الدكتور أحمد جابر
*صراع روسيا سعودية ادى الى زيادة انتاج النفط وبالتالي انخفاض سعره
*الكورونا وتوقف العجلة الاقتصادية ادى الى انخفاض الطلب العالمي على التفط مما ادى الى انخفاض سعره
*مخزون كبير من النفط في المخازن الاميركية تم التخلص منه
عاش النفط الأميركي، المعروف باسم «خام غرب تكساس الوسيط»، أسوأ أيامه على الإطلاق. فلأول مرة في تاريخه ، بيع بسعر «تحت الصفر»، أي أن شركات انتاج النفط الأميركي دفعت من أموالها الخاصة إلى المشترين عن كل برميل من النفط باعته إليهم ، بدلاً من أن تتقاضى منهم الثمن.
بشكل عام أن منتجي النفط ، لا يزالون يعانون انخفاضاً فادحاً في الطلب على مُنتَجهم، وفي الوقت نفسه لم يعد لديهم المزيد من المساحات الكافية لتخزين النفط، إذ باتت منشآت تخزين النفط حول العالم شبه ملئى بسبب عمليات التخزين المستمرة منذ ما يزيد عن شهرين بعد انخفاض سعر الخام بسبب كورونا. وهذا ما يفسر التداول بسعر البرميل الأميركي بمستوى تحت الصفر . أن من لديه العقد سيطالب بدفع تكاليف التخزين والنقل وغيرها من النفقات، وتداول العقود بالسالب يعني أن البائع مستعد أن يدفع للمشتري مقابل امتلاك العقد وهو أقل تكلفة للبائع من تكاليف امتلاك النفط وتخزينه.
ولا يستطيع المنتجون التوقف تماماً عن الانتاج ولو لفترة مؤقتة، لأن معنى ذلك ببساطة كارثة اقتصادية ، توطئةٍ لإعلان إفلاسهم . وبالتالي، فليس أمام شركات الانتاج سوى الاستمرار في العمل والبيع، ولو بالخسارة، انتظاراً لتعويض الخسارة لاحقاً عند تعافي الأسعار بعد انحسار كورونا.
لا بد من الإشار الى يوم الثلاثاء الموافق ل 21 نيسان هو آخر يوم لبيع عقود النفط الأميركي الآجلة تسليم أيار، ما يعني أنه اعتباراً من يوم الأربعاء لن يجري آي تداول على عقود أيار، وسيقتصر التداول على العقود الآجلة تسليم حزيران وتسليم تموز فقط فقط. بتبسيط أكثر فإن ما حصل يعزى بشكل اساسي بسبب جود اقتراب الموعد النهائي للتداول بعقود ايار. فكلما اقترب موعد اليوم الأخير لتداول العقود الآجلة لتسليم شهرٍ ما، كلما تدنى سعر الخام.
والعقود الآجلة تسليم حزيران وتسليم تموز لم تشهد هذا الانحدار الكارثي الذي شهدته عقود أيار في آخر يوم . فلا زالت تُبَاع بأسعار إيجابية، وإن كانت لا تزال متدنية، إلا أنها لم تتراجع دون الصفر. ففي نفس هذا اليوم التاريخي فقد بيع النفط الأميركي تسليم حزيران «آخر موعد للتداول عليه هو الــ 19 من أيار المقبل» بسعر 20,43 دولار للبرميل، فيما بيع النفط الأميركي تسليم تموز بسعر 26,18 دولار للبرميل.
النفط يتم تسعيره وبيعه وشراؤه بالدولار الأميركي, والعلاقة بين أسعار النفط الخام وسعر صرف الدولار هي علاقة عكسية بالدرجة الأولى , اي ارتفاع اسعار النفط تؤدي الى انخفاض قيمة الدولار وانخفاضها يؤدي الى ارتفاعه.
وعلاقة طردية في بعض الاستثناءات. وعلى الدول الراغبة في الحصول على النفط أن تحصل أولاً على الدولارات اللازمة لتسديد قيمة النفط.
ويعتبر الارتباط بين النفط والدولار من المسلمات في الاقتصاد العالمي وهذا ما يعبر عنه بالبترودولار. ونظام البترودولار يمكن الولايات المتحدة من إنفاق عما يزيد عن دخلها. وتمويل العجز بسهولة.
انخفاض سعر النفط أو سعر صرف الدولار يعني انخفاض عوائد الدول المصدرة له. مع انخفاض الدولار ترتفع قيمة العملات الأخرى، وهذا يعني أن الدول النفطية تحتاج إلى دولارات أكثر لشراء الكمية نفسها من السلع والخدمات من أوروبا وآسيا، وهذه هي حالة انخفاض القوة الشرائية لصادرات النفط.
ليس من مصلحة الصين وهي ثاني اقتصاد في العالم ، شراء البترول بغير الدولار لأن الولايات المتحدة تعتبر أكبر سوق لمنتجاتها. وتشتري الصين السندات الأميركية لكسب فائدة وتسترجع أميركا الدولارات لشراء المزيد من الصادرات.