علي شفيق مرتضى
فيروس كورونا كان كفيلاً لكشف ضبابية معظم الأنظمة في العالم لجهة صلابة البنية التحية الإقتصادية وجهوزيتها في حال حدوث “المكروه” كما هو حاصل اليوم.
لبنان هو واحد من محور المعركة، لكن المعجزة ان خطر الوباء لم يكن بحجم تلك الدول التي فتك بها الوباء.
إن مقدار الحرب الفيروسية التي يخوضها لبنان كانت كفيلة بكشف بناه التحتية الإقتصادية المُنهارة اصلاً فكانت تأكيد المؤكد وقطع الشكوك بإنهياره، في المقابل استطاع لبنان بإمكانياته المتواضعة إحتواء الفيروس ومنع انتشاره بخطط حكومية وحزبية .
بالعودة الى الوضع الإقتصادي، دخل لبنان لعبة السيّرك والمشي على الحبال، وهذا وصف يفوق وصف لبنان على حافة الهاوية، إذ أن اليوم وبعد إنقطاع سُبل العيش لكثير من اللبنانيين ، وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وظهور المحتكرين بشتى المجالات، و”زعرنات” المصارف وحجز أموال الناس، يجعل من الناس قنابل انتهى توقيتها قابلة للإنفجار في اي لحظة.
حركة امل هي من الاوائل الذين بادروا بتوجيهات رئيس حركة امل نبيه بري بطريقة إستباقية في هذه الحرب البيولوجية والإقتصادية، فأنشأوا خلية أشبه بخلية النحل تُعنى بكافة المجالات، الطبية والوقائية واللوجستية وغيرها، ومدّ يد العون لمن زلّت به القدم بسبب الاوضاع المأساوية وعبر إنشاء برنامج تكافلوا الإنساني الجريء الذي يطال المنضويّن تحت حركة امل قبل غيرهم كمتبرعين للمساهمة في مساعدة العائلات الفقيرة، بالإضافة أنهم لم يوفروا جهداً بكافة المجالات التربوية والإقتصادية والنقابية وغيرها.
أما في السياسة العامة التي تتطلّبها هذه المرحلة، فقد تفرّد بها الرئيس بري على الساحة اللبنانية، فكانت له المواقف الإنسانية الصلبة ، كعودة اللبنانيين من الخارج، والوقوف في وجه المصارف وألاعيبهم والحفاظ على حقوق الناس والوقوف سداً منيعاً لحفظ مياه وجه اللبنانين وبالتالي الإستقرار النسبيّ في زمنٍ أقل ما يقال به إحذروا صولة الكريم إذا جاع.