عرض رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض في مؤتمر صحافي، المواقف الأخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقال: “بعد الكلام الأخير للسيد حسن نصرالله يوم الجمعة وإطلاقه لسلسلة مواقف يمكن توصيفها بالخطيرة على مستوى تهديد الكيان اللبناني والإستقرار الهش، وكذلك لما ورد في كلامه ما من شأنه إستجرار الحروب والدمار من جديد، ولأن كلامه هذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام بدون تفنيده وتشريحه، لا بد من إبداء ما يلي: أن يهاجم السيد حسن نصرالله الوفد اللبناني الرسمي في القمة المنعقدة في السعودية فهذا ليس بجديد لكون نصرالله إعتاد على موقف عدائي تجاه معظم الدول العربية على الرغم من أن هذا الوفد كان يمثل الدولة اللبنانية أي الحكومة المركزية والتي يتمثل فيها فريق نصرالله أي حزب الله وجميع المكونات الحليفة له وبالتالي كان الأجدى به أن يسأل ويسائل جماعته وحلفاءه ووزراءه بدل أن يغرد خارج سرب الشرعية اللبنانية التي يتلطى بها ويحتمي بمشروعيتها بعدما بات حزبه محظورا في كل دول العالم تقريبا ومدرج على عشرات من اللوائح المصنفة بالإرهاب”.
أضاف: “أولا، يقول نصرالله “إن موقف الوفد اللبناني في القمة في مكة المكرمة مخالف للبيان الوزاري ولسياسة النأي بالنفس وانه لا يمثل لبنان، بل يمثل التيار السياسي الذي يمثله رئيس الحكومة” وعلى إفتراض صح كلامك يا سيد للجهة التي تثيرها، وإنتقادك للرئيس الحريري كون رئيس حكومة لبنان يتضامن مع العرب لكن ماذا عن تفاوضك مع إسرائيل من خلال وسيط أميركي؟ فهل ما يسري عليك لا يسري على سواك ؟ ومنذ متى بات التضامن مع العرب جريمة؟
وعلى حد علمنا وقانونا وعرفا ودستوريا بأن إسرائيل عدو، إسرائيل التي لا زلتم تحتفظون بأسلحتكم وصواريخكم بذريعة قتالها ومقاومتها.
أنتم تفاوضون إسرائيل ولا يحق لأحد توجيه إنتقاد أو لوم لكم ،أما رئيس الحكومة اللبنانية، الحكومة التي أنتم أعضاء فيها عندما يعلن تضامنه مع العرب يصبح موقفه مخالفا للبيان الوزاري وبأنه مخالف للنأي بالنفس، وهنا أسألك يا سيد “عن جد عم تحكي عن النأي بالنفس؟ أم أنها مزحة أطلقتها وعلينا تصديقها، يا سيد أنتم آخر من يحق له الكلام عن سياسة النأي بالنفس التي لم تلتزموا بها يوما وإذا خانتكم الذاكرة فلا بد لي أن أحيلك الى إعلان بعبدا الذي وقعتم عليه ومن ثم ضربتم به عرض الحائط ولعل ما قاله أحد نوابك “إعلان بعبدا إغلوا وإشربو زوماتو” لهو دليل ساطع وقاطع على مصداقيتكم بالإلتزام بما توافقون وتوقعون عليه تماما كما هي الحال مع مسألة النأي بالنفس التي تكتبونها في البيانات الوزارية ومن ثم تصبح حبرا على ورق”.
وأردف: “ثانيا: يقول نصرالله “حتى الذين يضعوننا على لائحة الارهاب، فإنهم يتصلون بنا للسؤال عن صناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان” يا سيد طالما أصبحتم خبراء في صناعة الصواريخ، وطالما أن الدول التي تصنفكم كمنظمة إرهابية تراجعكم نظرا لخبراتكم وتقنياتكم العالية في علم وعالم الصواريخ مع أنني أشكك بهذه الرواية لكن سأسايرك وأقوم بدور من يصدق روايتك هذه.
