زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
صرخات المواطنين تعالت منذ أكثر من شهر جراء ارتفاع الاسعار الجنونية حيث انتشرت صور السلع بمقارنة سعرها القديم بالجديد، على مواقع التواصل الاجتماعي رافقه تعليق حاد من قبل المواطنين استنكروا به الاستغلال القائم، متسائلين عن سبب غلاء المنتجات المحلية، ودور وزارة الاقتصاد في مراقبة الاسعار وحمايتها من جشع التجار، حتى باتوا يائسين من جدية عمل وزارة الاقتصاد، في ملاحقة هذا الموضوع، ولكن هل الوضع الاقتصادي وليدة اليوم، وما سبب الأزمة الحاصلة؟
في هذا السياق اوضح مديرجمعية المستهلك زهير برو” لموقع ليبانون تايمز” انه ” تقريبا بين 45-50% من اللبنانيين أصبحوا تحت خط الفقر”، مؤكدا ان”الكارثة صنعت خلال 30 سنة من قبل مجموعة الحكومات والاقتصاد الريعي، وتم تركيب الدين على البلد وبالتالي هي عملية تراكمية امتدت بها السياسات من وقتها حتى الان، واليه يجب الاتجاه نحو سياسة نظيفة وعلى الشعب الاستمرار بالضغط على الدولة للقيام بحقوقهم وتغيير النظام القائم بعدما اثبت عجزه”.
وافاد برو ان “ان السياسات من 30 سنة الى الان، اعتبرت ان الدولار هو العملة الوطنية للاسف، ومع تثبيت سعر الصرف، اصبح الناس والتجار يتكلمون عن الدولار، وتبني الاسعار على أساسه، وحين انفك الدولار عن الليرة، وانهارت الليرة حصلت الازمة”.
وأضاف برو: “اليوم التجار يقولون انهم يستوردون 85% من الاستهلاك اللبناني من الخارج بالدولار، وهم يريدون تأمين هذا المقياس، وهناك فئات عديدة تحاول ان تستفيد من هذا الظرف والافران هي خير مثال مقاربة، الطحينيؤخذ بالسعر القديم، ولكن زاد قليلا على السكر والنايلون والخميرة، فاعتبروه الاساس للكلفة وهو غير دقيق، ولهذا دخلوا في هذه الازمة”، مشيرا الى ان “السلطة السياسية قدمت الكثير واستفادوا منها، والمطاحن في لبنان هي أغلى مطاحن في الشرق الاوسط، وهو نظام احتكاري”.
ولفت برو الى انه “هناك بدايات مشجعة للحكومة، ونحن نشجع اي خطوة ايجابيةوندعمها، وما تفعله هذه الحكومة خطوة الى الامام ومتقدمة عن كل الحكومات السابقة، لكن هذا لا يمنع ان نعطي ملاحظاتنا خاصة فيما يتعلق بالأجور، وموضوع مقاربة الاسعار، خاصة الرقابة على المتاجر الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة هي غير كافية ويجب معالجة الاسباب وليس النتائج”.
وشدد برو على ضرورة “التخلص من حكومات الوحدة الوطنية لأنها الغت المعارضة والديمقراطية، والسياسات القديمة التي افقرت اللبناني كالسياسة الحريرية”،مفيدا بان “استمرار عمل الحكومة خارج لعبة الطوائف والنظام القديم سيثمر، فهي تحمل الاصلاح الحقيقي.”
اذا زرع السنوات الماضية اثمر عجزا وفقرا للبنانيين، الذين وثقوا بسياسة اقتصادية اودت ببلادهم الى الانهيار وبعملتهم الى خبر كان، وما زال يحاول البعض امتصاص ما تبقى من أعمدة لبنان لبناء قصره، وما زال الجشع يعمي العديد من السياسيين الحاليين والسابقين وكأنهم أقسموا يمينا على إغراق لبنان، محاولين الاستفادة من جوع وفقر الشعب لخدمة حقدهم.