زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
تغلغل فيروس كورونا في بشري، ما دفع البعض لوصفها بـ”ووهان” اللبنانية، وهو وصف لا يليق بمدينة تحارب قدر الامكان فيروس حط بثقله على العالم اجمع، وتصوير البعض “بشري” بمشهد سوداوي، يقلل من عزم ابنائها، الذين باتوا بحاجة اعطاء تبرير ان المشهد مضخم، وجل ما يحدث، تشديد وقائي بعد الكم المكتشف من الإصابات.
في السياق اوضح النائب “جوزيف اسحاق” لموقع “ليبانون تايمز”، ان “الوضع في بشري لا يمكن وصفه بالجيد بحيث اننا تخطينا حدود الـ 50 اصابة، ولكن في الوقت ذاته لا يحمل هذا الكم من التضخيم، وفي زيارة وزير الصحة “حمد حسن” اليها ابدى تفاؤله من الوضع القائم”.
ومع اعلان رئيس بلدية بشري فريدي كيروز انه “ابتداء من صباح السبت 11 نيسان 2020 سيمنع الخروج من بشري والدخول إليها”، أشار اسحاق ان “بشري تقريبا معزولة، لتلافي اصابات جديدة، وسيتم التشدد اكثر، ونطلب من الاهل الذين يقطنون خارج بشري عدم القدوم اليها، والقاطنين فيها عدم الخروج منها، وذلك لضرورة تطبيق الاجراءات بحذافيرها”.
وحول عدد الاصابات التي تعتبر كبيرة الى حد ما اشار اسحاق ان “هناك عائلات مصابة وليس مجرد اشخاص، والمشكلة ان هناك تقاربا عائليا كبيرا وعاطفة وألفة في المنطقة، والعائلات تبقى مجتمعة، لذلك مصاب واحد ينقل العدوى لعائلته، والإلتزام بالإجراءات احتاج وقتا للاقتضاء به، ولكن المواطنين الان اصبحوا متعاونين ومتفهمين”.
ومع تسجيل 47 إصابة مؤكدة في البلدة والقضاء افاد مدير مستشفى بشري الحكومي “ادي رحمة” ان “المؤشر انخفض في بشري الى الان، والحالات تخضع للمتابعة والحجر المنزلي، وظهور هذا العدد من الاصابات سببه إرتفاع عملية إجراء فحوصات ال pcr”، موضحا ان “الإصابات الـ47 موجودة بين عائلات تعيش مع بعضها البعض وتتشارك مبنيين سكنيين، وبالتالي يمكن القول إنّ عدوى كورونا محصورة أساساً في مبان معيّنة، وليس بأحياء ولا شوارع. وهو ما يساعد على مكافحته”.
وطلب من المواطنين مساعدة البلدية بالبقاء في المنازل، معتبرا انه “طالما استطعنا محاصرة المصادر يمكننا ان نحصر الانتشار”.
وأكد رحمة ان هناك “12 اصابة متماثلة للشفاء، زالت العوارض منها، ولكن لن يتم الاعلان عنها رسميا قبل التأكد 100%، واجراء الفحوصات اللازمة”.
ورفض رحمة التضخيم الاعلامي المحيط بـ”بشري”، مشيرا الى انه “يحدّد مسار بشري نهار الاحد او الاثنين عند ظهور النتائج، وعليه يصار الى القول ما إذا كانت بشري بخطر او تمت السيطرة”.
الواضح ان الخوف من تفلّت الكورونا في المناطق يزيد يوما بعد يوم او اذا صح القول “خبرا بعد خبر”، جراء التضخيم الكبير المعتمد من بعض وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وبمعزل عن الخطر المحدق ببشري، الا انها تقوم بالإجراءات المناسبة، ولكن السؤال المطروح، ان كانت بشري قادرة ماديا على تأمين هذا الكم من الفحوصات، فهل ستستطيع مناطق اخرى تأمينها، مثلا “عكار” او “طرابلس” ان بقي الفلتان مستشريا بها دون القدرة على ضبطه، وكيف ستتعامل الحكومة مع المناطق المستهترة في ظل تمديد حالة التعبئة العامة، فلا يمكن ان يتم الاتكال على “العين الإلهية الحارسة”، ان كان هناك من يرمي نفسه في الجحيم.