عبير شمص – ليبانون تايمز
لعل درهم وقاية خير من قنطار علاج، فكيف إذا كان العلاج لا يزال غير متوفر، اجراءات وقائية مختلفة اتخذت على صعيد المحافظات منها على صعيد المستشفيات والمؤسسات العامة، ومنها على صعيد إقفال الأسواق الشعبية في كافة المناطق، فالوقاية تشكّل الخطوة الأبرز على طريق منع انتشار الفيروس.
ويتحدث عن هذا الموضوع رئيس مجلس إدارة ومدير مستشفى الهرمل الحكومي الدكتور سيمون ناصرالدين لليبانون تايمز، لافتاً الى أنه منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، اتخذت وزارة الصحة العامة في لبنان تدابير استباقية من خلال التواصل مع المستشفيات الحكومية لأخذ الاحتياطات اللازمة في حال ظهور الفيروس في لبنان.
وكانت هذه الاستعدادات ضمن الطاقات المتوفرة في المستشفيات، والعمل كان جاداً ومسؤولا في استباق هذا الفيروس، فبالنسبة لمستشفى الهرمل الحكومي كانت كباقي المستشفيات ضمن امكانياتها تسارع في التحضير والتجهيز من الناحية اللوجستية والفنية، وذلك بداية من خلال المحافظة على المستلزمات الطبية اللازمة للوقاية في ظل الأزمة الإقتصادية المحلية والعالمية.
والجدير ذكره في هذا السياق أنه بعد تأكد وصول الفيروس إلى لبنان كان هناك توجيهات حازمة ومسؤولة من وزارة الصحة حول آلية التعقيم والتطهير والوقاية والتعامل مع أي مريض يشتبه به مصاباً بالفيروس ضمن بروتوكول خاص تشرف عليه الوزارة مباشرة.
وتشكل حملات التعقيم المكثفة الخطوة الأولى على طريق الوقاية، وهنا التقينا الجهاز الطبي المكلف بالتعقيم الذي أكد أن سياسة مستشفى الهرمل الحكومي ومنذ انطلاقتها ترتكز على حماية المريض والكادر الصحي من خلال التشديد على النظافة والتعقيم في جميع أقسام المستشفى، وكانت نتائجه ممتازة من خلال الإحصاءات السنوية بعدم وجود أي عدوى أو إلتهاب في المستشفى، حيث كان يتم التعقيم أسبوعياً عدا حالات استثنائية، أما اليوم في ظل الوضع الصحي الراهن في لبنان كثفت حملات التعقيم باعتبارها الخطوة الأولى للوقاية من الفيروس، فأصبحت تتم بشكل يومي مساءً حيث تتضاءل حركة الزوار والمرضى، من تعقيم اليدين، إلى تعقيم كافة المسطحات، بالإضافة إلى التعقيم الذي يتم يومياً vapeur باستعمال افضل المواد المعقمة المعترف بها وبفعاليتها من قبل منظمة الصحة العالمية.
كما اتبعت المستشفى إجراءات بالنسبة للمرضى الوافدين عبر قسم الطوارئ تتمثل في سياسة منظمة الصحة العالمية من خلال أخذ الحرارة كإجراء أولي، وبعد الفحص الطبي في حال ظهور علامات يتم عزل المريض في إحدى غرف الطوارئ منفردا واتخاذ تدابير وقائية إلى حين التواصل مع الجهات المعنية وحتى الآن لم يسجل قسم الطوارئ اي حالة تستدعي العزل أو الحجر المؤقت في طوارىء المستشفى.
ترافق التعقيم والإجراءات مع حملات توعية للموظفين حيث بدرت المستشفى إلى اجراء العديد من المحاضرات وورشات العمل التدريبية فيما يخص تقنيات التعقيم من خلال تدريب عملي للموظفين حول حماية أنفسهم والمرضى من العدوى في حال وجدت، بالإضافة إلى تدابير تعقيم خاصة داخل غرف المرضى.
على الرغم من هذه الإجراءات الوقائية سواء المتخذة من قبل وزارة الصحة العامة أو من قبل المؤسسات العامة كالمستشفى، فإنها غير كافية ما لم تتكامل مع جهود المجتمع والأهالي في اتخاذ تدابير وقائية واحترازية أصبحت معروفة لدى الناس ومتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المدارس والمؤسسات العامة والخاصة وفي الطرقات والمنزل، ليشكل هذا التكامل درعاً وقائياً في وجه انتشار الفيروس.
الوقاية والوعي هما عنوانا المرحلة لمواجهة الكورونا، وتضافر جهود الجميع والثقافة الوقائية وتحمل المسؤولية الحل الوحيد لدرء شر الكورونا عن الوطن.