زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
توجهت الانظار البارحة الى بيت الوسط في الذكرى 15 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث ضجّ بمحبي رئيس “المستقبل” سعد الحريري، بانتظار الخطاب الناري الذي سيتطرق اليه والذي اعلن انه لن يكون كسابق خطاباته، وطبقا للوضع اللبناني والتغييرات التي طرأت، من احتجاجات الى ازمة اقتصادية ومالية فاستقالة الحريري. ولكن الخطاب لم يكن وطنيا بل توجه فيه الحريري الى تيار المستقبل وبيئته المذهبية من باب شد العصب. خطاب شعبوي لا حلول ولا طروحات فيه، تصوبت سهامه على خيانة التيار الوطني الحر والرئيس الخفي جبران باسيل.
حاول الحريري الهروب من الدين العام وتبرئة الحريرية السياسية، والقاء اللوم على الاخرين، وكما اوضح المحلل السياسي طارق ابراهيم لموقع ليبانون تايمز ان الحريري لم ينجح، اذ ان شعاراته وخطابه اتسم بالطابع الشعبوي، وخلا من اي اشارة لانتشال البلد من ازمته، وتهرب من المسؤولية التي القاها على عاتق جبران باسيل، ولم يتطرق الى الثنائي الشيعي الذي وقف جانبه في معركته انما بقي في خط الوسط.”
وعن توجيه تحية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وابتعاد خطاب الحريري عن الكلام الحاد تجاه حزب الله، رأى ابراهيم ان ” توجيه الحريري تحية لجنبلاط اراد بها ان يتناغم معه ضد العهد، لاعتبار انه اذا سقط العهد سيسقط الحزب معه لان المعركة كبيرة مع الحزب، ولا يمكن خوضها، خاصة ان الحصون امام حزب الله في ذروتها وقوتها، اضافة الى علمه بتمسك حزب الله او الثنائي الشيعي به داخل الحكومة ولم يرد له الخروج منها، لذلك كان الخطاب بعيدا عن الحدية لان مشكلته الرئيسية كما وصفها بوجود رئيس خفي اخر”
واوضح ابراهيم ان الحريري يعمل على التحضير لمعركة يواجه بها حزب الله، بحيث انه الان لا يمكن مواجهته لانه مغطى من العهد حيث اوضح انه “بالبداية تم اسقاط حكومة الحريري الوطنية لتنتخب حكومة جديدة ضعيفة لا تحتكم الى خبرات وهي بداية اولى لاضعاف العهد”، وتحدث الخطاب عن انتخابات نيابية مبكرة وتقديم اقتراح قانون انتخاب جديد ينبثق من الطائف، رغم ان القانون الحالي لم يقر على عكس ارادة المستقبل، معتبرا ان “باعتقادهم اذا اتوا بعدد نواب اكثر سيقدرون على التحكم بالقرارات السياسية داخل مجلس النواب وهي الخطوة الثانية”، اما الخطوة الثالثة فهي اسقاط العهد” وهكذا يتم اسقاط العهد والحكومة والمجلس النيابي، لانشاء معركة مع حزب الله بالاعتماد على المجلس النيابي والقرارات التشريعية”.
وعن علاقته مع السعودية اكد المحلل السياسي جوني منيّر ان “وجود السفير السعودي في بيت الوسط مؤشر ايجابي، ولكن من المبكر الحديث عن عودة العلاقات كما السابق بينهم، لان الخلاف له علاقة بالعمل، وبالتالي الحريري حمل على عاتقه ميشال عون كرئيس للجمهورية، وبالرغم من قيام عون بفتح باب العلاقة مع السعودية، الا انه بقي على سياسته، على اساس انه حليف لايران”، واضاف منيّر ان “السعودية لبت طلب سعد بالعلاقة مع عون، وعند الاختلاف وضعت اللوم على سعد”.
وأفاد منيّر أن “كل هذه المشكلات لا تمنع زيارة سعد للسعودية، واعادة احياء العلاقة وعودتها تدريجيا.” اما داخليا اعتبر منير انه “لا يوجد قطيعة مع القوات ولكن هناك برودة، اي الاتصالات باردة، وميز الحريري بين علاقته مع الرئيس عون الذي اكد انه لم ينس فضله، ومشكلته مع جبران باسيل، ورغم ذلك هذا لا يفتح بابا للعلاقة الجيدة مع الرئيس عون”.