أكد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال كلمته في مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية أن”التطرّف الذي يولّد الإرهاب هو عدوى فكرية، سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي انتشارها، فأشعلت الحروب الداخلية والحروب المضادة في محاولة للقضاء عليها؛ ولكن الفكر لا يحارب إلّا بالفكر؛ فالسلاح يقتل إنساناً، يدمّر منزلاً، يمحو مدناً، ولكنه لا يغيّر فكرة، بل يرسّخها ويزيدها تطرفاً وتعصّباً”
ورأى أنه “رغم مساحة لبنان الجغرافية الصغيرة يغطي انتشاره الكرة الأرضية ويبلغ أضعاف المقيمين فيه، ودوره اليوم هو في النموذج الذي يمكن أن يقدمه، بعد التجارب التي سبق وأن عاشها وعلمته أنّ الاختلاف حق وليس سبباً للخلاف، وأن الكراهية والعصبيات والحروب لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الخراب والانهيار”
وشدّد عون على أهمية الحوار في تحقيق الخلاص وتفعيل الاندماج بين الحضارات معتبراً أنها “الوسيلة الفضلى للقضاء على الإرهاب الذي ما زال يشكل خطراً على العالم وعلى الأجيال المقبلة”
ودعا اللبنانيين في الانتشار إلى “أن يكونوا رسل التلاقي والحوار، وأن يدعموا مبادرة لبنان لإنشاء “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار” حيث هم فاعلون، خصوصاً وأن هذه المبادرة قد لاقت ترحيباً كبيراً من العديد من الدول والهيئات الدولية التي أعربت عن استعدادها لدعمها ومواكبتها”
ولفت عون إلى أن”اللبنانيين يتوزعون على كل دول العالم، ولكن على وطنهم الأم أن يكون إلى جانبهم، وأن يجعلهم يشعرون بقوة الجذور والانتماء إلى هوية إنسانية، وأرض، وحضارة، وتراث… من هنا، كان إصرارنا على إقرار قانون استعادة الجنسية، والذي استفاد منه كثيرون، فحملوا هوية أرضهم من جديد”.
ورأى عون أن مشاركة النتشرين اللبانيين بالانتخابات النيابية:” ستفتح الأفق واسعاً أمام مشاركة فاعلة لهم، في تقرير مصير وطنهم، وخياراته السياسية، عبر تجديد الحياة الديمقراطية فيه”
وأشار الى أن:” لبنان يكافح اليوم للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة خصوصاً في الميدان الإقتصادي، ولكنه يسلك درب التعافي، وكل جهد من اللبنانيين المنتشرين سيساعده دون شك على المضي قدماً في هذه الدرب”