نجح علماء من معهد دانا فايبر في صناعة أولِ خريطة مرجعية للتفاعلات الحيوية التي تحدث داخل جسم الإنسان، ما يفتح آفاقا جديدة لعلاج الأمراض المختلفة.
وذكرت النسخة العربية من مجلة ساينتفك أمريكان إن جسم الإنسان يتكون من بلايين الخلايا الحية التي تتفاعل بعضها معَ بعض. لكن العلماء يحتاجون إلى خريطة مرجعية للتفاعلاتِ بينَ البروتيناتِ المشفرة بالجينات تتكون منها الخلايا وتقومُ بالدورِ الأهمِّ في تلكَ التفاعُلات.
وبعد جهد كبير، استمر طيلةَ نحو 25 عاما، نجح علماء من معهدِ دانا فايبر في صناعة أول خريطة مرجعية للتفاعلات الحيوية التي تحدثُ داخلَ جسم الإنسان.
وأوضحت المجلة أن أكثر من 80 باحثا في الولاياتِ المتحدةِ وكندا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها من دول العالم، شاركوا في صناعة تلك الخريطة.
وحسبما ورد في دورية نيتشر، تصِف الخريطة أكثر منَ 52 ألف تفاعل بينَ 8275 بروتينًا بشريا. ما يجعلها أطلسا مرجعيا يعد الأضخم منْ نوعِه حتى الآن.
لدى البشرِ حوالَي 20 ألف جين مشفر للبروتين، لكن العلماء لا تزال معرفتهم قليلة بمعظم البروتينات المشفرة عبر تلكَ الجينات. ويمكنُ استخدامُ خريطة التفاعُلِ البشري تلك للتنبؤ بوظيفة البروتين والحصول على أدلة حولَ وظيفتِه منَ البروتيناتِ التي يتفاعلُ معَها.
تكشف البياناتُ بالفعلِ عن رؤى مهمة مثلَ الأدوار الخلويةِ الجديدةِ للبروتيناتِ البشريةِ وما الذي يحدثُ على المستوى الجزيئي لتحفيزِ المرض.
ومن خلال دمج بياناتِ تفاعُلِ البروتينِ معَ التعبيرِ الجيني الخاص بالأنسجة، تمكنتِ الفرق من تحديد شبكات البروتين الكامنةِ وراء تطوير وصيانةِ الأنسجةِ المختلفة، وكشف أهداف علاجية جديدةٍ للأمراضِ الوراثيةِ المتنوعةِ بما في ذلكَ السرطانُ وربما الأمراض المعدية أيضا.
ويمكن استخدام تلكَ الخريطة أيضا في الكشف عن الآليات الجزيئية التي تسبب معظمَ أمراض التنكس العصبي.
على الرغم من أن الخريطةَ هي الأكبر من نوعِها حتى الآنَ، لا تزال الخريطة غير مكتملة، إذ تمثل ما بين اثنين إلى أَحَدَ عَشَرَ في المئة منْ جميعِ تفاعلات البروتينِ البشري.