أقامت الجماعة الإسلامية في شحيم، في قاعة الشيخ ميمون زرزور في مركز الدعوة الإسلامي في شحيم، إفطارا تكريميا للفاعليات العامة في البلدة بحضور رئيس الدائرة السياسية في الجماعة الإسلامية النائب السابق عماد الحوت حيث ألقى كلمة رأى فيها ان “رمضان ليس شهرا في العام، وانما كما قال الأديب الرافعي هو مدرسة الثلاثين يوما، نتعلم في كل يوم فيه خلقا وقيمة جديدة نستعين بهما لننهض بمجتمعنا ونغير بحالنا، فهو شهر الإرادة والتغيير”.
وقال: “أكثر ما نكون سعادة في شهر رمضان، هو تصفيد الله تعالى لشياطين الجن في هذا الشهر، ولكن ماذا نفعل وشياطين الإنس يصرون على ان يستمروا في لهوهم ويسرحون ويمرحون. فمن مشاهد انفلات شياطين الإنس في بلادنا، الأول مشهد تسييس وتطييف أحد أهم أعمدة إستقرار أي بلد، وأعني بذلك الأجهزة الأمنية والقضاء. بلد يتم تسييس القضاء فيه، يصبح بلدا لا ثقة للمواطن بأي أمر يتم فيه. ان المشكلة ليست بحكم من هنا او تنازع بين اشخاص من هناك، المشكلة في المشهد الذي رأيناه في المحكمة العسكرية مؤخرا، انه يمر بالمرافعات ان هناك ملفات تحصن لبعض الناس، ثم لا يتوقف أحد عند هذا المعنى. كيف يثق المواطن بعد ذلك وهو يعلم ان هناك ملفات تحضر، والقضاء يصدر أحكامه وفق هذه الملفات؟ ثم يطلب منه بعد ذلك ان يثق، بأي إجراء؟ وبأي حال يا ترى؟ كم من بريء اليوم في السجن؟ نتيجة وشاية مخبر وملف قد ركب، وكم هو عدد الإسلاميين الموقوفين ظلما نتيجة هذا المخبر الذي يقبض آخر الشهر ثمن إخبارياته؟ وذاك الذي يتقن صنع الملفات، ثم بعد ذلك يطلب منا ان نثق بأحكام تصدرها المحكمة العسكرية، كيف يكون من المقبول ان تتفاوت الأحكام بين الرحمة لعميل، أو مراعاة لمجرم كان ينقل المتفجرات ليقتل الأبرياء؟ او التشدد الدائم بحق الموقوفين الإسلاميين ولو أوقفوا بشبهة او بإخبار، المشكلة ليست في القضاء العدلي الذي تحكمه قواعد عدالة واحدة، يبقى تجاوزها حالة إستثنائية، إنما المشكلة في القضاء العسكري الذي يملك ان يصدر حكمه دون تعليل. لذلك المطلوب وفي أسرع وقت ولإستعادة ثقة الناس بالقضاء وبدولتهم، وقف صلاحية المحكمة العسكرية على المدنيين”.
أضاف: “المشهد الثاني، مشهد توتير طائفي وسجالات طواحين هواء خدمة لطموحات شخصية، رئاسية أحيانا ومالية أحيانا أخرى، وهي تخفي في داخلها إستهداف اتفاق الطائف بالممارسة وليس بالنصوص. ان هذا النوع من الممارسة السياسية هو دليل فشل، اذ وحده الذي لا يمتلك رؤية واضحة يمكنه من خلالها اقناع جمهوره، فيلجأ الى التوتير الطائفي والى شد العصب وينبش القبور، وحده لا يمكنه العيش إلا على حساب الآخرين، ولمثل هؤلاء لا بد ان نؤكد ان لبنان سيبقى بلدا للتعايش وليس للأحقاد الطائفية، وفي الوقت نفسه لن نسمح لمنطق الإستهداف ان ينال من وجودنا او حقوقنا، فنحن كنا وسنبقى ملح البلد ولو كره الكارهون”.
وختم: “ان المشهد الثالث فهو تلك الضجة التي أثيرت حول صفقة القرن، او صفقة انهاء القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين، أو صفقة إعادة رسم خريطة المنطقة بعد انتهاء صلاحية سايكس بيكو. لقد نسي هؤلاء الذين يبشرون بهذه الصفقة او يستسلمون لها ان أمة قال عنها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام “الخير في وفي أمتي الى يوم القيامة”، ونسي هؤلاء ان شعوب الأمة يتعاملون مع فلسطين على انها وقف في عنق الأمة حتى تحريرها، ونسي هؤلاء ان هذه الشعوب ستبقى تعمل حتى يتحقق وعد الله عز وجل”.