وعليه طالما أنتم خبراء أسلحة تصنعون وتمتلكون لماذا لا تقدمون هذه الخبرات للدولة اللبنانية؟ لماذا لا تساعدوا القوى الشرعية اللبنانية وخاصة الجيش اللبناني بما تملكون بدل التشكيك ليل نهار بالمساعدات العسكرية التي يحصل عليها الجيش وتحديدا من الولايات المتحدة الأميركية؟
ثالثا: يقول نصرالله “نعم نحن لدينا صواريخ دقيقة وتطال كل الاهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني، وان هذه الصواريخ التي نملكها وبأعداد وافرة يمكنها ان تغير في اي حرب وجه المنطقة وسنرد على اي اعتداء اسرائيلي مباشرة وبقوة”، هذا الكلام إعتدنا عليه ونحن نعلم أنكم لا تقيمون أي إعتبار لا للدولة اللبنانية ولا لمشاركتكم في الحكومة وبالتالي بات واضحا أن إشتراككم في الحكومة ليس سوى تغطية وتلطي وراء الدولة حيث تفعلون ما تريدون وأنتم من داخل التركيبة الحكومية ولا أحد يتجاسر على سؤالكم أو الوقوف بوجهكم لأحد سببين إما خوفا منكم وإما يتذمم لديكم بحثا عن سلطة وبالأخص كراسي ومناصب.
وعلى فكرة أتوجه من خلالك يا سيد الى ذاك الذي قام بعراضة في أحد ملاعبكم في الضاحية الجنوبية لينفي وجود مثل هذه الصواريخ التي تتباهون اليوم بها فماذا سيقول للبنانيين وماذا سيبرر للعالم الذي حاول جاهدا إظهار خلو الأرض من أية صواريخ يحتفظ بها حزب الله”.
وقال محفوض: “رابعا: تقول يا سيد نصرالله “من حقنا ان نمتلك اي سلاح او نصنعه كما ان فتح النقاش مع الاميركيين في هذا الموضوع غير مقبول لانه من حقنا ان نمتلك اي سلاح ونصنع اي سلاح للدفاع عن انفسنا”،ليس من حقك أن تمتلك السلاح ولا من حقك أن تصنع السلاح، فامتلاك السلاح وصنعه وظيفة الدولة اللبنانية وليس أي فصيل أكان سياسيا أو ميليشيا، راجع الدستور يا سيد حسن وراجع القوانين اللبنانية، فالدستور اللبناني لم يوضع لفئة دون سواها، والقوانين تطبق على جميع اللبنانيين وأنتم لستم بمنأى عن القانون وبالتالي يجب أن تخضعوا له مثلكم مثل سائر الأحزاب والتنظيمات السياسية، وإذا كنت تخاف على نفسك فلا تخف يا سيد عندما تنتمي الى الدولة وترتضي شرعيتها إعلم أن من أبرز مهامها ووظيفتها الحماية والدفاع عن لبنان وهذه ليست مسؤولية حزبية بل واجب الدولة اللبنانية، أما إذا كان لديك رغبة وحماسة شديدين بالدفاع فما عليك إلا الوقوف الى جانب الشرعية وهي التي تحدد إطار وأشكال هذه المساعدة أما أن تأسر اللبنانيين وتأخذهم رهينة لمزاجية معينة وإرتباطاتك مع إيران فهذا غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن السكوت عنه ومن يتجاهله يكون متواطئا وشريكا”.
