عبير شمص – ليبانون تايمز
مع بداية أزمة كورونا وتفاقم الوضع الاقتصادي ، قامت محافظة بعلبك-الهرمل بشخص المحافظ بشير خضر بمبادرات مختلفة لمساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم وكانت المبادرة الأبرز في هذا المجال انشاء مركز لتجميع الأدوية في دورس عند مدخل بعلبك الجنوبي، الهدف الأساسي منه مساعدة المرضى الأكثر فقراً وحاجةً للدواء.
وكان سعادة المحافظ قد أعلن في وقت سابق أنها مبادرة لتجميع الأدوية وتقديمها مجانا للناس الأكثر فقرا، مشيراً إلى “نقص في أدوية الأمراض المزمنة، لأنه بالإجمال لا يتبرع أحد بهذه الأدوية لان من يملكها يحتاجها، ولكننا تمكنا من تأمين أدوية لإحدى حالات مرض السرطان، وبالتأكيد ليس كل شخص بحاجة إلى الدواء سيجد طلبه لدينا، ولكننا نعمل على تجميع ما أمكن من الأدوية للتخفيف عن الناس، وسنستمر في مبادرتنا وعملنا”، لافتا الى أن “المركز ليس صيدلية وليس مستودعا للأدوية، وإنما هو مركز تجميع للأدوية سيتم توزيعها وفق آلية على المرضى عبر عدد من المستوصفات ضمن نطاق المحافظة.
وفي هذا السياق أكد اختصاصي الأعصاب والمتطوع لإدارة المركز الدكتور محمد الحسيني في حديث لموقع ليبانون تايمز أن المركز يضم فريقا من المتطوعين ذوي الاختصاص يقوم بتجميع الأدوية، والقسم الأكبر منها حصلنا عليه من صيدليات ومراكز صحية ومستودعات أدوية، بالإضافة إلى الكثير من الناس الذين قدموا أدوية من منازلهم لا حاجة لهم بها، مشدداً على أن الهدف من هذا المركز تخفيف الأعباء المادية عن المحتاجين لهذه الادوية وغير القادرين على تأمينها، وهو خطوة ومبادرة مهمة من المحافظ لمساعدة الناس والوقوف إلى جانب المريض لا سيما في الوقت الراهن. وحول آلية توزيع الدواء، أكد الحسيني انها آلية تراعي الأصول وسلامة الأداء، لافتاً إلى أنه تم تأمين ٨٠ إلى ٩٠٪ من أصناف الأدوية، بعضها تحتاج إلى تبريد كانت مخزنة ومبردة بشكل سليم، يتم نقلها من الصيدليات والمستودعات والمراكز الصحية بواسطة جهاز تبريد نقال، وتوضع في المركز ببراد خاص مؤمن له التيار الكهربائي على مدار الساعة.
وحول مفهوم الأكثر فقراً وحاجة يؤكد الحسيني أنه الشخص غير الموظف والذي لا عمل له ولا معيل له، ولا جهة ضامنة تؤمن له الدواء، لافتاً الى ان الدواء يقدم في المركز من قبل صيدلي، وبناء على وصفة طبية، والمريض الذي لا يملك الوصفة ستتم معاينته من قبل أحد الأطباء المتطوعين لتحديد الدواء المناسب”.
والمبادرة كانت عابرة لحدود محافظة بعلبك الهرمل إذا صح التعبير ان لجهة تجميع الدواء أو توزيعه، حيث لفت الحسيني إلى أن المشروع لاقى متبرعين بالدواء من كافة المناطق اللبنانية من بيروت، الشوف، والهرمل ، والبقاع الغربي ، مشيراً أيضاً الى أن خدمات توزيع الدواء طالت مرضى من محافظات شتى وليس بعلبك-الهرمل فقط.
ختاماً، مهمة هي المبادرات التي تتعلق بصحة الإنسان والسعي إلى عدم حرمانه منها لا سيما في ظل انتشار وباء كورونا، ولعل هذه المبادرة اشعرت الناس بشيء من الطمأنينة التي تفقدها منذ زمن، على أمل أن تتضاعف المبادرات من هذا القبيل من الأطباء ربما لاستشارات مجانية، ومن المستشفيات لفحوصات مجانية رحمة بالناس لا سيما المرضى وخدمة للإنسان.