تستمر الدول في الإعلان عن اكتشاف إصابات جديدة بفيروس كورونا الجديد، الذي يواصل حصد الأرواح، لا سيما في الصين، منذ كانون الأول الماضي.
فقد ارتفع عدد الإصابات بالفيروس القاتل في جميع أنحاء العالم إلى حوالي 78 ألف إصابة، منها أكثر من 76 ألف إصابة في الصين وحدها، في حين ارتفع عدد الوفيات في البر الصيني إلى 2345 حالة وفاة.
وعلى الرغم من الارتفاع في عدد الإصابات والوفيات من جراء فيروس كورونا الجديد، الذي بات يعرف باسم “كوفيد 19″، فإن الأرقام تقل عن تلك في الأيام السابقة، ومع ذلك، فإن بعض التقارير أثارت مخاوف بشأن عدم القدرة على وقف تفشي الفيروس.
قلق صحي عالمي
فقد عبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عن قلق المنظمة من عدد الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا دون صلة واضحة بالوباء رغم أن العدد الكلي للإصابات خارج الصين لا يزال قليل نسبيا.
وأضاف على تويتر أن الحالات التي لا توجد لها صلة واضحة بالوباء تشمل أشخاصا لم يسبق لهم السفر إلى الصين أو مخالطة أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس.
لكنه خفف من خطر الفيروس بالقول أن التقارير كشفت بأن “المرض ما زال بسيطا” لدى 80 في المئة من المصابين، وخطيرا أو حرجا لدى 20 في المئة، ويكون الفيروس قاتلا في 2 في المئة من الحالات.
فترة حضانة الفيروس
في البداية، كان الأطباء والباحثون يعتقدون أن فترة حضانة الفيروس تقدر بنحو أسبوعين، وهي الفترة التقديرية المستندة إلى فترة حضانة فيروس “كورونا ميرس”، وكذلك “كورونا سارس”، على اعتبار أن كورونا الجديد أو “كوفيد 19” من نفس عائلة الفيروسين السابقين.
غير أن أطباء وباحثين في الصين قالوا إن فترة حضانة فيروس كورونا الجديد قد تصل إلى 24 يوما، وهذا يعني أن فترة حضانة “كوفيد 19” أكثر بنحو 10 أيام من الفترة التي قدرها الخبراء سابقا.
فقد أعلنت حكومة محلية في الصين، أن رجلا في إقليم هوبي في السبعين من عمره أصيب بالفيروس، لكن لم تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد 27 يوما، مما يعني أن فترة حضانة الفيروس قد تكون أطول بكثير من فترة الأسبوعين المفترضة.وقد تعرقل فترة الحضانة الأطول جهود احتواء انتشار تفشي الوباء.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة حالة لامرأة صينية من مدينة ووهان، في العشرين من عمرها، أنها سافرت لمدينة أخرى تبعد مئات الكيلومترات، ونقلت الفيروس إلى 5 من أقاربها من دون أن تظهر عليها أعراض الإصابة أو العدوى، بحسب ما ذكر علماء صينيون.
وبنظر العلماء الصينيين، فإن هذا الأمر يشكل دليلا جديدا على أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن ينتشر من دون ظهور أي أعراض.
التأثير الاقتصادي للفيروس
قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي السعودي) أحمد الخليفي، خلال مؤتمر اقتصادي في الرياض، أنه من السابق لأوانه تحديد الضرر الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا.
أما في الصين، فنقلت وسائل الإعلام الرسمية عن نائب محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) تشن يولو قوله إن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني قصير الأمد ومحدود، مشيرة إلى أن بكين واثقة تماما من انتصارها في الحرب على هذا الوباء.
وفي الولايات المتحدة، يبدو أن المخاوف من فيروس كورونا بدأت تنال من قطاعي الصناعة والخدمات الأميركيين، حيث حل الركود بأنشطة الصناعات التحويلية والخدمات بالولايات المتحدة في فبراير وسط مخاوف متنامية حيال أثر الفيروس على الاقتصاد.
