* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
تنعقد لجنة المال النيابية غدا، للشروع في درس مشروع قانون الموازنة العامة، وسط استمرار الانقسام الرسمي والنقابي والشعبي حول الأرقام الواردة. فيما انتقد الوزير جبران باسيل قول البعض إنه لا يفهم في الموازنة، مؤكدا على القول هذه قصتنا مع كل من يخالفنا الرأي.
وفي شأن آخر، تتفاعل قضيتا زياد عيتاني والمقدم سوزان الحاج، في سياق الحديث عن المحكمة العسكرية. في وقت يعتزم رئيس مجلس الوزراء إثارة هاتين القضيتين مع المراجع القضائية المختصة.
وفي شأن ثالث، يستأنف الديبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد تحركه المكوكي بين بيروت وتل أبيب بخصوص ترسيم الحدود البحرية، وثمة استعدادات لدى قيادة اليونيفيل لاستقبال الوفود اللبنانية والاسرائيلية والأميركية، في حال تم التوافق على الخطوط العريضة للترسيم.
في الخارج، إعتداءات إسرائيلية جوية على القنيطرة السورية، واعتداءات أيضا على المسجد الأقصى. في وقت تتلاحق التطورات في السودان باتجاه حوار بين المجلس الانتقالي وقوى التغيير. وفي ليبيا، إشتباكات بين جيشي حفتر والسراج. وفي اليمن، مواجهات بين قوى التحالف والحوثيين. وفي الجزائر، ضغوط شعبية في مواجهة التمديد لقائد الجيش في إدارة الأمور.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
لم تهدأ عاصفة التراشق بين التيارين الأزرق والبرتقالي، اللذين يشكلان ركنين أساسيين للتسوية السياسية، على أمل ألا تتسلل رياح هذه العاصفة إلى البيت الحكومي الواحد.
أي مساع على خط رأب الصدع لم ترصد بين الجانبين، لكن استرعت الانتباه اللهجة غير التصعيدية للوزير جبران باسيل، الذي حاول وحرص قدر المستطاع على نفي ما نسب إليه من كلام عن السنية السياسية ومطالبته بإقالة المدير العام لقوى الأمن الداخلي. وقال باسيل: إن ما جرى ليس بسبب كلام قلته بل هو رد على كلام افتراضي.
موقف باسيل الاحتوائي لم ينسحب تهدئة، وظل الوزير الياس بو صعب وأحمد الحريري رأسي حربة المواجهة، مستعينين بالتغريدات حينا وبالفيديوهات حينا آخر، فيما ذهب آخرون إلى حد نعي التسوية السياسية بين “التيار الوطني” وتيار “المستقبل”.
عناوين الاشتباك السياسي توقف أمامها وزير المال، ليؤكد أن الأساس هو أن نتحدث باللغة الوطنية، فلا قوة لأحد لا بالمارونية السياسية ولا بالسنية السياسية ولا بالشيعية السياسية، موضحا أن قوة الجميع بالالتفاف حول المشروع الوطني الضامن لكل المكونات.
وفي ما خص الموازنة، اعتبر أن موازنة 2019 هي الأمثل في هذا الظرف، وتؤدي إلى تصحيح مالي واقتصادي واجتماعي. ومن المعلوم أن الموازنة تبدأ رحلتها التشريعية في جلسة أولى تعقدها لجنة المال غدا، وتخصص لدرس فذلكتها، على أن تكثف عملها بعد عطلة عيد الفطر.
خارج لبنان، عدوان إسرائيلي جديد على الأراضي السورية، مستهدفا مواقع جنوب غرب دمشق وفي ريف القنيطرة. وعدوان آخر لأكثر من ألف مستوطن على المسجد الأقصى والمصلين الفلسطينيين الصائمين في الأيام الأخيرة لشهر رمضان.
