نورا علي اسماعيل ـ ليبانون تايمز
عذرا لكل من صور لبنان على أنه أيقونة العالم القديم، فمعالم سويسرا الشرق أضحت مكبا للفساد، للظلم، والنفايات، تغيرت الملامح الجمالية فيها ولم نعد كما كنا نتغنى “لبنان يا قطعة سما”، تلك اللوحات التي عهدناها عنه ما عادت تجسد منه شيئا.
ما اكتفى تطاول الإنسان، مع غياب الرقابة الواجب تطبيقها، على منطقة واحدة، جشاعة الجرائم امتدت لتطال وادي كفرا، والذي من المفترض أن يكون محمية تتجلى بمناظر طبيعية خلابة وينابيع، فضلا عن الثروة الحيوانية التي يمتلكها والمطاحن القديمة المتواجدة فيه. باتت جريمة وادي كفرا في جباع جنوب لبنان، فضيحة معلنة.
دقت أزمة نفايات وادي كفرا/ جباع ناقوس الخطر، بكل ما للكلمة من معنى، بطبيعة الحال شلال المياه المتدفقة من المفترض ان يشق طريقه في المجاري الطبيعية بين الجبال، ولكن المياه فيه تخترق أكوام النفايات. نفايات في مكب عشوائي مزمن يقع في قلب الوادي لم تفلح بلدية المحلة المذكورة (جباع) ولا اتحاد بلديات اقليم التفاح، بإيجاد حل له.
في هذا الصدد، وحرصا على سلامة المكان، أكد رئيس بلدية وادي كفرا في جباع أحمد غملوش، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، عقب انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بالقول: “إن المكب موجود على أطراف القرية منذ 16 سنة، ولا يعتبر آفة جديدة، وكافة القرى تقريبا تحتوي على مكبات شبيهة به، وذلك لعجز البلدية على حل هذه المشكلة بشكل أحادي، نظرا للكلفة المطروحة لحل هكذا أزمة، ونظرا للحصة القليلة التي تأخذها من الصندوق البلدي المستقل، ألا وهي 448 مليون ليرة والتي توازي في يومنا هذا 200 الف دولار، وهو مبلغ لا يمكن فيه التخلص من نفايات المنطقة وحدها، مضيفا أن الدولة اللبنانية لم تقدم أي مساعدة، حتى أنها لم تعط البلدية حقها، اي أن موظفي البلدية من العام 2018 حتى اليوم لم يتقاضوا رواتبهم.
وفي ما خص التدابير التي قامت بها البلدية، أوضح غملوش أن إتحاد بلديات إقليم التفاح أوجد معملا لفرز النفايات في تلك المنطقة، ولكنه توقف عن العمل، وتم بيعه من قبل الإتحاد الى قرية جنوبية بعد انتهاء صلاحية عمله.
أما بالنسبة لمصدر النفايات، أشار غملوش إلى أن النفايات الموجودة في الوادي هي من قرى مختلفة، وفي فترة من الفترات اي في عام 2004 و2005 توقف معمل الفرز، الامر الذي زاد من كمية النفايات، لأنه في الفترة ذاتها تم احضار نفايات من خارج المنطقة، من قبل الشركة التي كانت مستلمة فرز النفايات وهي شركة عياش، والتي كانت تهرّب نفايات وتضعها في الوادي.
ولحل المشكلة اليوم، لا يوجد سوى حل واحد وهو المشروع الذي ربحه اتحاد بلديات إقليم التفاح من الاتحاد الأوروبي، منذ حوالي سنتين، وعند بدء العمل تتم عملية الفرز من المصدر، ومعالجة النفايات الموجودة، مع الاشارة الى أن البلدية قامت بالتدريبات اللازمة لأهالي المنطقة وذلك لتعليمهم كيفية الفرز، مع توزيع أكياس قماش، وتشجيع الأهالي على إستخدامها بدلا من أكياس النايلون، مع القيام بمسيرات بيئية لاطلاع الناس على النفايات الموجودة.
ختم غملوش أنه لن يكون هناك قائمة في لبنان لمشكلة النفايات إلا بوجود برنامج في وزارة التربية، يضاف إلى المدارس ويدرس لكافة الطلاب، حتى ينشأ جيل واع لحل أزمة النفايات في لبنان.
أخيرا، أزمة النفايات، وتشويه لبنان، ما عادت وحدها المشكلة التي نواجهها، بل هي أزمة صغيرة بين موجات الأزمات، لا بد من وجود عين ساهرة، لتخرجنا من ضياعنا، ومن سباتنا العميق، لأنه ما عاد من مكان لنشوهه، بات لبنان غريبا بين كافة الاوطان… ملف وادي كفرا برسم بلدية جباع – عين بوسوار وإتحاد بلديات إقليم التفاح، حتى يطبق المشروع، وملف نفايات لبنان، برسم المعنيين ببلد باتت راياته تنكس كل صباح.