أفادت مجلة NatureGeoscience، بأن علماء الجليد الألمان، اكتشفوا سبب ظاهرة تقلص جليد غرينلاند أسرع بسبع مرات مما في العقد الأخير من القرن الماضي، مما يثير قلق العلماء، وأن الاحترار العالمي يحفز هذه العملية أكثر، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات، وإذا أخذنا بالاعتبار أن المحيط بالذات هو الذي يساهم في “تقويض” جليد غرينلاند من الأسفل، فيمكننا الحديث عن وجود ردود فعل إيجابية، ولكن كيف؟ هذا ما حاول علماء معهد الفريد فيغنر للدراسات القطبية والبحرية في بريمرهافن معرفته.
ودرس الباحثون بنية الجليد الأكبر في غرينلاند الواقع في شمال-شرق الجزيرة، الذي يسمى جليد 79 درجة من خط العرض الشمالي، ويتألف من جليد أرضي وآخر على شكل شريط عائم على المحيط بطول 80 وعرض 20 كم. وهناك جليد عائم شرق الجزيرة يمر على امتداده تيار المحيط الدافئ.
وأجرى العلماء دراسة شاملة لقاع المحيط تحت الشريط العائم وحوله، واكتشفوا وجود تقعر بعرض كيلومترين يمر فيه تيار مياه دافئة من المحيط الأطلسي يتوجه مباشرة إلى طبقة الجليد، وبفضل هذا التيار الدافئ تصل إلى الجليد كمية حرارة أكبر، ما يسبب تسارع ذوبان الجليد، نتيجة توسع مساحة التقعر وزيادة كمية المياه الدافئة التي تصل إلى الجليد، وقد اكتشف العلماء أن عمق التقعر ازداد 15 مترا خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح جينين شافير رئيس فريق البحث، “أصبح سبب تسارع ذوبان الجليد واضحا الآن، حيث تصل الآن في كل ثانية كمية أكبر من الحرارة إلى شريط الجليد العائم”، وقد اكتشف فريق البحث السبب نفسه في مناطق أخرى من جليد غرينلاند، ويقول شافير “أظهرت النتائج أن حاجز تضاريس قاع المحيط، يزيد من سرعة تيار المياه الدافئة المتوجه نحو السطح السفلي لطبقة الجليد، ويبدو أن تسارع ذوبان جليد غرينلاند سببه تضاريس قاع المحيط”.