بتول فواز- ليبانون تايمز
السابع عشر من تشرين الأول، تاريخٌ قَلَب موازين المشهد اللبناني بشتى الصعد، لكنه لم يكن الشرارة الأولى لكشف الصعوبات التي يعاني منها القطاع الرياضي، وتحديداً هنا، كرة السلة، التي لا تزال تشهد مرارة في الإستمرار منذ العام 1997 وحتى الأمس القريب.
“صراع البقاء”، والذي كان قد حذّر منه إتحاد اللعبة بشخص رئيسه، فقد تناول في مؤتمر صحفي آنذاك، المخاطر المُحدقة، في ظل أسئلة لا بد أن تطرح حول المستقبل الذي سيُلف لعبة لم تكن مصدر رزق فقط، بل كانت لهم بمثابة هواية.
في هذا الصدد، رئيس إتحاد كرة السلة أكرم حلبي، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أكد تفاقم مشاكل لعبة كرة السلة، قبل الأزمات التي لحقت بلبنان، أي ما قبل “كورونا”، موضحاً: الأزمة مرتبطة بالوضع الأقتصادي السيء، فقد تبدلت أولويات الداعمين والمعلنين، إضافة إلى عدم اهتمام القنوات التلفزيونية بالمساهمة بنقل المباريات بسبب الشح المالي مع العلم أن عقد النقل التلفزيوني يغطي مصاريف البطولة، كما أنه يؤمن دعماً مالياً، حتى وإن كان محدوداً للأندية، لطالما كان خيارنا الذهاب نحو عقد مع شركة ألفا لكن المتغيرات أفقدتنا كل أبواب المداخيل التي تؤمن تغطية مصاريف البطولة، عطفاً على ذلك التضخم الذي وصلت إليه اللعبة بسبب القيمة العالية لعقود اللاعبين والتي لا تتناسب مع مدخول الأندية واللعبة ككل.
وفيما خص المعلنين، أضاف حلبي: مع الأسف أولوياتهم قد تغيرت وبات انقاذ شركاتهم والمحافظة على موظفيهم أولوية تعلو عن الإستثمار في الرياضة.
ولفت إلى ضبابية الرؤية، فأي قرار يتخذ من المحتمل سقوطه بعد فترة قصيرة، متابعاً: اليوم التركيز على كيفية جمع الشمل والمحافظة على الهيكل، من أجل البناء في المستقبل القريب، فالعلاقة مع رؤساء الأندية اكثر من ممتازة ونحن على تشاور يومي لإيجاد الحلول التي من الممكن أن تُساهم في إنقاذ مستقبل السلة بأقل خسائر ممكنة.
ودعا المعنيين إلى عدم التصرف بعشوائية وحرق المراحل، كي لا يُدمر الهيكل على رؤوس الجميع، مضيفاً: الوضع صعب ودقيق والمعالجات تكون بالتشاور بين الإتحاد والأندية للإستمرار والإنطلاق مجدداً، وحتماً الحلول لا تكون بالتصاريح الشعبوية وعالية النبرة والسقف، ومن يحاول جر اللعبة والأندية والإتحاد واللاعبين نحو تصادم من أجل مصلحته الخاصة فهو حتماً مخطىء ولعبته مفضوحة، الوقت ليس للبحث الأناني عن المصالح الضيقة، الإتحاد يعمل بعيداً عن الأضواء والتصاريح والبهورات، ونحن لنا ملء الثقة والأمل بالخروج من هذه المحنة قريباً.
ولفت إلى التشاور الدائم مع رؤساء الأندية وجميع المعنيين في القواعد المستقبلية للدوري، قائلاً: لا يمكن إتخاذ أي قرار دون وضع خطة شاملة للمستقبل، وبرأيي خلاص اللعبة يكمن بالإستثمار في الفئات العمرية، وأعني إستثمار جميع الأندية من الدرجة الخامسة حتى الأولى فمن غير المسموح من اليوم وصاعداً أن لا يكون لكل نادي مدرسة كرة سلة ولو صغيرة، بحيث يُخرّج كل نادٍ لاعبين في كل موسم، والنتيجة سوف تظهر بعد ٤ إلى ٥ سنوات وعندها سنكون دخلنا في النهضة الحقيقية لكرة السلة اللبنانية.
وعن عقود اللاعبين الأجانب، شدد حلبي على إستحالة الإعتماد على أجانب، في المدى المنظور، نظراً لعدم توفر العملات الصعبة، والإعتماد سيكون على اللاعبين المحليين، لحين تحسُّن الأوضاع.
وتمنّى على اللاعبين الإجتماع مع أنديتهم، وصولاً إلى حلول ترضي الأطراف كافة، خاتماً حديثه بالقول: توقفوا عن “نشر الغسيل” عبر وسائل الإعلام، الحل الأمثل هو الحوار، الإتحاد مستعد للعب دور الوساطة الإيجابية لحلحلة الأمور وتذليل كل العقبات التي تعترض مصالح اللعبة.
يُقابل المساعي اللامتناهية لإتحاد يأبى إنهيار لعبته، مُستقبل مئات اللاعبين الذي قد يهوي في أي وقت، شكل اللعبة يسلك درب التغيير، مكونات محلية لن تعرف الإحتراف حتى أجل غير مسمى، فالمشهد اليوم يُنذر بمرحلة إنتقالية تتطلب ربما سنوات لإعادة التأسيس، للخلاص من تداعيات هذه الأزمة.