غسان همداني – ليبانون تايمز
ضحايا وباء الكورونا كثر، ومن أبرز ضحاياه المعلمون في القطاع الخاص، وكأن هؤلاء لم يكن ينقصهم الا الوباء ليزيد من معاناتهم.
أساتذة القطاع الخاص لم ينالوا الزيادة التي أقرتها الحكومة في مرحلة سابقة، نتيجة تسويف من إدارة معظم المدارس الخاصة والقيمين عليها، متذرعة بأسباب أفاض بشرحها الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، الناطق الرسمي باسم اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان، في ظل استنكار خجول من نقابتهم، وغياب تام لوزارة التربية.
مع بداية الحراك في لبنان، وإقفال المدارس، سواء بقرار من وزير التربية، أو بفعل قطع الطرقات، توقفت معظم الإدارات عن دفع مخصصات الأساتذة، بحجة عدم دفع أهالي الطلاب الأقساط المدرسية، وبالرغم من عودة هذه المدارس الى العمل، بعد تشكيل الحكومة، الا ان جزءا كبيرا من هذه المخصصات لم يسدد.
تجددت معاناة الأساتذة، مع عودة اقفال المدارس بسبب وباء الكورونا، حُجبت الرواتب، لنفس الحجة، علما ان الأساتذة لم ينقطعوا عن التواصل مع الطلاب، بطلب من الإدارة، ويزداد الخوف من قرار إنهاء العام الدراسي، وترفيع الطلاب، مع ما يعنيه ذلك من توقف الأهل نهائيا عن دفع الأقساط، وبالتالي حرمان الأساتذة من رواتبهم.
أساتذة القطاع الخاص، متروكون في صحراء الحياة لوحدهم، بالرغم من وجود نقابة يقال انها تمثلهم، يكتفي رئيسها بالاستنكار، شأنه شأن الأمين العام للأمم المتحدة، يمشون درب جلجلتهم، يحملون صليبهم على ظهورهم، يعيشون كربلائهم، يرفعون مشعل العلم، يتفانون بالتضحية، لا يبغون سوى حقهم المكتسب، الذي تصادره المدارس الخاصة، لتزيد مكاسبها، وتملأ خزائنها الملأة أساسا.
على آمل أن تقوم وزارة التربية بدورها، فتتحرك لإلزام المدارس الخاصة بدفع مستحقات الأساتذة، لا يبقى للأساتذة سوى الابتهال الى الله ليشملهم برحمته، بعدما منعت عنهم رحمة المدارس الخاصة.