وعزت مؤسسة “آي.اتش.إس ماركت” تدهور مؤشري مديري المشتريات في الولايات المتحدة إلى تفشي فيروس كورونا، والذي تبدى في صورة طلب آخذ بالضعف عبر شتى القطاعات مثل السفر والسياحة، فضلا عن تراجع الصادرات وتعطيلات سلاسل الإمداد.
وفي ما يلي أبرز التطورات بشأن انتشار فيروس كورونا من مختلف أنحاء العام اليوم السبت:
ارتفاع عدد الإصابات في كوريا الجنوبية
دخلت كوريا الجنوبية على خط المواجهة كأكثر الدول تسجيلا للإصابات بفيروس كورونا الجديد، حيث أعلنت عن ارتفاع عدد الإصابات إلى 433 إصابة، فيما سجلتي حالتي وفاة جراء الفيروس.
وتحدثت كوريا الجنوبية السبت عن قفزة في الإصابات بالفيروس خلال 4 أيام تصل إلى 8 أضعاف ما كانت عليه سابقا، يرتبط معظمها بكنيسة ومستشفى في رابع أكبر مدينة كورية جنوبية وما حولها.
وهناك قلق من أن ارتفاع عدد القتلى جراء الفيروس، الذي يبلغ 2 حاليا مع الإشارة إلى أن 17 من المصابين بالفيروس في حالة حرجة.
إيران تسجل خامس وفاة
واليوم السبت، سجلت حالة جديدة بفيروس كورونا في إيران، التي ارتفع عدد الإصابات فيها بشكل كبير نسبيا منذ الكشف عن أول إصابة الأربعاء الماضي.
وارتفع عدد الإصابات بالفيروس في إيران إلى 28 حالة غالبيتها في مدينة قم.
غير أن المثير في الأمر أن عدد الوفيات جراء الفيروس في إيران بلغ 5 حالات، لتسجل ثاني أكبر عدد من الوفيات بالفيروس بعد الصين، وهي نسبة مرتفعة نسبيا مقارنة بعدد الوفيات والإصابات في الصين حيث تفشى المرض.
وبالنظر إلى أن عدد الوفيات في إيران وصل إلى 5 من أصل 28 إصابة بالفيروس، فهذا يعني أن نسبة الوفيات جراء الفيروس تقدر بنحو 18 في المئة، وهي نسبة كبيرة مقارنة بمعدل الوفيات العالمي بسبب الفيروس، والتي لا تتجاوز 3 في المئة فقط.
وفاة وتزايد المخاوف في إيطاليا
وفقا لأحدث التقارير من إيطاليا، التي أعلنت عن حالة وفاة جديدة اليوم السبت لرجل يبلغ من العمر 78 عاما، ارتفع عدد الإصابات بالفيروس إلى 30 حالة، لتصبح أكثر الدول الأوروبية من حيث عدد الإصابات، حيث تأتي خلفها ألمانيا بستة عشر إصابة.
ونتيجة للمخاوف من الفيروس، أصبحت نحو 10 بلدات في شمالي إيطاليا في حالة إغلاق فعلية، حيث دفعت العدوى السلطات المحلية في إقليمي لومبارديا وفينيتو إلى إصدار أوامر بغلق المدارس والشركات، وإلغاء الفعاليات الرياضية والقداسات، بينما أغلق عمدة ميلانو، المكاتب العامة، في حين تحولت مدينة كودوغنو إلى مدينة أشباح فعليا حيث أغلقت الأسواق المركزية والمطاعم والشركات.
تسجيل إصابتين جديدتين في الإمارات
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، اليوم السبت، عن إصابتين جديدتين بفيروس كورونا الجديد، تبين أنهما لرجل إيراني زائر في السبعين من عمره وزوجته (64 عاما).
وأشارت الوزارة إلى أن حالة الزائر الإيراني الصحية غير مستقرة، لكنه يتلقى الرعاية في العناية المكثفة.
وبهذا يرتفع العدد الإجمالي للحالات المكتشفة في الدولة إلى 13 حالة، تم الإعلان عن شفاء 3 حالات منها في وقت سابق.