بتول فواز ـ ليبانون تايمز
مع حلول شهر رمضان المبارك، يعيش الفرد حالة من التخبط الداخلي، حول تبدّل نمط حياته، ولو كان لفترة ثلاثين يوماً، ففكرة إتباع قواعد جديدة، دائماً مُقلقة، خاصة لأولئك الذين يتبعون نظاماً صحياً، يهابون فكرة زيادة الوزن، بعد مشقة 11 شهراً من الصرامة الغذائية.
مما لا ريب فيه، أن الصيام هو طريقة مثالية لحل عدة مشاكل صحية، خاصة إذا تم بقواعد صحيحة، فبعد صيام ساعات طويلة نهاراً وفي حال تبعها إسراف في الأكل أو تناول دسم، قد يؤدي ذلك لعسر الهضم والإرهاق والتخمة.
في هذا الصدد، أكدت أخصائية التغذية آلاء شعيتاني، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أنه في الشهر الفضيل، يمتنع الجسم عن الأكل لمدة 16 ساعة، وهو قادر فقط على تخزين السكر لمدة 8 ساعات قبل ذوبانه، وبالتالي تبدأ عملية البحث عن بديل للحرق وصرف الطاقة، ويكون البديل هو الدهن، وهكذا تبدأ عملية خسارة الوزن، فضلاً عن إبتعاد بعض الأشخاص عن وجبة السحور، وعدم أخذ كفايتها خلال وجبة الإفطار، معتبرةً أن الحل الأفضل هو التخطيط المُسبق لنوعية الطعام الواجب تناولها، وقالت: الأجدر إختيار الأطعمة التي تساعدنا على تخزين طاقة لوقت طويل، كوجبة سحور، مع العلم أنها أطعمة تمتلك الكثير من السعرات الحرارية، مثل فاكهة الأفوكادو، زبدة الفستق.. ولكنها قادرة على إشباع حاجات الجسم.
ولفتت إلى أن زيادة الوزن تعود إلى عدم إنتظام النوم لدى الشخص، تناوله وجبة الإفطار بشراهة وبدون وعي، تناول الكثير من الحلويات، عدم ممارسة الرياضة، مشددةً على ضرورة متابعة الأشخاص للأسباب التي تساهم في زيادة أوزانهم ومعالجتها.
وتابعت شعيتاني: النظام الغذائي الصحي الواجب إتباعه خلال شهر رمضان المبارك هو كالذي ما قبله، فنعتبر المقبلات بديلة عن وجبة الفطور، وجبة الإفطار بديلة عن الغذاء، ووجبة السحور بديلة عن العشاء، ما يحصل في الشهر الفضيل هو تفكيرنا المفرط بأننا لا نأكل لوقت طويل، وبالتالي نريد تعويض ما فاتنا من وقت وأكل كل ما تشتهيه أنفسنا، لذلك علينا التفكير بأن شهر رمضان هو 30 يوماً وسنواصل نمط حياتنا اليومي، وهذه الفكرة تبرز كمحفّز أساس لنردع أنفسنا عن الأكل بشراهة، حتى أن نحرم أنفسنا ليست بفكرة صائبة، لأن الجسم يقوم عندها بردة فعل معاكسة، ويرتفع معدّل الجوع لدينا، الأفضل أن يكون الإعتدال سيّد الموقف.
وفضّلت بدء الإفطار بحبة تمر، التي تزوّد الجسم بالبوتاسيوم، ويُخفّض شعور العطش، فضلاً عن رفعه معدّل السكر تدريجياً في الدم، بعدها تناول الشوربة (العدس- الخضار- الدجاج) أي الشوربة الغنية بالألياف، مضيفةً: من يستطيع أخذ فاصل صغير بين أصناف الطعام خلال وجبة الإفطار فليفعل، لنمتحن شعور الشبع لدينا، لنتجنّب الوقوع في فخ زيادة الوزن، وعدم الشعور بالإرهاق والتخمة.
وفيما خص موعد ممارسة الرياضة، نفت أخصائية التغذية مقولة “ممارسة الرياضة قبل الإفطار تساهم في حرق الكثير من الدهون”، بحسب الدراسات، موضحةً: ممارسة الرياضة تختلف من شخص لآخر، وذلك بحسب قدرته على صرف معدل طاقة، قبل الإفطار أو بعده، من لم يعتَد مزاولة الرياضة بقساوة، لا يظلم نفسه في هذا الشهر، يكفيه أن يمشي بعد الإفطار لمدة نصف ساعة لساعة، ثلاث أو أربعة مرات في الأسبوع.
وأردفت: يجب الإبتعاد عن كل ما هو مقلي بالزيوت، لنعتاد على وضع الأطعمة في الفرن بمعدل زيت ضئيل، اللجوء إلى الخبز الأسمر، السكر الطبيعي وليس المحليات الصناعية، نلجأ إلى صنع الحلويات في المنزل، والتي تكون واضحة المقادير بالنسبة لنا، ولا بد من الإبتعاد عن كل ما هو ملىء بالبهارات، خاصة خلال وجبة السحور.
وأشارت إلى ضرورة إشباع جسمنا بمعدل السكر، الذي هو بحاجة إليه، من خلال تناول النشويات “القمحة الكاملة” (القمحة البعيدة عن التصنيع، مع قشرتها) ، المعكرونة السمراء، الرز الأسمر، الفاكهة الكاملة وليست العصائر، صحن سلطة فاكهة، الفواكه المجففة.
من هنا، يتأكد للصائم أن شهر رمضان المبارك، ما هو إلا فرصة ثمينة لتعديل وتصحيح العادات الغذائية وعلاج الجسم من الكثير من الأمراض المتفشية والتخلص من الوزن الزائد، بحسب حجم الإرادة التي يتمتّع بها.