على خط الولايات المتحدة- إيران، إعلان منفصل لكل من اليابان وسويسرا عن وساطة تقومان بها بين البلدين. فيما كان وزير الخارجية الأميركي يبدي استعداد بلاده لحوار من دون شروط مع طهران إذا غيرت سلوكها، على حد تعبيره. أما إيران فاعتبرت ان كلام بومبيو لعب بالكلمات بأهداف خبيثة. وأكدت أن المطلوب تغيير السلوك الأميركي وليس التصريحات ضد إيران.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”
رد الوزير جبران باسيل على نفسه، فنفى نفيا قاطعا ما نسب إليه حول المارونية السياسية في بلدة تل ذنوب في البقاع قبل أيام. وتوج هذا النفي باعلان براءة العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر” من المارونية السياسية وسائر المذهبيات السياسية في البلاد، وهو أمر جيد يطوي كلاما تناقلته المواقع الاخبارية واكدته الشخصيات التي شاركت في اجتماع تل ذنوب وأثار موجة من الاستنكار والتذمر لدى أكثر من مكون سياسي في لبنان.
غير أن المستغرب والمثير في الخطبة التي أطلقها الوزير باسيل من الشياح، اللهجة العنترية في مقاربة المسائل السياسية، واصراره على خوض غمار المواجهات بزلات اللسان المقصودة وغير المقصودة، على صورة الاتهامات التي وجهها لمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وقد يكون من المفيد للرأي العام اللبناني وللوزير باسيل التوقف في ضوء ما قيل وقال عند الآتي:
أولا- ان الوزير باسيل يرد على حملة هو من بدأها وتسبب بها، ولو سارع إلى نفي ما نسب إليه في تل ذنوب، لما كانت الذنوب قد أحاطته من كل الجهات.
ثانيا- ان الوزير باسيل ومعه “التيار الوطني الحر” لا يملكون حقوقا حصرية بمكافحة الفساد، وتلويحه بفتح المشاكل مع الجميع، مجرد حركة شعبوية لا تبدل في واقع الأمور شيئا.
إن مكافحة الفساد مهمة وطنية تتشارك فيها الارادات التي اجتمعت تحت سقف الحكومة، وتوافقت على برنامج حكومي هدفه اخراج البلاد من لعبة الانفاق المسدودة، وإنهاء المسلسل الطويل للهدر والتعطيل والمحاصصة الذي لا يمكن لأي طرف شريك في السلطة أن ينأى بنفسه عنه ليرمي تبعاته على الآخرين.
ثالثا- ان رفع شعار الدولة المدنية يقتضي أول ما يقتضي مغادرة المربعات الطائفية، واعتبار المحاصصات الطائفية والمذهبية الوسيلة الأنجع لما يسمى استرجاع حقوق المسيحيين، بمثل ما يوجب على سبيل المثال لا الحصر، وضع نتائج امتحانات مجلس الخدمة المدنية موضع التنفيذ، وتطبيق القوانين التي تجعل من المواطنية صفة تعلو على الولاء الطائفي.
رابعا- ان اللواء عماد عثمان ليس أهم من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وهو موظف في خدمة الدولة والشعب، لكن السؤال الأساسي الذي نضعه برسم اللبنانيين وبرسم الوزير باسيل، أين هو “التيار الوطني الحر”، وزراء ونوابا وحزبيين، من الرخص التي تنسب للواء عثمان، وما هي الحصة التي نالها “التيار” والوزير باسيل من خدمات اللواء عثمان، وما هي لوائح تراخيص الآبار التي شملتهم في كافة المناطق.
