زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
ازمات متراكمة صبّت على لبنان، ولا وجود لباب الأمل في القريب، الذي يتحدثون عنه دائما ويغرقون السامع بالجنة خلفه، اقتصاديا وماليا، الوطن على باب الانهيار، اجتماعيا، اكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، ولا وجود فعليا للطبقة المتوسطة، تربويا، يتخبط الطلاب بقرار وزارة التربية المتعلقة بالعام الدراسي، وصحيا، لا مهرب من قاتل متسلل يعلم كيف يشق طريقه بسلاسة الى اجساد المواطنين ليفتك بهم.
احتار المواطن مع اي ازمة يتعامل، ولكن وسائل الاعلام تعلم جيدا اين تصوب سهامها، ما هو المستجد، ما هو الاهم، ولكن لا يوجد هم اكبر من خطر الموت، حيث لوحظ ان محطات التلفزة قد قيّدت بث المواضيع المتعلقة بفيروس كورونا رغم عدم تهديد شبح الموت الارواح الى هذه اللحظة، في هذا السياق اوضح رئيس “المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع” عبد الهادي محفوظ لموقع “ليبانون تايمز” ان” اشتداد الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، والمناكفات بين الاحزاب حول الخطة الاقتصادية المطروحة، جنون الدولار وارتفاع الاسعار، كلها اصابت ما كان يسمى بالطبقة المتوسطة و القفز الى ما تحت مستوى الفقر، كلها مسائل طاغية وتبشر بانفجار اجتماعي، ما دفع وسائل الاعلام الى تسليط الضوء على هذا الواقع، وذلك بعد تراجع التعبئة العامة والاصابات في الداخل اللبناني”.
واكد محفوظ ان “وسائل الاعلام، تحاول ان تلازم بين الامور، ولكن الان خوف الناس من جوعها هو الطاغي على كورونا، وعليه يجب ان يكون هناك اهتمام جدي بالاوضاع المعيشية للمواطن”، معتبرا ان “وسائل الاعلام تعكس واقع الامر، ولا يمكن ان تكون غريبة عن الواقع، ولكن يمكنها ان توجه وتنصح وتطرح الافكار”، مشيرا الى انه “اذا لم تسارع الحكومة لوقف ارتفاع الاسعار وجنون الدولار، لن يستطيع الاعلام الوقوف في وجه الانفجار”.
ومع تراجع البرامج الاجتماعية بعد اجتياح ازمة كورونا، افاد محفوظ ان “عودة البرامج ستكون واردة في القريب، ونحن نشهدها الان، لان الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية هي الطاغية، وهذه البرامج هي التي تسلط الضوء على معانات المواطنين، والان المواطن موجوع، ولا حول له ولا قوة”.
ومع توقف العديد من الاشخاص عن العمل، و اجتياح ظاهرة الحسم من الراتب (الموظف الذي كان يأخذ راتبا بحدود 3 مليون ليرة، اصبح الان مع الحسومات وغيره اقل من 100$)، اوضح محفوظ ان “قطاعات ستنزل الى الشارع، في ظل هذه الازمة والاعلام واحد منها”، معتبرا ان “الوقت يداهم الحكومة وجميع الناس بوضع صعب، واللبناني امام مأزق بشكل عام، والضغوط تمارس على البلد، لذلك على الحكومة التحرك بسرعة لاستئصال الازمة، لان بديل الحكومة في هذا الوقت هو الفوضى”.
كل هذه الكوارث ان صح التعبير، ما كانت لتنشر على نطاق واسع، ولا ليعلم تفاصيلها كاملة لولا وجود وسائل اعلام، تنقل الصورة قدر المستطاع كما هي، منها وسائل الاعلام التي سلطت جمّ عملها على المواطن الذي يتحمل وحده رداءة الوضع، هنا الكلام عن الوسائل الاعلامية التي تنقل الواقع كما هو بعيدا عن التحريف والتحريض، وبعيدا عن المناكفات السياسية، وعليه يجب التركيز على ماتنشره هذه الوسائل، مع مراعات اوضاع الاعلاميين في هذا الوقت، في اعتبار ان وسائل الاعلام لاعب اساسي في كل الازمات، والاعلام في المواجهة.