عبير شمص – ليبانون تايمز
٣٥٠٠٠٠ نسمة في ١١٦ مدينة وقرية على مساحة ٣٠٠٩ كيلومتر مربع في محافظة بعلبك-الهرمل عانوا الحرمان بشتى ألوانه وأشكاله على مدار سنوات، هم اليوم أقل ما يتوجب على دولتهم طرفة عين في المجال الصحي تطمئن قلوبهم بأن الوباء لن ينتصر عليهم لغياب الإمكانيات.
جاءت خطوة معالي وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن في العمل على تجهيز المستشفيات الحكومية في كل الاقضية استعداداً لمواجهة تحديات انتشار فيروس كورونا لو حصل، ومن ضمن هذه المستشفيات مستشفى بعلبك الحكومي في قضاء بعلبك، ومستشفى الهرمل الحكومي في قضاء الهرمل.
في البداية، كان التوجه العام نحو مستشفى بعلبك الحكومي، وكانت الوزارة قد صنفته مستشفى خاصاً لمعالجة مرضى كورونا، وأعلنت جهوزيته لاستقبال أي حالة مشتبهة بكورونا، مع توفر كل الأمور اللوجستية لحضانة أو لعزل وحجر أي مريض، بالإضافة إلى جهاز فحص PCR الذي قدمه معالي الوزير للمستشفى من مختبره الخاص، وقد أعلن بتاريخ ٢٥ آذار أنه خلال 5 أيام يبدأ العمل لتشخيص كورونا في المستشفى.
وكان مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور حسان اليحفوفي قد أعلن في وقت سابق جهوزية المستشفى، حيث تم تجهيز قسم للكورونا لاستقبال 13 مريضا، ولدى المستشفى القابلية بتحويل كل الطوابق لاستقبال مرضى الكورونا فيصبح مجموع عدد الأسرة 60 سريراً حسب تطورات الحالة الوبائية، معلنا أن الحالات الصعبة سيتم نقلها إلى مستشفى الحريري الجامعي في بيروت، مشيراً إلى وجود تجهيزات للحماية مخزنة تكفي لمدة شهر، بإنتظار الوزارة والحكومة تأمين المزيد من التجهيزات للمستشفى.
وحسب الخطة الموضوعة من قبل وزارة الصحة، فأنه خلال هذا الأسبوع ستطلق الأعمال في مختلف المناطق والأقضية والمحافظات اللبنانية التي وضعت حيز التنفيذ بما فيها مستشفى الهرمل الحكومي التي جرى العمل على تجهيز قسم فيها هي الأخرى لاستيعاب مرضى الكورونا في حال وجدوا.
وحول هذا الموضوع يتحدث مدير مستشفى الهرمل الحكومي د.سيمون ناصر الدين لموقع ليبانون تايمز، مؤكداً ان مستشفى الهرمل الحكومي لطالما كانت وستبقى لخدمة أهلنا في منطقة البقاع عموماً والهرمل خصوصاً، لافتاً أننا اليوم وايماناً منا بالظروف والاوضاع التي تمر بها البلاد من تفشي وباء كورونا، وبتوصيات من وزارة الصحة العامة بشخص وزير الصحة ومجلس الوزراء نعلن عن تجهيز وافتتاح قسم خاص لمرضى الكورونا بتجهيزات خاصة في المستشفى.
ويضيف ناصرالدين أن تجهيزات هذا القسم تتمثل بأربعة اسرّة للعناية الفائقة وغرف للعزل ذات الضغط السلبي حسب توصيات منظمة الصحة العالمية بالاضافة الى ثلاثين سريراً للحالات التي لا تحتاج الى عناية مركزة ، لافتاً إلى أن القسم معزول عن الأقسام الاخرى في المستشفى، وله مدخل خاص خارجي مع غرفة خارج المستشفى لتشخيص الحالات معزولة عن المستشفى .
والجدير ذكره في هذا المجال أنه وانطلاقا من الاحساس بالمسؤولية تجاه المنطقة بادرت بعض المستشفيات الخاصة في البقاع إلى استعدادها لوضع إمكانياتها في خدمة المستشفيات الحكومية، ومنها مستشفى دار الأمل الجامعي حيث زار مديرها الأستاذ علي علام مستشفى بعلبك الحكومي مؤخراً معلناً عن استعداد مستشفاه لتقديم المساعدة من إمكانيات مادية وبشرية وطيبة تخفيفاً للاعباء على المستشفى الحكومي ضمن سياسة القضاء على الوباء لما فيه مصلحة المريض والمواطن في البقاع.
ختاماً، وإن كانت هذه الإمكانيات متواضعة وقد لا تكفي لمواجهة وباء بشراسة الكورونا في حال انتشرت في المحافظة، ولكن يبقى الأمل بأن المعنيين فعلوا ما بوسعهم، ويبقى إلتزام أهالي المنطفة بتوصيات وزارة الصحة العامة لجهة الإلتزام بالحجر المنزلي واعتماد كل سبل الوقاية السلاح الأقوى في الحرب مع الكورونا.