نقلت صحيفة “الجمهورية” عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده انه، وباستثناء ملف الكهرباء، فإنّ هوة الخلاف تضيق شيئاً فشيئاً مع “التيار الوطني الحر”، مشدداً على أنّ “هذه المرحلة لا تتحمل المناكفات بل هي تستدعي تعزيز القواسم المشتركة والبناء عليها”.
ولفتت الصحيفة إلى ان “بري يعتبر ان الحقائق أثبتت للقاصي والداني انّ المشاركين من البيئة الشيعية في أحداث الشغب التي استهدفت وسط بيروت هم أقل من الاقلية، داعياً الى تحمّل المسؤولية الوطنية في التعامل مع هذا الملف وعدم استسهال الانزلاق الى اتهامات غير مثبتة من شأنها زيادة الشرخ بين اللبنانيين، ويلفت بري الى انّ مخطط الفتنة كاد يمر من خاصرة الشياح – عين الرمانة التي حاولت أن تخترقها أصابع مشبوهة للعبث بالسلم الاهلي، لكننا نجحنا بالحكمة في تفادي المحظور، متوقفاً عند الدور المسؤول الذي أدّاه التيار الحر في عين الرمانة”.
وأضافت “ما يزعج رئيس المجلس ايضاً الفتنة المالية التي يحركها الدولار بفِعل استمرار تحليقه على علو مرتفع، علماً انّ رئيس المجلس كان قد توقّع بعد الاجتماع الرئاسي في بعبدا بأن يبدأ سعره في الانخفاض المتدرّج بدءاً من مطلع هذا الأسبوع، لكن يبدو أنّ السوق السوداء لا تزال تفرض إيقاعها على السعر، من دون أن تنفع حتى الآن التدابير الرسمية المتخذة في لجمها”.
وتعليقاً على التفلّت المتواصل للدولار من الضوابط، ينقل عن رئيس المجلس قوله: “إنها رذالة ما بعدها رذالة”.
وعلمت “الجمهورية” ان “بري لم يكتف باستخدام خراطيم عين التينة لإطفاء الحرائق الداخلية، بل هو دخل أيضاً على خط التقريب بين المنظمات الفلسطينية وتحصين المخيمات في مواجهة أي محاولة لجرّها الى مواجهة مسلحة، سواء بين فصائلها او مع جوارها اللبناني”.
وفي المعلومات، انّ بري المسكون بهاجس الفتنة، تَخوّف من ان يتم استغلال مناخ التحريض المذهبي الذي ساد خلال الأيام الماضية، ولا سيما بعد احداث 6 حزيران، لاستدراج المخيمات الى صدامات جانبية، بالترافق مع الاستعداد الاسرائيلي لضَم الضفة الغربية، فبادرَ الى تحرك وقائي – استباقي لمنع اي سيناريو من هذا القبيل، وكلّف مسؤول العلاقات بالقوى الفلسطينية في حركة “أمل” محمد جباوي، يعاونه عضو المكتب السياسي بسام الكجك، بالتواصل معها لتحييد المخيمات عما يجري خارجها ولتفعيل التنسيق بين الفصائل بعد تجدّد خلافاتها وارتفاع منسوب الفتور بينها.