بالتأكيد بعد نهاية العالم فإن الطبيعة ستنتصر، إذ أن كل القرى التي هجرها البشر لأسباب مختلفة حلت محل البشر الطبيعة، وطغت الخضرة وعادت الحيوانات لتقطن هذه الأماكن، وهو ما حدث لقرية زاليسيا المهجورة، التي كانت في السابق موطنًا لثلاثة آلاف شخص، قد تم ابتلاعها بواسطة الغابة، بعد أن فرغت من قاطنيها بعد فاجعة تشرنوبيل.
إنها برية آسرة من أشجار الصنوبر، وفراشات، وتتجول هنا الثدييات الكبيرة مثل البيسون، موس، الوشق، الغزلان، الذئاب والدببة البنية، إنهم يعلمون أن زمن عدوهم الأسوأ قد ذهب منذ زمن بعيد، بحسب صحيفة الديلى ميل البريطانية.
منازل منهارة، ملاءات منتشرة على الأرضيات، بينما تصدأ سيارة في الخارج، فى انتظار مالك لن يعود أبدًا.
في نصب لتذكر أولئك الذين لقوا حتفهم في الحرب الوطنية العظمى من 1941-1945، وفرة من الزهور البرية تعصف عشرات الأسماء التي تم إدراجها هناك، وفوق المسرح كان قصر الثقافة الصغير والمزخرف هو شعار “دع الشيوعية يعيشون، إنه المستقبل المشرق للبشرية جمعاء”.
وتستمر الرحلة من زليسة عبر بقايا ما يسمى بالغابة الحمراء – وهي مزرعة صنوبر سكوتش تحولت أوراق الشجر فيها من الأخضر إلى الأحمر بسبب السحب الإشعاعية.
حجم الكارثة التي اندلعت منذ 33 عاما، جعل مفاعل تشرنوبيل النووي، يبدو وكأنه نصب تذكارى، لتذكير البشرية بغطرستها، فالوضع في هذه القرية خطر، إذ ترتفع الأشعاعات النووية أكثر من 50 مرة عن العادى، لكن ليس الوضع كما كان عام 1986.
فيقف المفاعل النووي تشرنوبيل، دليلا على هذا الوحش الذي كان على وشك إنهاء حضارة بكاملها، والقضاء على الإمبراطورية السوفيتية.