وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، أدى أكثر من ربع مليون مصل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني في تصريح له إن “عدد المصلين بلغ ما بين 250 إلى 260 ألف مصل في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بالمسجد الأقصى”.
ومنعت قوات الاحتلال، آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية.
وكثفت قوات الاحتلال من تعزيزاتها العسكرية، عند أبواب ومداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، في حين انتشر مئات الجنود في الشوارع، وأغلقوا منطقة باب العامود بشكل كامل، وحولوها إلى ثكنة عسكرية.
وبدأ الفلسطينيون في الساعات الأولى من فجر اليوم، بالتوافد من مختلف مدن الضفة الغربية والداخل المحتل، على مدينة القدس المحتلة لأداء صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان في المسجد الأقصى وإحياء ليلة القدر.
وأفاد الإعلامي الموجود في المسجد الأقصى محمد القاروط ادكيدك لـ”عربي21″، أن المصلين بدأوا بالتوافد على المسجد الأقصى منذ صلاة فجر اليوم.
وفي الوقت ذاته، يستعد العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية للذهاب إلى الأقصى، وأعرب بعضهم في حديثه لـ”عربي21″، عن أمله أن يتمكن من الوصول للأقصى، وألا يتم إرجاعه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الحواجز، كما يجري الاستعداد لتسيير العديد من الحافلات من مختلف مدن الداخل المحتل للمسجد الأقصى.
وحول أهم الاستعدادات داخل المسجد الأقصى المبارك لصلاة الجمعة وإحياء ليلة الـ 27 من رمضان، أوضح نائب رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، ناجح بكيرات، أنه “تم تعزيز الحراس بإضافة 170 حارسا جديدا، وتم نصب مظلات إضافية”.
وأضاف في حديثه لـ”عريي21″: “كما تم بالتعاون مع العديد من الجمعيات والهيئات توفير نحو 200 ألف وجبة إفطار و300 ألف وجبة سحور، وتم الترتيب لتنفيذ العديد من الدروس الدينية طيلة ليلة القدر”.
وبين بكيرات، أنه “تم التحضير والاستعداد لاستيعاب أكبر عدد من المصلين والمعتكفين وتحضير ما يلزم لهم من مثل؛ مياه دائمة ورش المياه بشكل متواصل من قبل السدنة والمتطوعين”، منوها إلى أن “هناك أكثر 100 طاقم طبي للتدخل حال الحاجة، إضافة للعديد من لجان تنظيم الكشافة التي يعمل بها نحو 200 عضو على البوابات”.
وتابع: “كما يوجد لجنة الفتيات على سطح قبة الصخرة مع الحارسات والسادنات”، موضحا أن “الكل مستنفر وعلى جهوزية كاملة على مستوى دائرة الأوقاف ومديراتها الإحدى عشرة، من أجل خدمة الوافدين للمسجد الأقصى”.
ونوه المسؤول إلى أن “مديرة التعليم ومعها الوعظ والإرشاد وفرت بعض النشرات الإرشادية، كما عممت مديرية المسجد الأقصى على الحراس بتعزيز وجودهم والتسهيل على المصلين، وأما مديرة السياحة والآثار، فقد قامت بترتيب وسائل الإرشاد في المسجد الأقصى”.
وحول رسالة الأوقاف في مثل هذا اليوم، ذكر أن “المسجد الأقصى في انتظار المصلين”، مخاطبا إياهم بقوله: “لا تستمعوا إلى الضغوطات أو التخوفات؛ التي ما هي إلا حرب نفسية لمنع وصول الناس للمسجد الأقصى وتثبيط همتهم”.
وأعرب بكيرات عن أمله أن “يشد أهلنا من كل المدن والقرى الفلسطينية رحالهم إلى المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح حتى نصل إلى الذروة في صلاة الجمعة”، مضيفا: “نحن نريد مليون فلسطيني يشدون رحالهم إلى الأقصى من كل التراب الفلسطيني؛ لنعزز شعار: الأقصى يجمعنا”.
وقال: “نحن نريد أن نشاهد اليوم مليونية في الأقصى، نريد أن نرسل رسالة للاحتلال؛ أننا لن نتخلى عن قدسنا، فهي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، والقدس تجمعنا أيضا”، لافتا إلى أن “هذا العدد ستسعه ساحات الأقصى وأزقة وطرقات وحواري البلدة القديمة بالقدس، التي تبلغ مساحتها نحو ألف دونم”.
ونبه إلى أن “من لم يستطع أن يصل إلى الأقصى، فليصلِّ أينما وصل؛ على الحواجز وفي الطرقات”، متوقعا أن يصل عدد المعتكفين في ليلة القدر نحو 170 ألف معتكف داخل المسجد الأقصى.