زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
لا يخفى على أحد خطورة الوضع الصحي الذي يعصف بالعالم، ففيروس كورونا لم يعد كلمة تسمع على التلفاز، بل اصبح متفشيا بيننا، ولا علاج في الوقت الحالي لهذا المرض الخطير، اذ ان الشيء الوحيد المطلوب الان هو الحماية الشخصية عبر الوقاية، لتجنب التقاط الفايروس الذي ليس امام لبنان سوى محاولة الحد من انتشاره، عبر اعلان التعبئة العامة وحالة طوارئ صحية.
اذا الحماية تبدأ بأنفسنا، لكن على ما يبدو ان الاكثرية في مدينة النبطية لم تكترث لخطورة الفايروس، الامر الذي أثار امتعاض البعض الذين يدركون صعوبة المرحلة، وآخرين مستهترين لا يأبهون لحياتهم وحياة ذويهم، او ربما ليسوا عالمين بعد ان الفايروس ليس “مزحة”، فلم يستمعوا الى إجراءات الدولة بإغلاق محالهم التجارية، ومع سؤال اصحاب المصالح عن السبب، وهل هم بعيدون عن الاصابة بالفيروس او نقله الى احد في حال لا قدر الله اصابتهم به، اتت معظم الاجابات على الشكل الاتي: “ما عاد معي ادفع اجار المحل، الله حامينا، عم نعقم، منين بجيب اجار البيت، كيف بطعمي عيلتي، اذا ما اشتغلت ما بعيش، مش ضابب مصاري، نحنا قوايا وعنا مناعة ما بصرلنا شي”.
ولكن لا يخفي صاحب محال كومبيوتر اقفل محلّه بشكل تام بعد توقف المردود، بسبب تخوف الناس من التقاط فايروس كورونا، ونفس الامر لصاحبة محل البسة أقفلت قبل اعلان حال الطوارئ لعدم وجود زبائن، ففضلت التزام المنزل، اما شاب اخر يعمل في مجال الحلاقة، أوضح ان الربح من الزبون صافي كان 50% من التسعيرة المعتمدة، اما الان فتقلص الربح الى 35%، أولا بسبب قلة الزبائن، وثانيا لازدياد مصروفهم بعد ازمة كورونا حيث اضطروا لاستعمال الكفوف والمعقمات والأقنعة لهم وللزبائن، ففضل الاقفال لحماية نفسه والآخرين.
الواقع ان الوضع الاقتصادي صعب على الجميع، ولا اموال متداولة، ولا حركة بالأسواق منذ فترة اي قبل ان يصاب لبنان بفايروس كورونا، وفي هذه الحالة “الله يعين الفقير”، ولكن هل يستحق الامر ان تضحي في حياتك عائلتك واحبائك؟
المطلوب كان نشر الوعي اكثر لمن لم يتنبه بعد لخطورة ودقة هذه المرحلة، حتى اعلان حالة الطوارئ لم يحثهم لتسكير محالهم، بالرغم من تعميم بلدية النبطية حالة من الوعي عبر مكبرات الصوت، ونشر بيان قوى الامن الداخلي طالبين من المواطنين التزام المنازل وعدم الخروج الا للضرورات القصوى، حيث أوضح رئيس بلديتها الدكتور أحمد كحيل لموقع “ليبانون تايمز” ان “البلدية قامت بوضع خطة طوارئ لمكافحة الازمة الراهنة، ونشر الوعي العام في البلدة”، موضحا ان “شرطة البلدية كانت منتشرة وتعمل منذ الصباح الباكر على اقفال المحال، ولكن كانوا كلما انتهوا من مكان واقفلوا المحال لينتقلوا الى مكان اخر، يعاود صاحب المحال فتح محله التجاري”.
واكد كحيل انه “تم الاتفاق مع القوى الأمنية، على البقاء منتشرين مع شرطة بلدية النبطية، واقفال جميع المحال وعدم السماح لهم بالفتح الى حين انتهاء المهلة التي حددتها الجهات الرسمية ضمن خطة الطوارئ الصحية، باستثناء محال المواد الغذائية والصيادلة، مع أخذ التدابير اللازمة”.
وأفاد كحيل ان “البلدية جاهزة في مكافحة الوباء عبر الحد من انتشاره”، متمنيا على الأهالي “الاتصال بالبلدية في حال مصادفة أي شخص والشك بأنه يحمل الفايروس، للقيام بالإجراءات المناسبة”.
وطلب رئيس البلدية من الدولة اخذ بعين الاعتبار العائلات المحتاجة لمساعدتهم في هذا الوقت الراهن.
وكذلك قام اسعاف النبطية ونادي الشباب الحسيني بإطلاق حملة تحت هاشتاغ “#مش_لوحدك_كلنا_حدك”، لتأمين المواد الغذائية للمتوقفين عن العمل او لمن دخلهم الشهري اقل من 900 الف وذلك بسبب الظروف الصحية الراهنة في النبطية ومحيطها أولا وفي لبنان ثانيا، في حين قام شباب تابعين لـ “حركة امل”، بتعقيم المحال كل يوم تقريبا منذ اعلان انتشار فيروس كورونا.
بغض النظر عن ضعف الامكانات الطبية، والتأخر في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، الا ان الوقت لم يفت، والمطلوب الوعي اكثر قبل كل شيء، ووضع اليد باليد، للوقوف الى جانب الدولة في محاولتها بإمكاناتها المحدودة السيطرة على الوضع القائم.