أما الحديث عن تراخيص المرامل والكسارات، ومحاولة رميها على قيادة قوى الأمن الداخلي، فهو الضلال المبين بعينه، لأن الوزير باسيل يفترض أن يعلم أن اللواء عثمان لم يوقع على معاملة كسارات ومرامل واحدة منذ وصوله إلى قيادة قوى الأمن، وأن من كان يوقع على التراخيص غير القانونية هو وزير البيئة في الحكومة السابقة وأحد ابرز المقربين المكلفين بخطوط الدفاع عن سياسات رئيس “التيار الوطني الحر”. وجل ما كانت تفعله قيادة الدرك في هذا الشأن، مواكبة تنفيذ القرارات والتراخيص التي يصدرها وزير “التيار الوطني الحر” السابق.
وفي الختام، نصيحة لوجه الله إلى الوزير باسيل؛ أسلوبك في مخاطبة اللبنانيين قد يأتيك ببعض المصفقين من الأنصار، لكنه بالتأكيد يستدعي حالات من التذمر لدى قطاعات واسعة من الناس. هناك من يعتبر أنك صرت عبئا على العهد، وتضع رئاسة الجمهورية في مواجهة العديد من المكونات السياسية.
العهد ينجح بتضامن اللبنانيين وحماية الاستقرار السياسي والتكافل على اطلاق عجلة الانقاذ الاقتصادي والمالي، والتوقف عن لغة الاستقواء والتهديد والوعيد في الصالونات المقفلة وغير المقفلة.
العهد ينجح إذا لم تنزعوا عنه صفة “بي الكل” وحامي الكل والمسؤول عن كل اللبنانيين. شارك يا معالي الوزير إذا، في نجاح العهد.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
بامكاننا إفشال “صفقة القرن” وهذا واجب أخلاقي قومي وسياسي: قالها الأمين العام ل”حزب الله” السيد نصرالله في يوم القدس قبل يومين، وقدمها منهاجا يرتكز على إيمان قوي بقدرة أمة فلسطين والمقاومة على تحقيق هدف شريف كهذا، منعا لتصفية القضية الفلسطينية.
في الترجمات المواكبة، بيروت العاصمة التي قارعت الاحتلال وأذلته حتى آخر حدود الوطن، كانت اليوم منطلقا لوحدة قومية وفلسطينية لمواجهة “صفقة القرن” ومؤتمر البحرين التخاذلي، في فعالية متعددة الرسائل جمعت إلى طاولة واحدة شخصيات نضالية وقيادات مقاومة، لإعلان آليات المواجهة والتصدي للصفقة المشؤومة.
أما في القدس المحتلة، فلا غفوة للنضال بين أكنافها المقدسة، ولا في باحات مسجدها، وإن كرر الصهاينة صولات التدنيس على يد نحو ألف مستوطن، والاعتداء على المصلين والمعتكفين في آخر أيام شهر الله المبارك.
على كل حال، مهما أكثر الصهاينة استعراضاتهم، فإن التطورات تنبئ بفقدان كيانهم قوته تدريجيا، واقترابه من مستويات ضعف غير مسبوقة. وبألسنة الصهاينة أنفسهم وخبرائهم، فإن الكيان المحتل لن يقوى على الانتصار في أي حرب مقبلة مع غزة أو لبنان أو سوريا أو ايران، والأسباب متراكمة، أبرزها- كما يعددون- تفكك داخلي متزايد، وعدم الايمان بجدوى الالتحاق بالقوى العسكرية، والأخطر بين المؤشرات حجز مجموعات كبيرة من المستوطنين شققا وأملاكا في كندا وأوروبا،…فهل يكون ذلك تحسبا لفرار كبير قد يأتي قريبا؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في العلن، كلام على حافة الصدام وفوهة الخصام بين واشنطن وطهران، وفي القمم رسائل عربية وخليجية بالبريد الايراني إلى واشنطن بالا تتركينا في بحر ايران الهائج. وفي الكواليس تحركات ووساطات سويسرية ويابانية بمباركة أميركية، لبث الحرارة في الخطوط المقطوعة بين الامبراطورية التي حكمت العالم القديم لمئات السنين، وبين الامبراطورية التي تريد حكم العالم الجديد إلى أبد الآبدين.
