خلود شحادة- ليبانون تايمز
رمت الأزمة الاقتصادية بثقلها على كل الجوانب الحياتية للشعب اللبناني، وحتى عيد الحب لم يفلت منها.
ربما كمظهر عام لم تتغير معالم هذا العيد، فقد ضجّت الأسواق باللون الأحمر، واحتلّت الصناديق المزخرفة و”الدباديب” التي يتخطى طولها المترين واجهات المحال، لكن كل ما يتعلّق بحركة البيع والشراء اختلف اختلافاً كلياً هذا العام.

وقد أوضح صاحب أحد المحلات في حارة حريك، أن أسعار “هدايا عيد الحب ارتفعت بما يصل الى 30% من العام الماضي، بسبب أزمة الدولار”، لافتاً الى أن “البضاعة لا زالت تملأ المخازن بسبب انخفاض القدرة الشرائية”.
وقد أكد على ذلك فراس فرحات صاحب أحد المحالات في سوق عين السكة التجارية قائلاً: “الأزمة ليست فقط أزمة دولار، بل إن التجار قد رفعوا سعر البضائع بحدود 2% بالدولار، اضافة الى فروقات سعر الصرف، “فالدبدوب” مثلاً أصبح سعره 60 ألف بعد أن كان يتراوح بين 30 و35 ألفاً”. ولفت فرحات الى أن “نسبة المبيع انخفضت بحوالي 60% عن العام السابق”.
وخلال جولتنا، صادفنا “علي”، الذي اعتاد على شراء هدية “لحبيبته” في عيد الحب، الّا أنه أكد لنا “أن اتجاهه الآن نحو شراء ما يمكن لها أن تستفيد منه وتستهلكه، لأن الوضع الحالي يدفع للاستغناء عن الكماليات”.
وأضاف: “لم يعد بمقدوري أن أدفع ما يزيد عن 50 ألف ليرة لشراء هدية، خاصة بعد خصومات الراتب”.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الورد من أكثر “الهدايا” رومانسية، الا أنه اليوم اكستب صفة جديدة وهي انه “من أثمن الهدايا”. فقد أثرت الأزمة الاقتصادية على سعره. وفي السياق، أشار “ابراهيم” وهو صاحب أحد محلات الورود الى أن سعر الوردة الجورية الواحدة يتراوح اليوم بين 5000 و 7000 ليرة لبنانية، موضحاً أن هذا العام لم يسجّل أي طلب على “سلة ورد” أو باقة مميزة، مقارنة مع العام الماضي الذي سجل فيه ما يزيد عن 70 حجز في اليوم الواحد.
وأضاف: “ان ارتفاع السعر الى هذا المستوى حرمنا من الربح في موسم البيع “أي عيد الحب”، مما أثر سلباً على أرباحنا السنوية، فالورد الجوري مستورد وندفع ثمنه بالدولار”.
أما “حسين” صاحب احد محلات الذهب في الضاحية الجنوبية أوضح أنه “يتم شراء الدولار من السوق السوداء ليتمكنوا من الدفع للتجار ثمن الذهب، مما يضطرّهم الى البيع حسب سعر الصرف في السوق”.

ولفت الى أنه “مع ارتفاع سعر الصرف في البداية، توقفت حركة السوق الى أن اعتاد الناس على الأمر وعادو ليشتروا الذهب بسعره المطروح”، مؤكداً أن حركة البيع في عيد الحب لا تصل الى نسبة 20% مقارنة مع نسبة البيع في العام 2019.
على استحياء، يحتفي اللبنانيون بـ “عيد الحب” هذا العام، لكن على الرغم من تراجع القدرة الشرائية، والغلاء المتفاقم، وأزمات المنطقة، تبقى لدى اللبناني مساحة صغيرة ليعبر لشريكه عن حبّه عبر وردة أو قارورة عطر، أو “دبدوب”، أو هدية مزينة بقلوب صغيرة حمراء، على أمل أن يبقى الحب في بلادنا متاح للفقير…