وتابع: “خامسا: “يقول نصرالله “نحن لدينا القدرة البشرية العملية الكاملة للتصنيع، واذا استمر الاميركي بفتح هذا الملف سأقول لكم نحن لدينا القدرة الكاملة للتصنيع وسنؤسس مصنعا للصواريخ الدقيقة في لبنان”، سنؤسس مصنعا للصواريخ الدقيقة في لبنان، هذه أخطر عبارة تلفظ بها السيد نصرالله، لأنها تنهي ما تبقى من مقومات دولة وهيبة سلطة بحيث أن نصرالله أثبت بالملموس أنه الحاكم الفعلي للجمهورية أو على الأقل هو صاحب القرارات ذات الصلة بالسيادة اللبنانية، ومن حقنا كمواطنين أن نسأل: نحن الشعب اللبناني من يدفع رواتب الموظفين والعسكريين ومن جيوبنا تشتري الدولة الأسلحة والعتاد ولوازم الوزارات، فهل باتت أحوالنا ومصيرنا وقراراتنا بيد رئيس ميليشيا؟ هذه الهجرة لأولادنا غير المسبوقة، هذه الحماسة لتركهم أرضهم، بيتهم، أهلهم، تاريخهم، لمجرد أن حزب الله “فاتح ع حسابو وما حدا ناوي يقلو بيكفي بقا”، والأخطر أن كلام نصرالله حصل بحضور ممثلين عن أرفع الرئاسات في الدولة اللبنانية وعليه أسأل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء هل أنتم موافقون على كلام نصرالله؟ وكذلك أسأل الوزراء جميع الوزراء هل أنتم موافقون على كلام نصرالله؟
“ويا سيد حسن مهما إستقويتم بسلاح وصواريخ، ومهما إشتغل عندك ناس ذميين من كل الطوائف، تذكر ما حدا أكبر من لبنان، وما حدا بيقدر يمد إيدو ع حقوق الناس،
وبندقيتك اللي عم تقدر تجيب مكاسب وكراسي ومناصب وسلطة، ما فيها تكمل هيك،
إنتو ما عم تنتبهوا إنكم بسلاحكم هيدا ما عم تراعوا التركيبة اللبنانية،
قبلك كتار حاولوا، تذكر ياسر عرفات شو عمل بلبنان وبلحظة أول ما سقطت بندقيته سقط معها بلبنان”.
وأردف: “سيد حسن مين قلك نحنا شعب بدو يعمل حرب كرمال إيران؟ مين خبرك نحنا شعب بدو يعمل مصنع صواريخ؟ نحن يا سيد حسن شعب بدو يعمل بيت وعايلة وولاد يبقو بلبنان ما يهجو من لبنان، نحن يا سيد حسن بدنا نعمل مصانع ليشتغلو ولادنا فيهم، نحن شعب منعمل مدارس وجامعات وأوتيلات مش مخيمات تدريب لنبعت ولادنا يقاتلو خارج لبنان وكرمال مين وكرمال شو؟ مش حق يا سيد إنك تبعت ولادنا ليموتو بسوريا كرمال بشار الأسد؟ وإذا عندك مشكلة مع أميركا أو مع السعودية، نحنا كلبنانيين ليش بدك تستعملنا متاريس؟ وإذا ما حدا خبرك أنا بخبرك يا سيد إنو سلاح جيشنا وعتادو وتدريباتو أميركانية، وإذا ما حدا خبرك أنا بخبرك يا سيد ميات الألوف من اللبنانيين ومن كل الطوايف عائلات، أفراد بيشتغلوا بالخليج وتحديدا بالسعودية.
سيد حسن أنا ما عطيتك الحق إنك تقرر عني، أنا بنتمي لدولة هي المخولة تقرر إستراتيجيا وماليا”.
وختم محفوض: “وأخيرا يا سيد نصرالله نحن كلبنانيين نعيش في الجمهورية اللبنانية وبالتالي لا علاقة لنا لا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا بسواها، وعن دوركم العسكري والأمني في حال حصول حرب بين إيران والعالم فهذا توريط للبنان بأتون حروب لا علاقة لنا بها ولا شأن لنا بها، وإن لم تكتف بعد يا سيد حسن من الحروب وتوريط لبنان فما عليك سوى الإنتقال الى إيران وهناك إفعل ما تشاء، نحن لا نريد حربا ولا دمارا ولا تهجيرا ولا إنهيارا إقتصاديا. ويا سيد نصرالله من قاتل خارج الأراضي اللبنانية بشباب لبناني في حروب عبثية بين اليمن وسوريا والعراق وسقط الآلاف منهم، ومن يدفع بشباب لبناني الى الموت من أجل بقاء نظام وعلى رأسه بشار الأسد، فهل من يفعل ذلك يكون ينأى بنفسه؟ ويا سيد نصرالله اليوم بداية شهر حزيران أي إنطلاق الموسم السياحي والإصطيافي، فماذا تعتقدون وبعد خطابكم هذا ستكون نتائج السياحة في لبنان؟ أسألك هل تفعل ذلك عن عمد أو عن قصد أو عن سابق تصميم؟ هل تهشيل السواح بات هدف كل سنة في مثل هذه الأيام ؟”.