زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
أزمات متتالية ضربت لبنان، كان للإعلام النصيب الأكبر في اظهارها وتوجيهها وكأنه يمسك في زمام القوة، وليس اخرها فيروس كورونا الذي أثبت واظهر حقائق عديدة، وكان للوسائل الإعلامية النصيب الأكبر في تقديمها خام او في “تبهيرها” ويظل الإعلام في ظل الازمة الحالية اللاعب الأكبر.
شهدنا في الأيام الاخيرة إحدى القنوات اللبنانية تتعاطى مع وباء كورونا من منظورها الخاص لا من منظور الدولة، وذلك بإعلان حالة طوارئ على صعيد الوطن، واليه أوضح رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ ان “اعلان حالة الطوارئ يعود مبدئيا للحكومة لأنه قانون، والقانون يصدر عن مجلس النواب او استنادا الى قانون موجود سابقا، وتُعد الحكومة المراسيم لتنفيذه”.
وأوضح محفوظ في حديث لموقع “ليبانون تايمز” ان” قناة ال “mtv” قد تكون بثت خبرها العاجل (عن اعلان حالة الطوارىء) عن حسن نية، نتيجة شعور معين بخطورة الوضع، انما الانعكاس كان اثارة المخاوف والرعب عند الناس، وهذا كان جانبا سلبيا”، مفيدا بأن ” القناة تجاوبت مع المجلس الوطني للإعلام لجهة الغاء الخبر العاجل، وهذا يؤكد على حسن النية”.
وبما ان الوسائل الإعلامية تمتلك مفتاح التأثير النفسي الذي لا يقل أهمية عن توفير العلاج الجسدي، أشار محفوظ ان ” للإعلام دور مهم بتوفير شبكة امان، ونشر ما يمكن من تدابير للوقاية الصحية وارشاد الناس وتوجيهها والمطلوب في هذه المرحلة الدور البناء وليس اي دور سلبي”.
ومن المعروف ان لوسائل الاعلام دور إيجابي واخر سلبي خصوصا الوسائل التي تعتمد على الإشاعات، ومما لا شك فيه أن اعتماد الشائعات ونقص المعلومات، قد يسهم في تفاقم الأزمات وتعقيدها، وهو ما نلاحظه اكثر في ما تبثه المواقع الالكترونية، واليه افاد محفوظ ان “نهار الاثنين هناك اجتماع مع اللجنة المؤقتة للمواقع الالكترونية، خصوصا ان بعض المواقع لا تمتلك المهنية المطلوبة، وبالتالي تبادر الى نشر اي خبر، واحيانا لا يكون الخبر صحيحا ولا يستند الى معلومات دقيقة ولا مصدر موثوق، بما يزيد من ارتباك الناس”، مؤكدا انه “سيتم سحب العلم والخبر من اي موقع يمارس الاشاعات”.
في السياق اعتبر محفوظ انه “ينبغي ان نراعي الوضع بلبنان، فهو يمتلك امكانيات بسيطة وصعبة، ولكن الدولة تقوم بما ينبغي، وبما يجب لجهة محاصرة الوباء، والمطلوب حاليا تضامن اللبنانيين، شئنا ام ابينا وراء ما تختاره الحكومة من مخارج لمعالجة كافة الازمات المتعددة والمتشابكة والصعبة، بما فيها ازمة الكورونا اضافة الى ازمة الوضع الاقتصادي والنقدي” مشيرا الى ضرورة ابعاد ملف “الكورونا” عن الاشتباكات السياسية”.
الاعلام الذي جعل العالم قرية صغيرة، مدعو أيضا لأن يكون أداة وفاق وأن يبشر لا أن ينفر، وان يكون صوتا للحقيقة وليس ابواقا للمخربين والمضللين، حيث اسف محفوظ “توظيف البعض الاشتباكات السياسية لمصالحه المختلفة”.
الحياة هي الأثمن والحفاظ عليها هو الأهم، وتلك رسالة الإعلام التي ينبغي أن تحظى بالدعم من أصحاب القرار عبر تشريعات ومؤسسات فاعلة.