خلود شحادة – ليبانون تايمز
بغصة يستقبل اللبناني شهر رمضان المبارك هذا العام. والوضع الاجتماعي، الاقتصادي، والصحي لامس القاع. بين وباء كورونا الذي فرض على الناس التزام المنازل دون عمل، ووباء الأزمة الاقتصادية الذي فتك بنصف الشعب، وجشع التجار يرزح المواطن اللبناني.
في جولة لموقع ليبانون تايمز على بعض “السوبر ماركت”، تم رصد الارتفاع “الخيالي” للأسعار. فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر مسحوق الغسيل (8 كغ) من 16000 ألف الى 32000 ليرة لبنانية. ولا ننتهي هنا، بل إنّ المسحوق نفسه، يصل سعره في محل آخر الى 37000.
وكما لوحظ أن كيس الحليب (1 كغ) في إحدى التعاونيات ارتفع سعره من 5750 ليرة لبنانية، الى 10000 ليرة لبنانية، ووصل الى 11500 ليرة في الثانية، و12500 في تعاونية الثالثة، بمسافة لا تتعدى بضع الكيلومترات بين قرية وأخرى جنوبي لبنان.
بدوره، أوضح صاحب احدى التعاونيات في الضاحية الجنوبية، أن ارتفاع الأسعار “الجنوني” الذي أصاب السلع والمواد الغذائية يعود الى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
ولفت في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أن كل شركة تسلّم التاجر حسب سعر الصرف في لحظة التسليم.
وأضاف قائلاً: “تجار الجملة مش عم يرحموا حدا بالأسعار”، مشيراً الى أنهم يستغلّون الوضع، فالعديد من السلع متوافرة لديه قبل ارتفاع سعر الصرف، لكنه يبيعها بسعر الصرف الجديد.
وعن السلع اللبنانية التي ارتفعت أسعارها، أوضح أن المواد الأولية مستوردة، وهم يستوردونها بالدولار فبالتالي تجبر المصانع اللبنانية على رفع أسعارها.
وشدد على أن أسعار السلع اللبنانية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 40 و 50%، أما السلع المستوردة فارتفعت ما يزيد عن 100%.
هي كارثة بكل ما للكلمة من معنى، لخّصتها فاطمة قائلة: “هالسنة الفقير ما رح يقدر يفطر متل كل سنة بسبب احتكار التجار يلي ما بيخلص… الله يعين العالم”.
أما علي، فأكد “أننا لا نستطيع الاستغناء عن العديد من السلع، ولكن سنلجأ الى ترشيد استهلاكنا لها”.
بدورها، أشارت سارة الى أنه على الرغم من الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم والخضار الا أنه لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن لا بد من الاستغناء عن “الجلاب” والحلويات التي تعتبر من الكماليات.
وتمّنت ثروت، أن يكون بإمكان المواطن تحضير افطار فيه الحد الأدنى من حاجات الجسم اليومية من الغذاء.
أما أمل ورحاب، فاعتبرتا أن التجار بالأحوال الطبيعية كانوا يرفعون الأسعار قبل شهر رمضان المبارك، فكيف في ظل هذه الأزمة، والأسعار مرتفعة أساساً!.
وعلي، أكد أنّه سيستغني عن شراء اللحمة والحلويات والجلاب بعد أن خسر عمله بسبب الأزمات المتتالية.
بيوت كثيرة صامت قبل قدوم شهر رمضان، ينام أفرادها بأمعاء خاوية، وبطون التجار والمحتكرين متخمة بأوجاع الناس ومآسيها. وضمير انساني بات في سبات عميق، لا يسمع أنين الفقير…!