أفادت لجنة أطباء السودان المركزية، المعارضة، مساء السبت، بأن “قوات نظامية” قامت بإطلاق النار على المتظاهرين في محيط الاعتصام في الخرطوم بالقرب من مقر قيادة الجيش السوداني.
وأكدت إصابة 11 شخصا على الأقل في محيط الاعتصام، بينها 4 بالرصاص، إثر اعتداء من قوات وصفتها بالنظامية.
وأضافت أن من بين تلك الإصابات 4 إصابات بالرصاص هي إصابة حرجة بالرأس نُقل صاحبها للعناية المكثفة وحالته غير مستقرة، وإصابتان في القدم، وإصابة في البطن.
أما الإصابات الأخرى فهي عبارة عن 3 بعقب البندقية، و3 إصابات مختلفة بالأقدام، وحالة دهس في القدم بسيارة تتبع قوات نظامية.
من جهته، أصدر تجمع المهنيين السودانيين الذي يعد كيانا من قوى إعلان الحرية والتغيير، بيانا، قال فيه، إن “استخدام الرصاص الحي يمهد لارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام بالقوة”.
وأكد “استباحة محيط الاعتصام من جانب عسكريين، وإطلاق الرصاص الحي بكثافة”.
ودعا تجمع المهنيين المجلس العسكري “للتراجع عن مخطط صناعة الفوضى والانفلات بالبلاد، ونحذر من مغبة القيام بأي فعل غير مدروس وغير قانوني”.
وأكد “إيقاف بث بعض القنوات ومنعها من التواجد في ميدان الاعتصام” معتبرا الأمر “يمثل تهديدا للميدان، ويرفع غطاء الحماية عنه ويخفي التجاوزات”.
وفي وقت سابق السبت، أغلقت قوات من الجيش السوداني والدعم السريع وجهاز الأمن شارع النيل بالعاصمة؛ لتنفيذ خطة أمنية بمحيط مقر الاعتصام، في المنطقة الواقعة أسفل الجسر الحديدي المعروفة إعلاميا بـ”كولومبيا”، وشهدت مؤخرا عمليات قتل وإصابات.
وأفاد شهود عيان، بأن القوات الأمنية المشتركة أحاطت بشارع النيل من الجهتين الشرقية والغربية لمحاصرة المنطقة وتنظيفها مما قالت إنها ظواهر شاذة، مثل “الإفطار في نهار رمضان، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات”.
وأطلقت القوات الحكومية أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتواجدين تحت الجسر، وفق وسائل إعلام محلية.
والخميس الماضي، قتل مواطن بطلق ناري في منطقة الصدر؛ “نتيجة تبادل إطلاق نار أسفل جسر النيل الأزرق بالعاصمة (بمحيط مقر الاعتصام)، من القوات النظامية”، حسب ما أعلنه تجمع المهنيين السودانيين.
وفي اليوم ذاته، قال قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم اللواء بحر أحمد بحر، في بيان بثه التليفزيون الرسمي، إن اعتصام الخرطوم بات يشكل خطرا على تماسك الدولة وأمنها القومي.
واتهم بحر ما وصفها بالعناصر المنفلتة بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام.
وبالتزامن تقريبا، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع السودانية عثمان حامد إن مكان الاعتصام تحوّل إلى وكر للجريمة وخطر على الثورة السودانية، وتعهد بأن تضع قوات الدعم السريع حدا لهذه التصرفات، على حد تعبيره.
وعقب تلك التصريحات من القادة العسكريين، عبّر المعتصمون أمام مقر قيادة القوات المسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم عن خشيتهم من فض اعتصامهم بالقوة.