تغريد يوسف ضوّ – ليبانون تايمز
الويل لمجتمع تنكّر لجذوره وهويته وتاريخه، وتطبّع بثقافات ورؤى لا تتجانس وبيئته وعاداته، وللعولمة الأثر الكبير في هذا. وما أدراك ما العولمة.
في تقديري، تبدأ المشكلة في التربية المنزلية فتجد الأهل يتفاخرون بأنهم يعلمون أطفالهم في سن مبكر عن اسماء الأشياء باللغة الأجنبية حتى أنهم يخاطبونهم باللغة ذاتها إلى أن يذهبوا الى المدرسة لتظهر مشكلة جديدة في سياسة مفاضلة اللغات الأجنبية على لغتنا الأم في بعض المدارس بحجة انه لا حاجة للعربية في المرحلة الجامعية إن كان الطالب يتوجه لدراسة الطب والهندسة مثلاً…
ودخلت على يومياتنا وسائل التواصل الإجتماعي وفرضت علينا طريقة مبتكرة للتراسل، وهي لغة الانترنت، وهنا بدأت استباحة الحرف العربي بحرف لاتيني أو رقم مثلا تأملوا معي كيف تكتب كلمة حقيقة 7a2i2a وغيرها من الألفاظ العجيبة والمؤسف أن النسبة الأكبر ممن يستخدمون هذه الطريقة هم من الجيل الجديد، كما نصادف على صفحات التواصل من أصابتهم عدوى الشعر والكتابة، ولا ضير في هذا إن لم يكن فيه تحطيم لقواعد اللغة فتراهم ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به وعندما يضعون لمساتهم السحرية بزيادة الياء على ضمير المخاطب (أنتي) إن كانوا يقصدون التأنيث.
لفتني قول لوزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل في اجتماع للأمم المتحدة في ٢٠١٨ حين أصرّت على إلقاء كلمتها بالعربية الفصحى وقالت :اللغة العربية جميلة ومهمة… والسؤال هنا هل نحتاج لمن يلفت انتباهنا بأن لغتنا مهمة وعلينا أن نحافظ عليها بالتربية المنزلية والمدرسة يكفي أن تكون هويتنا حتى نصونها من مطرقة الفرنجة ونبقي عليها حية…