أكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنه “مع المعارضة لمصلحة البلد، وليس لمصلحة شخصية، في حين أن البعض يعارض لمصلحة شخصية بحتة”، لافتا إلى أن “الرئيس نبيه بري يلعب دورا كبيرا جدا ويعرف كيف يتعاطى مع الناس”، مشيرا إلى أنه ينسق مع “وليد بيك جنبلاط وكل الأفرقاء من أجل مصلحة الناس”.
واستغرب الحريري “تصرف رئيس الحكومة حسان دياب، ولماذا يتحدث بنفس كلمات جبران باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تحميلنا مسؤولية أخطاء الثلاثين سنة الماضية، بينما أنه حين زارني تحدث عن مدى تقديره لرفيق الحريري وآل الحريري”، وقال: “إن الاستهداف مستمر من خلال تحميلنا مسؤولية الثلاثين سنة الماضية وإصدار الأحكام المسبقة في حقنا. وإذا اعتقد الأستاذ جبران باسيل أنه بإمكانه أن يسجن جميع الناس ف”فشر على رقبته”، فهذا موضوع يمس بكرامات الناس”.
أضاف: “إن الحل الوحيد للمشكلة القائمة اليوم هو بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي لأن لبنان بحاجة إلى أن نضخ فيه أموالا، وليس أن نأخذ من ودائع الناس. وإذا كانت خطة الحكومة الاقتصادية إيجابية فسنسير بها.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال دردشة مع الصحافيين، عصر اليوم، في “بيت الوسط”، حيث قال: “إن البلد سائر نحو التأزم، ولا بد من القيام بأمر ما. نحن نقول إن صندوق النقد الدولي هو السبيل الوحيد الذي يجب اعتماده، لأن لبنان في حاجة إلى أن نضخ فيه أموالا، وليس أن نأخذ من ودائع الناس. لا بد من إجراء حوار مع صندوق النقد الدولي توصلا إلى أفضل حل”.
أضاف: “واضح ألا شيء تغير، في السياسة، الاستهداف مستمر من خلال تحميلنا مسؤولية الثلاثين سنة الماضية وإصدار الأحكام المسبقة في حقنا. وإذا اعتقد الأستاذ جبران باسيل أن بإمكانه أن يسجن جميع الناس ف”فشر على رقبته”، فهذا موضوع يمس بكرامات الناس. هناك شخص استلم الكهرباء على مدى 11 سنة وكبد خزينة الدولة 42 مليار دولار خسائر، فليسائله الشعب عن ذلك. لقد حاولنا أن نحل أزمة كهرباء منذ مدة طويلة. وإذا أردنا اليوم أن نتحدث عن هذا الموضوع بلغة العقل، فهذا ممكن. لكن إذا أردوا أن يفتحوا “عصفورية” ويطلقوا التهديدات على الدوام، فإني أقول إننا لا نخاف إلا من الله سبحانه وتعالى، والله معنا”.
وتابع: “نحن مستمرون في المعارضة، ونعتبر أن الرئيس نبيه بري يلعب دورا كبيرا جدا، لا لأنه يأخذ وجهة نظرنا، بل لأن لديه حكمة ويعرف كيف يتعاطى مع الناس ويعرف كيف يوجه كلمة إذا كان هناك أمر ما يجب أن يحصل. نحن مع وليد بيك وننسق معه ومع كل الأفرقاء، ليس بهدف تكوين جبهة معارضة، كما يعتقد البعض، بل من أجل مصلحة الناس ونقطة على السطر”.
وأردف: “صحيح أن هناك أخطاء حصلت في السابق، لكن هناك من يريد أن يحمل سعد الحريري كل هذه الأخطاء. كلا، سعد الحريري يتحمل الجزء الذي كان موجودا فيه، لكن هناك أناس عطلوا البلد لسنين وسنين وخربوا البلد، ويأتون اليوم ويحدثوننا بالعفة”.
سئل: ألا تتخوف من أن يتحول موقفك هذا من النائب جبران باسيل إلى مواجهة حادة معه؟
أجاب: “أصلا جبران باسيل غير موجود، إلا لأن هناك حزب الله، فهذا هو جبران باسيل”.
سئل: ماذا لو حصلت مواجهة في الشارع بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”؟
أجاب: “لن تكون هناك مواجهة، فهل نزل تيار المستقبل ولو لمرة واحدة منذ أيام رفيق الحريري في مواجهة أحد في الشارع. لقد نزلنا في السابق بمظاهرات سلمية لتحرير البلد من السوريين، نزلنا لكي نطالب بالحقيقة عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري، هذا هو تيار المستقبل”.
قيل له: اليوم، باتت المواجهة عنيفة بين الشارع والجيش والأجهزة الأمنية، وهذا الجمهور بجزئه الأكبر جمهورك؟
أجاب: “بداية، هذا ليس جمهوري، فجمهوري لا يكسر ولا يقتل. جمهور رفيق الحريري ومحبو رفيق الحريري لم يؤذوا أحدا في حياتهم. جمهور رفيق الحريري وسعد الحريري يبني، ولا يدمر. جمهورنا هو من يفكر ويصبر ويعرف كيف أن المنطقة ككل تعاني، وكيف يمكننا أن نخرج من هذه الأزمة والمصيبة التي ضربت البلد. جمهورنا لا يكسر، الذين يكسرون في طرابلس هم ربما أهلنا وأولادنا، ولكن أتمنى عليهم ألا يفعلوا ذلك. مع التأكيد أن هناك وجعا وحرقة قلب،. لكن الحل ليس بالتخريب ولا بالإلغاء، بل بأن نجلس سويا لنجد حلا للبلد ككل”.
