهاك لأدنى حقوقنا في معيشة كريمة، وقهر ما بعده قهر.
في السابق، كان المستقبل غير مضمون. أمّا الآن، فحتّى الحاضر أصبح غير أكيد.
فهل أقاوم أم أهاجر؟
هل أبقى وأحارب شبح الفساد والجوع وعدم الاستقرار كمَن يُصارع طواحين الهواء؟ أم أترك خلفي ذكريات مضت وبقايا وطن وألملم ما تبقّى من كرامتي وأرحل؟ أرحل إلى مكان بعيد، أي مكان لا أسأل فيه كلّ صباح كم سعر الدولار؟ هل الطرقات مقطوعة؟ ما آخر المُستجدّات؟ ما مصير الودائع في البنوك؟ إلى متى سيكفيني راتبي؟ هل سأبقى في عملي؟
هل نقاوم الذلّ على أبواب المستشفيات والصيدليات؟ أم نتحيّن الفرصة لـ”نُسنفر” بحياتنا ونغادر دون عودة؟
هل ما يحصل هو سحابة صيف عابرة ستمُرّ، أم أنّ تفاؤلنا هذا لن يكون سوى مُقامرة فاشلة ستودي بما تبقى منّا إلى الهاوية؟
إننا محاصرون، والخناق يشتدّ يومًا بعد يوم.
إننا نغرق، لكنّنا نتمسّك بخيط الأمل.
فإلى متى، وإلى أين؟ يبدو أن المرحلة المقبلة عنوانها واحد: المجهول…