أحدثت صورة تظهر عددًا من الوزراء الأتراك كانوا ضمن الوفد المرافق للرئيس، رجب طيب أردوغان خلال زيارته أمس لموسكو، وهم يقفون تحت تمثال إمبراطورية روسية قهرت العثمانيين 11 مرة، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب ما ذكرته الجمعة، العديد من وسائل الإعلام التركية، تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة بها وزراء الخارجية جاويش أوغلو، والخزانة والمالية براءت ألبيرق، والدفاع خلوصي أكار، وبقية أعضاء الوفد المرافق، اصطفوا تحت تمثال كاترين الثانية التي هزمت العثمانيين 11 مرة في الحرب الروسية العثمانية (1768-1774).
وهذه الحرب التي انتصرت فيها الإمبراطورية الروسية انتهت بتوقيع معاهدة “كوتشوك قاينارجه” في بلغاريا.
الصورة تظهر الوزراء وبقية أعضاء الوفد وهم يصطفون أثناء مباحثات أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول الأوضاع بإدلب السورية.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، علي باباجان، قد سخر من طريقة وقوف الوزراء الأتراك المرافقين تحت الصورة، وكذلك طريقة اصطفافهم في وضع من الخنوع وقت مرور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أنه كان هناك مجسم صغير يتوسط الخلفية الموجود وراء الرئيسين أردوغان وبوتين، خلال مباحثاتهما في موسكو.

وذكرت وسائل الإعلام أن هذه التمثال يجسد الجنود الروس خلال الحرب التركية الروسية التي دارت بين عامي (1877-1878) وانتهت بهزيمة العثمانيين أمام الإمبراطورية الروسية.
والحرب المذكورة كانت نزاعاً بين الدولة العثمانية والتحالف الأرثوذكسي الشرقي بقيادة الإمبراطورية الروسية والعديد من بلدان البلقان، بدأت في أبريل/نيسان 1877 واستمرت حتى 3 مارس/آذار 1878.
ونشبت الحرب في البلقان وفي القوقاز، وقد بدأت جذوتها باستيقاظ الشعور القومي في منطقة البلقان وكذلك في تطلع الإمبراطورية الروسية لاستعادة خسائرها الإقليمية جراء حرب القرم، وإعادة توطيد نفسها في البحر الأسود وكل ذلك جاء في أعقاب الحركة السياسية التي كانت تحاول تحرير أمم البلقان من الدولة العثمانية.
كنتيجة للحرب، نجحت روسيا في استعادة منطقة بودياك في دلتا الدانوب، وكذلك عدة مقاطعات في القوقاز، وخصوصاً كارس وباطوم. وإمارات رومانيا وصربيا ومونتنگرو، الذين كان يتمتع كل منهم بالسيادة في الأمر الواقع لبعض الوقت، أعلنوا رسمياً استقلالهم عن الدولة العثمانية.
وكانت الخارجية الروسية منذ عدت أيام قد تعمدت نشر تغريدة ذكّرت فيها تركيا بتلك الهزيمة، في خطوة أثارت حالة من الجدل في الأوساط السياسية التركية لا سيما أنها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الطرفين نوعًا من التوتر.