وزير الخارجية السويسري يتحدث عن دور بلاده في التقريب بين البلدين، ورئيس الوزراء الياباني يطير إلى طهران للقاء السيد الخامنئي، في زيارة غير مسبوقة لمسؤول ياباني شكلا ومضمونا، ومايك بومبيو الخليفة المفترض لسايروس فانس وجون فوستر دالاس وهنري كيسنجر وجورج شولتز وجيمس بايكر، لم يتوصل حتى الساعة لفرض معادلة ترامب الجديدة: “صفقة القرن” مقابل الاتفاق النووي، والباقي اكسسوار وحرف أنظار. تقبل ايران ب”صفقة القرن” فيعيد ترامب الاتفاق النووي إلى الوجود.
إلا أن ما حصل ويحصل في اسرائيل، خلط الأوراق وقلب التوقعات وبدل في مسار التطورات. نتنياهو يفشل في تشكيل حكومة رغم فوزه بالانتخابات. ستكون هناك انتخابات للمرة الثانية هذا العام في اسرائيل، ما يعني ان “صفقة القرن” تم ترحيلها إلى الخريف وما بعد الخريف ربما، هذا إذا بقي نتنياهو الذي يكافح للبقاء في الحكم بدلا من ان يناضل لاحقا للخروج من السجن الذي ينتظره بتهم الفساد وصرف النفوذ واساءة استخدام أموال الدولة.
هذا التطور الاسرائيلي، خطف أضواء المواجهة الأميركية- الايرانية، وخفف من ضوضاء القمم العربية، وايران تتنفس الصعداء، وترامب غاضب لأن نتنياهو لم يستفد من الوزنات والخدمات والهبات التي أعطيت إليه في القدس والجولان و”صفقة القرن”، لذا يعود ترامب إلى المربع الأول في العلاقة مع ايران: تارة معاداة وتارة مراعاة بشرط أن توقف تدخلها في سوريا وتوقف تمويلها ل”حزب الله”، وهذا يعني باللغة الأميركية الفجة والواقعية أن الحفاظ على مصالح اسرائيل فوق كل اعتبار عربي أو خليجي، مهما تعددت القمم واستنفرت الهمم.
وفي قراءة السيد نصرالله الأخيرة ومواقفه الواضحة في المشهد العربي والاقليمي، خط بياني استدلالي لا تخطئه عين أعشى لما ستكون عليه الأوهام في قابل الأيام.
وفي الداخل رمايات تصحيحية لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لابعاد الأرضية المشتركة مع الشركاء بمنأى عن النيران الصديقة.
****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
لا، لبنان الدولة ليس بخير. مهما سعينا للتخفيف من قباحة الصورة، فإن الإهتراء العام بات عصيا على التجميل أو الإخفاء. فعلى صعيد سياستنا الخارجية، وتحديدا شرفتنا المطلة على العالم العربي، قام السيد حسن نصرالله في “يوم القدس” بقصف رئيس الحكومة، مشككا بتمثيله كل لبنان.
وفي واقعنا الداخلي، يهز التراشق السياسي حول الشأن القضائي، وعلى خلفية حكم قرار المحكمة العسكرية في قضية الحاج- غبش، صورة العدالة. ولا يتوقف المشهد عند هذا الحد، فقد أدى كلام قائد الجيش عن استباحة المؤسسة العسكرية إلى صدمة عامة، لكن مفاعيلها لم تصحي الطبقة الحاكمة، بل كشفت عريها.
وفي الخلاصة ثلاثة أسئلة: ما الذي يضبط دومينو الجمهورية المتداعي، وهل فقدت الدولة هيبتها وارتفعت على مؤسساتها أعلام “جمهورية الهيبة”، وأين الجبل الذي يضرب يده على الطاولة صارخا: منتهية؟.