سئل: جمهورك اليوم يلومك لأنك لم تقلب الطاولة على رأس الجميع؟
أجاب: “جمهوري هو الذي طالبني بالاستقالة. أنا اليوم مرتاح وضميري مرتاح. لقد نفذت ما طالب به الثوار. واليوم، هناك حكومة يجب أن تستمع الى ما يريدونه وتلبي لهم مطالبهم”.
سئل: كيف تقيم عمل حكومة الرئيس حسان دياب؟
أجاب: “هناك عمل تقوم به هذه الحكومة، لكني لا أفهم لماذا الرئيس دياب “حاطط حطاطو” تحميلنا مسؤولية 30 سنة؟ ولماذا يتحدث بنفس كلمات جبران باسيل ورئيس الجمهورية؟ حين أتى لزيارتي لم يتحدث هكذا، بل أعرب عن مدى تقديره لرفيق الحريري ولآل الحريري. خلال الثلاثين سنة الماضية وقعت أخطاء، وهم اليوم يتحدثون عن حاكم مصرف لبنان والمصارف ويريدون تحميلهم المسؤولية، لكن من استدان 90 مليار دولار؟ أليست الدولة اللبنانية من استدان؟ 45 مليار دولار منها انفقت على الكهرباء، فهل أستطيع أن أعرف لماذا؟ أنا أعرف لماذا، لكن هل يمكنهم أن يشرحوا للشعب اللبناني الأسباب. على الرئيس حسان دياب أن يقوم بعمله، ولا نطلب منه أكثر، وأنا قلت إنني لن أتكلم قبل مضي مئة يوم على تشكيل الحكومة ولامني كثيرون على ذلك”.
سئل: هل هناك تفريط بصلاحيات رئيس الحكومة برأيك؟
أجاب: “هل بقي هناك من صلاحيات؟”.
قيل له: لكن دور “حزب الله” في الحكومة اليوم متماه مع الرئيس نبيه بري؟
أجاب: “المشكلة في البلد اليوم هي بممارسات جبران باسيل، فمن يحميها؟ وحزب الله معظم الوقت لا يوافق عليها بالتأكيد، لكن في النهاية يتحمل الحزب المسؤولية لأنه يحمي جبران باسيل”.
قيل له: لكن هناك أشخاص متألمون يموتون جوعا؟
أجاب: “لذلك، أدعو إلى البحث في أساس المشكلة. لا بد من التوجه إلى صندوق النقد الدولي لأنه الحل الوحيد. أما بالنسبة إلى شروطه فعليهم اجراء مفاوضات معه ويكونوا شفافين مع الناس. وإذا كان ذلك يحل المشكلة ويريح البلد، فالناس سيقبلون به، وأنا شخصيا كنت سأقوم بذلك”.
سئل: يقال إن العهد يستفرد بفريقك ويريدون محاسبته؟
أجاب: “أهلا وسهلا. عن أي محاسبة يتكلمون؟ حتى العفو العام حولوه إلى مسألة طائفية بين مسلم ومسيحي، فهل هناك أغبى أو أوقح من ذلك؟ أفهم أن يرفض البعض العفو العام عمن قتل عسكريين. وأنا أيضا لا أوافق على العفو عنهم وأتمنى حتى أن يحكموا بالإعدام، لكني لا اقبل بأن يرفض البعض العفو العام اعتباطيا، فهناك محكومون بقضايا مخدرات لا تتجاوز أعمارهم ال16 عاما، فهل يجوز أن نتعاطى معهم بهذه العقلية؟ البعض يناقش هذا الموضوع بعنصرية، ومعروف من هو العنصري”.
سئل: هل هذا يعني أننا متجهون نحو المزيد من التأزم؟
أجاب: “كلا، ليقدموا خطة جيدة إلى البلد، ونحن نسير بها”.
قيل له: لكن الدولار وصل الى 4000 ليرة؟
أجاب: “أعرف ذلك، لكن هناك عمل ينجز، فلنر إن كانت هناك أمور إيجابية فسنسير بها. لا يعتقدن أحد أننا نمسك السلم بالعرض. نحن حين نعارض فلمصلحة البلد نقوم بذلك، ولسنا كغيرينا ممن يعارض لمصلحته الشخصية السياسية البحتة ولا يهمه البلد ولا الناس ولا أن يكون الدولار قد وصل إلى 4000 ليرة أو أكثر. نحن سننظر إلى الخطة الاقتصادية التي قدمتها الحكومة، وإذا وجدنا فيها أمرا إيجابيا فسنسير بها، فهذا هو الفارق بيننا وبين غيرنا الذي إذا قدمنا نحن خطة كان ليرفضها تلقائيا فقط لأن سعد الحريري هو من قدمها”.
قيل له: يتحدثون عن أجواء دولية إيجابية؟
أجاب: “أهلا وسهلا، فليتفضلوا وينظموا المؤتمرات، هل أنا من يمنعهم؟ إذا كان بالفعل المجتمع الدولي يريد ذلك، فهل سعد الحريري سيمنعه أو يعرقل تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر؟ قبل أن أصل ببضعة أيام، بدأت حملة ضدي تقول إني آت لإسقاط الحكومة وغيرها”.
سئل: هل أنت مع إسقاط هذه الحكومة؟
أجاب: “إذا فشلت بالتأكيد مع إسقاطها بشكل شنيع”.
سئل: إذا سقطت هذه الحكومة وأعيد تكليفك، فهل أنت جاهز لهذه المسؤولية؟
أجاب: “مع جبران باسيل كلا”.