تناولت صحيفة “هآرتس” العبرية الجمعة، تطورات تفشي فيروس “كورونا” في دول العالم، وسط تحذيرات من جيش الاحتلال الاسرائيلي بأن لا يأتي هذا التهديد على سحاب التهديدات الأخرى، مثل إيران وحزب الله وقطاع غزة.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب عاموس هرئيل , إن خبراء الصحة العامة في الكيان الاسرائيلي، وصفوا مؤخرا عنقي زجاجة رئيسيين في محاربة فيروس كورونا، موضحة أن العنق الأول يتعلق بنقص فحوصات اليومية، التي يتم إجراءها لمصامين محتملين.
وتابعت: “العنق الثاني يتعلق بصعوبة التشخيص والعثور على الأشخاص الذين كانوا في محيط من تم اكتشافهم كمرضى”، مؤكدة أنه “من الواضح أن عددا كبيرا من الإسرائيليين يصغون إلى التقارير الإعلامية، لكن مراقبتهم بسيطة نسبيا للهواتف المحمولة التي يمكنها المساعدة في التحذير من الإصابة”.
ورأت الصحيفة أن “هذه التقنية يمكن تطبيقها، وهي تعمل الآن لأغراض أخرى مثل محاربة الإرهاب أو حل لغز الجرائم”، مضيفة أن “الاختراقات العالمية، من أجل تشكيل صورة استخبارية واسعة، تم تحقيقها في إسرائيل ببداية سنوات الألفين”.
واستدركت بقولها: “حدث ذلك بعمل مشترك بين الأجهزة الأمنية”، لافتة إلى أن “الأمريكيين استخدموا هذه الوسائل لاحقا، وبعد ذلك تحولت إلى أمور أساسية لأنظمة وأجهزة الأمن في العالم”.
وذكرت الصحيفة أن “الشاباك والجيش الإسرائيلي لا يسارعان إلى التطوع لمواجهة فيروس كورونا، ويخافون من المس بمكانته الرسمية”، منوهة إلى أنه “في حال استمرار الفيروس، فإن الحكومة ستتخذ خطوات استثنائية جدا”.
وأشارت إلى أن “هذه الخطوات تحتاج إلى مرافقة قضائية ملاصقة ووثيقة، لأن الجيش والشاباك سيفضلان إلقاء المهمة على الشرطة، حتى لو احتاجت إلى الاستعانة بوسائل وأشخاص جدد”.
وشددت الصحيفة على أن الإعلان الرسمي لأعداد المصابين الإسرائيليين بفيروس “كورونا”، لا يعكس العدد الحقيقي، لأن المرضى كثيرين، وربما يصلون إلى المئات إذا لم يكن الآلاف، مبينة أنه “لم يتم فحصهم ولم يتم اكتشافهم حتى الآن”.
الجهة الوحيدة
وقالت “هآرتس” إنه في هذه الظروف يمكن أن يتم مناقشة خطوات بعيدة المدى، مثل التي تبنتها كوريا الجنوبية وتايوان في إطار محاربة “كورونا”، لافتة إلى أن التقارير الواردة من شرق آسيا، تؤكد أن هذه الخطوات أعاقت بشكل كبير انتشار الفيروس.
ونوهت الصحيفة إلى أنه “إذا كان هناك قرار لإغلاق الحركة في أجزاء واسعة من إسرائيل، وحتى فرض حظر التجول، فإن الجهة الوحيدة التي يمكنها مساعدة السلطات المحلية، في تطبيق القرار وتوفير الغذاء والدواء للسكان، هي الجيش الإسرائيلي”.
وتابعت: “لذلك، الأمر سيحتاج إلى تجنيد دراماتيكي لجنود الاحتياط، وتشغيل كبير لقيادة الجبهة الداخلية”، مضيفة أنه “يجب على وزير الجيش نفتالي بينيت وضباط كبار في الجيش الاستعداد من الآن لذلك، على الأقل لهذه الاحتمالية، وإلا سيتبين أن إسرائيل متخلفة كثيرا خلف الفيروس المتفشي”.
وقدّرت الصحيفة أن تلقي هذه التطورات بمخاطر على الخطة “الطموحة” متعددة السنوات، التي بلورها رئيس الأركان أفيف كوخافي، مشيرة إلى أن انطلاق الخطة تأخر في السابق بسبب ثلاث جولات انتخابية والعجز الكبير في ميزانية الدولة.