في هذه الأجواء المتوترة، تنعقد لجنة المال الإثنين لقراءة صفحات الموازنة ال1200 وفذلكتها قبل أن تقطع عطلة الفطر اندفاعتها، ولا يخفي المعنيون خشيتهم من أن تؤدي الخلافات المستحكمة بين أهل الحكم إلى جعل مراجعة بنودها أكثر صعوبة، خصوصا أن اللجنة المذكورة وعدت بإحداث تغيرات بنيوية في مضمونها.
لكن الخشية الأكبر هي على تماسك الحكومة بعد الإشتباكات العنيفة بين مكوناتها، وإذ يرى الخبراء أن التسوية لم تسقط، إلا أن هؤلاء يجزمون بأنها معطلة جدا وإلى أجل غير مسمى لغياب المرجعية والحكم بعد انزلاق الكل إلى وحول المعركة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
كشف السياسيون ما كان يهمس به اللبنانيون وبعض القضاة: القضاء اللبناني ليس بخير. فالجدل الحاصل منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة، حتى بالصوت والصورة حول تدخل أكثر من جهة في عمل القضاء، بدءا من التحقيقات والتوقيفات، وصولا إلى الأحكام، هز هيبة القضاء، وكأن ملف الفساد الذي يضرب السلطة القضائية لم يكن كافيا وحده.
لم يعد تبادل الاتهامات ينفع، وما يحصل يجب أن يشكل نقطة التحرك، لا بل التحول الطارىء جدا، من ثقافة التدخل السياسي في القضاء، إلى ثقافة استقلال القضاء.
هذا التحول بحاجة إلى اصلاحيين، إلى قاضيات وقضاة يملكون جرأة المواجهة، وإلى سياسيين يملكون شجاعة كف اليد عن القضاء، سواء عبر التدخل المرئي، أو الأخطر منه اللامرئي، وأهمه على الاطلاق، اختيار السياسيين لأنفسهم قضاة لتبوء المراكز العليا، غب الطلب والانتماء الحزبي والطائفي، فيما يبقى معظم القضاة النزهاء والأكفاء، بعيدين عن الأضواء وعن المراكز العليا.
وفي عز البحث في الكواليس عن التشكيلات القضائية المقبلة، هل من يجرؤ على اتخاذ خطوة نحو تحقيق استقلال القضاء؟.
لا لزوم للبحث في جنس الملائكة، ولكل من يدعي الحرص على هذه الاستقلالية، الجواب بسيط. في لجنة الادارة والعدل، اقتراح قانون استقلال القضاء وشفافيته، مذيلا بتوقيع 9 نواب، هم: نجيب ميقاتي، علي درويش، فؤاد مخزومي، اسامة سعد، بولا يعقوبيان، ميشال موسى، ياسين جابر، جورج عقيص وشامل روكز، أخرجوه من عتمة أدراجكم، بعدما كان النائب جورج عدوان وعد ببته في آذار المقبل، ونسي.
أخرجوه إلى النور، لأنه حينها وحينها فقط، تثبتون أنكم كسياسيين لا تتدخلون في القضاء، وتريدون للبنان القيامة، لأن القضاء المريض يعني أن لبناننا مريض.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
هو يوم للصواريخ الباسيلية الدقيقة وغير الدقيقة، وقد انفجر أحدها في قيادة قوى الأمن الداخلي، فجاءت إصاباتها مباشرة باتجاه اللواء عماد عثمان وبالاسم الثلاثي وبكنيته السياسية ضمنا. فرئيس التيار القوي الذي أمضى نهارا بعبداويا قرر أن يفتح “المشط السياسي” على كل من طاوله نقدا واتهاما، وشد عصبيات وانتزاع صلاحيات، فاستخدم باسيل عبارات “الهزهزة” والخلخلة والفكفكة، وعاد محاربا في شوارع الشياح ضد عصفورية ضاربة في البلد.
