زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
تحاول الدولة اللبنانية جاهدة تقديم المساعدات الاجتماعية للتخفيف عن المواطنين، الذين لم يبرحوا بيوتهم منذ اجتياح فيروس كورونا لبنان، وقبله الى انتفاضة 17 تشرين الأول، وبالرغم من إعلانها بدء العمل من حوالي الشهر الا ان المساعدات لا تزال بعيدة عن مناطق عدة في لبنان ومنها النبطية، ولكن هل الـ 400 ألف تكفي المواطنين خاصة المقبلين منهم على شهر رمضان؟!
اشتكى أحد المواطنين من ضيق الأحوال الإقتصادية، قائلا انه “يحتاج شهريا بين 500 الى 600 ألف مواد غذائية واستهلاكية، وهذا قبل فيروس كورونا، والغلاء الحاصل”، اما في الوضع الراهن “800 ألف انشالله يكفوا”، مضيفا “صرلنا شهر منسمع بال 400 ألف والمساعدات، وين صاروا ولا كالعادة بتبيعنا الدولة حكي”.
لكن صاحب محل لبيع المواد الغذائية كان له رأي اخر، اذ طلب من المواطنين استبدال السلع مرتفعة السعر بأخرى اقل منها لتوفير المال، وهذا ما يقوم به عند شرائه المواد الغذائية لمحله، وأشار الى ان مبلغ ال 400 ألف رغم انه لا يكفي عائلة خاصة في شهر رمضان الكريم الا انه “بسد زاوية”.
عديد من المواطنين شكروا الدولة لمحاولتها القيام بالمساعدة في ظل وباء كورونا والانهيار الاقتصادي، وطالبوها بالإسراع في عملية المساعدة حتى تصل الى الفقراء في النبطية وجوارها، ليتمكنوا من صوم شهر رمضان وهم يعتريهم الشبع وليس الجوع.
اما اخرون فكان لهم عتب على بلدية النبطية واعتبروها تقوم بإذلال الفقراء على أبوابها لتعبئة استمارات في الوقت الذي يجب عليها معرفتهم دون الحاجة للذهاب اليها، واليه أوضحت بلدية النبطية لموقع “ليبانون تايمز” انها تعمل” بناء على قرار مجلس الوزراء والتعميم الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات ووزارة الشؤون الاجتماعية، التي تقوم على تعبئة استمارة خاصة بالمساعدات الاجتماعية، لذلك هي ليست مخولة تعبئة استمارات عشوائية، خاصة ان المعلومات المطلوبة بالاستمارة لا تملكها جميعها”.
وأكدت البلدية ان” الامر لا يحتاج الى اخذه بهذا المنحى السلبي، او اعتباره ذلاّ، فأكثر المواطنين ان لم يكن جميعهم، لا مردود لديهم في هذا الوقت الراهن، ومن حقهم ان يأخذوا مساعدات من الدولة اللبنانية”، وأشارت الى ان “العديد من المواطنين ممتنين للعمل الذي تقوم به الدولة والبلدية على حد سواء، واتوا الى المكان اللازم (مبنى المكتبة العامة في النبطية) لتقديم الطلب، ولكن البعض الاخر الذين كانوا مرتاحين اقتصاديا وضاقت احوالهم، يجدون عملية الظهور أمام الجميع لتعبئة استمارة صعبا، ونحن نتفهم ونراعي الوضع بشكل عام”.
وأضافت البلدية ان “العائلات الفقيرة بالطبع معروفة في المدينة، ولكن هناك عائلات جديدة تشعر بالضيق الاقتصادي، وتحتاج لمساعدة أيضا، ونحن لا نعرفهم جميعا، لذلك افضل حل هو اللجوء الى تعبئة الاستمارات لكل عائلة محتاجة، لان الوضع الراهن لم يعد يقتصر على العائلات الفقيرة فقط”.
وعن الإجراءات الوقائية المتبعة في ظل ازمة كورونا أكدت البلدية انها “تتبع جميع الإجراءات الاحترازية، في المركز المعتمد لتقديم الطلبات، من تعقيم الى ارتداء الكمامات والكفوف، واخذ الحرارة لجميع الوافدين”.
الحالة الاجتماعية والاقتصادية كانت جيدة في الأيام السابقة، وكانت العائلات بشكل عام تقوم بعملية تقشف كما سماها البعض لجهة المواد الاستهلاكية والغذائية، حيث قال أحد المواطنين “طبخة على يومين تلاتة ما بتضر”، ولكن مع اقتراب شهر رمضان، هل سيستطيع المواطن اكل طبخة لمدة ثلاثة أيام؟؟
في هذا السياق أوضحت بلدية النبطية ان “العمل في البلدية قائم (تعبئة الاستمارات)، ولكن لم تعطهم وزارة الداخلية والبلديات الوقت المحدد لبدء تقديم المساعدات الاجتماعية”، واستبعدت ان تتم العملية قبل بدء شهر رمضان الكريم”.
اذا لن تصل مساعدات الدولة الى النبطية قبل شهر رمضان، وعلى ما يبدو ان المواطنين سيستمرون في اتباع تقشفهم، او حتى الإفطار على “تمرة ولبن” لان الغلاء الفاحش القائم في لبنان، بعيدا عن اتخاذ إجراءات صارمة من الدولة اللبنانية لحدّه، سيمنع المواطنون من تقديم سفرة رمضانية كسائر الأعوام الماضية، هذا ان استطاع بعضهم، نظرا لحالتهم الاجتماعية المعدومة الحصول على تمر ولبن، وكالعادة تبقى الأيادي البيضاء والمساعدات الإنسانية رفيقة المحتاجين والفقراء في هذا الظرف الراهن.