غسان همداني – ليبانون تايمز
لايسلم اي عامل في الحقل السياسي من الإنتقاد، خاصة في حال الفشل، او التآمر، او التقصير، أو أي عمل يعود بالضرر على المصلحة العامة، وعلى الوطن، وعلى القضايا المصيرية.
في لبنان تنعكس الآية، فيصفق للفاسد، ويهلل للخائن، ويمجد من يدمر الوطن كرمى للكرسي او الجاه، ويقدس من يتآمر على نهائية الوطن اللبناني وطنا لجميع أبنائه.
في لبنان، يرمى بسهام الحقد من يعمل على إطفاء الحرائق، ومن يلم الشمل، ويجمع الأضداد، ويدور الزوايا، ويجترح الحلول، ويفكك الألغام، ويشكل صمام أمان لهذا البلد.
لم يسلم الرئيس نبيه بري من سهام الإنتقاد الحاقد، وهذا التهجم ليس وليد اليوم، بل يعود الى بداية بروز الرئيس بري كرئيس لحركة أمل، وهو إمتداد للحقد على مؤسس حركة أمل الإمام السيد موسى الصدر، حيث استطاعت الحركة القضاء على الإقطاع السياسي، والإقطاع اليساري، وافشلت مخططات التقسيم ، ومنعت مؤامرة التوطين، وحفظت كيان لبنان، وقاومت العدو الإسرائيلي، في وقت كانت إتفاقيات كامب ديفيد وغيرها تحاك على حساب القضية الفلسطينية، وأسقطت اتفاقية 17 أيار، وألغت نظام عام 1943، وغيرها مما يضيق به المقال.
لسنا في تعداد إنجازات حركة أمل ورئيسها، ولكن من باب الإضاءة على المتضررين من حركة امل ورئيسها، والذين لا يتوانون عن الهجوم على الحركة ورئيسها، يقودهم حقد أعمى، ويساعدهم إعلام فاسد، ممعنين في تزوير الحقائق، وتشويه الوقائع.
في كل مفصل خطير يعصف بلبنان، او يحدق بالأمة العربية أو الإسلامية، يتصدى الرئيس بري للمؤمرات ، فيعمل على تفكيكها في الساحة اللبنانية، فيبتدع الحلول، وطاولات الحوار، لم يقطع شعرة معاوية مع احد ، وهو القائل ” في لبنان لايوجد عداوة بل خصومة”، حتى أضحى صلة وصل بين جميع الأفرقاء ، وممرا إلزاميا لكل وسيط دولي، ولا يمكن لأي حل ان يرى النور إن لم يخرج من قبعته السحرية.
اليوم، سيستعاض للتصويب على الرئيس بري عن السهام بالصواريخ، خاصة وانه بحكمته وحسن إدارته استطاع منع الحرب الأهلية، ويعمل على تفكيك الألغام على الساحة الدرزية، ويتدخل بقوة على إعادة لم الشمل الفلسطيني، ما يزيد من أعدائه ليس على الساحة اللبنانية فحسب، بل يتعداه الى الساحات الإقليمية والدولية.
لن يتراجع الرئيس نبيه بري عن القيام بما يمليه عليه ضميره وواجبه الوطني والقومي، ولو تكالبت عليه أمم المبغضين، وستبقى ىشجرته المثمرة ترمى بحجارة الحاقدين، وتطرح أكلها، دونما خوف أوجل، ويبقى الرئيس بري شامخا كأرز لبنان، صلبا كجبل عامل، لا تلويه الرياح، ولا تكسره العواصف، مرددا “او لسنا على حق، إذا لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا”.