وبعد مطالبته بتشريع شعبة المعلومات لأن حالتها اليوم غير قانونية، لفت باسيل إلى أن اللواء عثمان ليس أعلى من رئيس حكومة ولا يحق له منح تراخيص البناء والآبار والكسارات. وعن اتهامه بالمس بالطائف، رد باسيل بأن ما جرى ليس بسبب كلام قلته بل على كلام افتراضي اخترعوا جملا وبدأوا بالرد عليها، ومنها عن السنية السياسية، مؤكدا: نحن لسنا لا مع المارونية السياسية ولا الشيعية السياسية ولا السنية السياسية نحن أبناء الميثاقية.
ولم ينقض نهار رئيس “التيار”، حتى عاجلته وزيرة الداخلية ريا الحسن بالوكالة عن اللواء عثمان، والذي سبق أن وضعت تحت اسمه خطا أحمر، وبوصفها الوزيرة الوصية على القطاعات الأمنية قالت الحسن: يصر الزميل جبران باسيل على إطلاق المواقف التصعيدية في كل جولة أسبوعية يقوم بها، حيث نجح وبجدارة في إذكاء وإثارة مزيد ومزيد من الانقسامات على أبسط الأمور التي لا تحتاج البلاد إليها على الإطلاق.
وإذ تفهمت الحسن دوافع الزميل العزيز، رفضت استخدام ذلك للإيحاء بأنه المصلح الوحيد في البلاد. وطلبت منه بمودة واحترام أن يترك الأمور إلى اصحاب الشأن ولا يعمد إلى التشويش على عمل باقي الوزارات التي لا تدخل في اختصاصه أصلا. ولا تتناسب مع موقعه كوزير للخارجية. ولاحظت وزيرة الداخلية وجود سعي وإصرار على تعميم خطاب قائم على التجني والافتراء. ودعت الحسن وزير الخارجية إلى أن يستوضح وزير البيئة السابق عن عدد رخص الكسارات والمرامل التي قام بمنحها من دون الرجوع إلى المجلس الوطني للمقالع والكسارات بحسب الأصول، والتي لو سمحت بالعمل بها لأصبح لبنان بأسره كسارة كبيرة ومرملة مترامية الأطراف.
وفيما يتعلق بموافقات البناء والآبار، أكدت الحسن أن هذه الموافقات عمرها أكثر من عشر سنوات، وقد استفادت منها كل الأطراف السياسية الأساسية في البلاد، من “التيار الوطني الحر” إلى باقي الأحزاب والتيارات السياسية وصولا إلى تيار “المستقبل”، فكفى تغنيا بالشفافية واستقلالية القضاء بعدما وصلت الأمور إلى حد العمل على ضرب الجسم القضائي في الصميم عن سابق تصور وتصميم.
حرب خارجية، داخلية، وبالنيابة عن الأجهزة الأمنية، وربما العبارة الأصدق من بين خطابات الأحد النارية أننا في عصفورية، وما ضرب الجسم القضائي الذي تحدثت عنه الوزيرة الحسن، سوى طعنات سياسية ترهن القضاء لنوادي أهل السلطة. والطعنات هي أيضا من قلب الجسم المسيس بحيث تعرض اعتكاف القضاة لتهديد من المجلس الأعلى الذي أعطى نهاية شهر أيار مهلة أخيرة للتراجع وإلا يتحمل كل منهم مسؤوليته عن موقفه، لكن اعتكاف القضاة ما كان إلا صرخة عن واقعهم الضاغط سياسيا وماليا في آن، فهم انتفضوا ليستقلوا، صرخوا لنيل حقوقهم، وما استقلالهم عن الهيمنة السياسية إلا عافية للوطن، ونفس حر منزه عن أي تدخلات هي فرصة قد لا تتجدد في فرض الاستقلال، فالتقشف عن السياسيين أجدى وأفعل من التقشف في الموازنة، ومتى صار القضاء بخير، سيصبح الوطن ويمسي على خير.