إن العمل عصب الحياة، وأساس الرقي والتطور الحضاري، وقيل الرجل بصراحته في القول، وإخلاصه في العمل، وقد أثبتت أزمة كورونا الدور المحوري لأولئك المخلصين في عملهم، للأيدي العاملة، وأساس الاقتصاد ولبنته الأولى، فالحكومات تطالب العمال بالعودة لأعمالهم، لتسيير عجلة الاقتصاد، ومن أجلهم سينتظم المعلمون في مدارسهم، ليتمكن العامل والحرفيّ والمزارع من مباشرة عمله. فهؤلاء هم الثروات الحقيقية، ولعلهم الأكثر تضرراً من تبعات الأزمة، فالعامل الذي لا يكدّ في يومه لن يجد قوته، وهو أمام خيار الموت بفيروس كورونا أو الموت جوعاً، فمن يدافع عن العمال؟ ومن يعطيهم حقهم؟؟ وما أصل يوم العمال ؟؟
يأتي يوم العمال من كل عام ليقف فيه ملايين العمال حول العالم، لمراجعة أوضاعهم وظروفهم، ورفع أصواتهم وتجديد المطالبة بحقوقهم، بالإضافة لتكريم المجتهدين منهم وتقديرهم، لأن مقياس الإنسان هو المفاضلة في العمل، وهو اليوم الذي يعتبر رمزاً لنضال الطبقة العاملة لنيل حقوقها، ويعرفه البعض باسم May Day، علماً بأن بعض الدول تحتفل به في شهر أيلول، وتعتبره موسماً للنزهات والرياضات المائية والألعاب النارية، فما هي قصة هذا العيد؟ وأين بدأت؟
هناك العديد من المعتقدات الخاطئة حول عيد العمال، سواء في تاريخه، أو أصله، وهل هو فعلاً احتفال شيوعي اشتراكي الأصل كما ينسب إليه؟
بدأت قصة عيد العمال في العام 1856 في أستراليا، بمطالبة العمال بتحديد ساعات عملهم بـ8 ساعات فقط، ثم عبرت الفكرة المحيط الهادئ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تمر بسنوات طويلة من الكساد أعقبت الحرب الأهلية، وما تخللها من صراعات متكررة امتدت من (1882-1886) بين أرباب العمل والعمال المسحوقين، الذين كانوا يعملون لساعات طويلة وصلت إلى عشر ساعات على مدار 6 أيام أسبوعياً، ومحاربة كل من يحاول التحريض على الإضراب وقمعه بشتى الوسائل المتاحة.